نواكشوط تحيي فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان الشعر العربي

[شمس]

نواكشوط تحيي فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان الشعر العربي











تواصل دائرة الثقافة في الشارقة دعمها للشعر العربي، حيث تنظم الدورة الثامنة من مهرجان الشعر العربي في نواكشوط، وفيه تستعرض أهم الإنجازات الأدبية والفكرية للدائرة مع تسليط الضوء على الشعر الموريتاني ومحله من الحركة الشعرية العربية ضمن أمسيات وقراءات شعرية وندوات فكرية.

تحت رعاية الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تشهد العاصمة الموريتانية نواكشوط الاثنين انطلاق فعاليات الدورة الثامنة من مهرجان نواكشوط للشعر العربي، الذي تنظمه دائرة الثقافة في الشارقة خلال الفترة من الثالث عشر وحتى الخامس عشر من فبراير الحالي، بمشاركة واسعة من شعراء ونقاد ومثقفين موريتانيين وعرب.

وقال عبدالله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة "تواصل الشارقة عنايتها بالشعر والشعراء العرب، وتتمثّل هذه العناية في الساحة الثقافية العربية التي تشهد حراكا شعريا لافتا من خلال الأنشطة والمهرجانات الشعرية، وأبرزها المهرجانات الشعرية التي احتضنتها إمارة الشارقة تحت رعاية صاحب السمو حاكم الشارقة واستحداث سموّه جائزة القوافي التي من شأنها الارتقاء بالكلمة الشعرية العربية وتشجيع الشعراء على المزيد من العطاء والإبداع".

وأضاف "تستمر رعاية صاحب السمو حاكم الشارقة في دعم المهرجانات الشعرية التي يتم تنظيمها من خلال بيوت الشعر في الوطن العربي، حيث أكّدت مبادرة سموّه المتمثلة في إنشاء بيوت للشعر في الوطن العربي مدى نجاحها وأهميتها لجمع الشعراء العرب حول الكلمة المبدعة حتى أصبح للشعر موعد مع عشاقه في العالم العربي".

والجدير بالذكر أن أول بيت شعر تم تأسيسه في مدينة المفرق بالأردن يليه بيت الشعر في نواكشوط بموريتانيا، ومن ثم بيت الشعر في محافظة الأقصر بمصر وبيت الشعر في مدينة القيروان بتونس، حيث تستمر دائرة الثقافة والإعلام توقيع اتفاقات مع المزيد من الدول العربية، منها الجزائر والمغرب ولبنان والسودان لتأسيس بيوت الشعر.

وتشكّل بيوت الشعر في الوطن العربي فضاء ثقافيا يعزز حضور الشعر العربي في الحراك الثقافي والفني عبر سلسلة فعاليات تتنوّع بين الأمسيات والندوات والجلسات الحوارية.

ويعنى بيت الشعر في نواكشوط بقضايا الشعر والشعراء في مجالات الكتابة والتوثيق، والنهوض بالهمم الإبداعية في موريتانيا عبر الإنتاج والتبادل الثقافي العربي والإنساني.

ولفت العويس إلى أن "مسيرة مهرجان الشعر تصل إلى نواكشوط بعد أن تجوّلت في العديد من بيوت الشعر في الوطن العربي، ويؤشر هذا التجوال إلى الأهمية التي يوليها سموّه للثقافة العربية بشكل عام والشعر بشكل خاص، وقد تمثّل هذا بأن أصبح المهرجان علامة ثقافية بارزة في الدول الحاضنة له".

ويشهد قصر المؤتمرات في العاصمة نواكشوط فعاليات أول أيام المهرجان، حيث يُستهل بافتتاح معرض كتاب يضم إصدارات دائرة الثقافة في الشارقة ومنها المجلات: الرافد والشارقة الثقافية والقوافي والمسرح والحيرة من الشارقة والشرقية والوسطى، تليه وقفة موسيقية تقدمها فرق فلكلورية تعكس التراث الغنائي الموريتاني، فيما سيتم عرض فيلم تسجيلي عن نشاطات بيت الشعر خلال العام الماضي 2022. كما يضم حفل الافتتاح تكريم ثلاثة شعراء وإهداء نسخ من الدواوين الصادرة لهذا العام إلى الحضور.

في ثاني أيام المهرجان تقام جلسة شعرية يشارك فيها محمد عبدالله عمار وماء العينين الأديب وعباس بده، كما سيشهد ركن التواقيع سلسلة توقيعات لدواوين جديدة، هي "في الغيب متسع" للشاعر محمد محمود محمذن، و"عيون المها" للشاعر محمد أحمد المختار.

كما ستقام أمسية شعرية يشارك فيها جاكيتي الشيخ سك وأحمد الوالد وسيسي محمد كافومبا وصلاح الدين أحمد، على أن يتم توقيع ديوان "أغنية الحنين" للشاعر محمد سالم محمذن.

ويشهد اليوم الثالث من المهرجان ندوة نقدية بعنوان "القصيدة الموريتانية الحديثة: بنياتها الدلالية والأسلوبية"، ويتحدث فيها خمسة نقّاد، هم د. محمد محفوظ ود. الشيخ أحمد البان ود. مباركة البراء ود. أحمد آكاه، فيما د. أبوه بلبلاه بإدارة الجلسة، ويعقّب على الجلسة فاضل غي وإسماعيل أحمد دافي، ويعقبها توقيع ديوان "أغاني الفصول" للشاعر محمد عال حماه.

كما ستقام أمسية شعرية يشارك فيها د.خالد عبدالودود وعبدالله درامي وداوود تيجان جا وصلاح الدين الخو، على أن يتم توقيع ديوان "على أراك" للشاعر أبي سيدنا.

وبالإضافة إلى مهرجان الشعر العربي، تعيش نواكشوط هذا العام على وقع الاحتفال بكونها عاصمة الثقافة الإسلامية، ويشمل برنامج الاحتفالات عددا من المهرجانات والعروض الموسيقية والإنشادية والمسرحية واللقاءات الأدبية والشعرية والمسابقات الدينية والثقافية والندوات الفكرية والعلمية، التي تضيء على تاريخ الإسلام في موريتانيا الذي انتشر في البلاد خلال القرن الثامن الميلادي مع قدوم التجار المسلمين إلى مدنها، لكنها خضعت للحكم الإسلامي في القرن الحادي عشر الميلادي مع سيطرة المرابطين عليها.

وتجدر الإشارة إلى أن أغلب الدراسات التاريخية تشير إلى أن الشعر يمثل هوية وطنية بالنسبة للموريتانيين، فالإنسان الموريتاني الذي وصل البلاد في فترات متفاوتة قادما من المشرق العربي، (بالذات نجد والحجاز، واليمن) ثم من المهجرين من الأندلس والنازحين (الرحل) من المغرب، اتخذ الشعر وسيلة يعصم بها هويته وهو يؤسس حضارته في أبعد الأقاليم العربية غربا.

وتلقب موريتانيا بأنها بلد المليون شاعر، هذا هو الوصف المتعارف عليه منذ استقلالها، فالشعر هو العلامة والميزة البارزة لهذا الشعب، به عرف وتميز عن شعوب الأمة الأخرى، وقد شاع تعاطي الشعر، إنشاء وإنشادا، في المجتمع الموريتاني حتى صار جزءا من ثقافة المجتمع ومكونا أساسيا من مكونات بنيته الثقافية.





ليبيا المستقبل