مجمع اللغة العربية بمكة يطلق عضوياته الجديدة
لطلب العضوية:
اضغط هنا

لمتابعة قناة المجمع على اليوتيوب اضغط هنا

 


الانتقال للخلف   منتدى مجمع اللغة العربية على الشبكة العالمية > القسم العام > البحوث و المقالات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
رقم المشاركة : ( 1 )
 
شمس
مشرفة

شمس موجود حالياً

       
رقم العضوية : 2246
تاريخ التسجيل : Dec 2014
مكان الإقامة : القاهرة - مصر
عدد المشاركات : 7,104
عدد النقاط : 10
قوة التقييم :
جهات الاتصال :
افتراضي حتى تسطع اللغة العربية عالميًّا

كُتب : [ 03-19-2023 - 04:47 PM ]


حتى تسطع اللغة العربية عالميًّا






د. حامد عبدالرحيم عيد*




إن قضية اللغة العربية فى مواجهة تحديات العولمة، وثورة الاتصال والقنوات الفضائية، والسبق العلمى وثورة الهندسة الوراثية، وغيرها من الطفرات العلمية، التى طالما نتتبعها صباحا ومساء لم تعد مسألة اختيار أن نقبل وأن نرفض ذلك، وأن الأمر يحتاج من العقل العربى أن يحدد الأوليات للمحافظة على أحد ثوابت الشخصية العربية، وإحدى الدعائم والركائز الأساسية فى بناء الإنسان العربى المعاصر، فاللغة هى وعاء الفكر، وهناك علاقة جدلية بين اللغة، وتصور القضايا والمشكلات، فاللغة الجيدة تعبر عن الفكر الجيد، والأمم الجادة هى التى تعنى بلغتها وترسم المناهج الملائمة للمحافظة عليها.

والأمر بمنتهى البساطة بات واضحا لأنه يمس لغتنا العربية، هذه اللغة التي نزل بها القرآن الكريم خاتم الرسالات، فنرى الشباب اليوم فى أى محفل مثل الأندية أو الجامعات أو بعض مراكز تعلم الكمبيوتر، أو حتى فى بيوتنا نراهم يتكلمون العربية متكئة على الإنجليزية أو الفرنسية، لا يقوى أى منهم على أن يقيم أود عبارة كاملة وصحيحة من فعل وفاعل ومفعول!.

لقد برهنت اللغة العربية على قوتها فى العصور الخالية، وأنها بقيت لغة العلم الوحيدة حتى القرن 15، وأكد الكثيرون من اللغويين مقدرة اللغة العربية على استيعاب جميع المصطلحات العاطفية والفلسفية والعلمية فيما يقع تحت الحس ويجول بالخواطر، فكفايتها وقدراتها ليست موضوع بحث ولا تأكيد، ولذا فإن تشكيك البعض فى إمكانيات اللغة العربية مرده بلا شك إما إلى ضعفهم فيها أو لوجلهم من البلبلة.

إن اللغة العربية غنية بالمعانى والتغييرات، واستوعبت بالفعل العلوم القديمة، وأصبحت كما ذكرنا لغة العالم، فهى تتألف من ثمانية وعشرين حرفا، ( ما عدا الهمزة )، والأفعال فيها مركبة من ثلاثة حروف، فإذا ما تم التأليف بين هذه الحروف الثلاثة فى جميع التراكيب الممكنة لحصلنا على 19656 كلمة لا تشابه الواحدة منها مع الثانية، وليس فيها حرف يشابه الآخر. فعبقريتها أتت من توالدها، الذى يجرى بحسب قوانين وصيغ وأوزان وقوالب غاية فى السهولة والعذوبة، وهنا فإن مجامع اللغة فى البلاد العربية يمكنها أن تضع صيغا للاشتقاق تتمشى وروح العصر وحاجاته، فاللغة العربية ثمينة بمصطلحاتها، كما أن اللغة الجيدة تعبر عن الفكر الجيد، والأمم الجادة هي التي تعنى بلغتها وترسم المناهج الملائمة للمحافظة عليها.

وحتى تسطع مرة أخرى شمس العربية على العالم علينا: إزالة حاجز الرهبة من اللغة وتيسير سبل تعلمها، وذلك بإدماج الدارسين فى الواقع اللغوى العربى بمستوياته المتعددة، والتى تتوزع بين الفصحى والعامية، وصقل المهارات اللغوية الضرورية لأداء لغوى سليم، ثم دعم قدرة الدارسين غير الناطقين بها على التعبير المرتجل فى مواقف متعددة، وفتح أعين الدارسين على منابع الثقافة العربية ومصادرها، وأخيرا تصحيح جملة من المفاهيم والتصورات، سواء عن الثقافة العربية ومرتكزاتها، أو عن القضايا العربية وتجلياتها، أو عن صورة العرب وتشويهها. إن جميع شعوب العالم تعتز بلغاتها، فقد أصدرت اليابان تشريعا بمنع تعليم أى لغة أجنبية للأطفال تحت15 سنة، وتبعتها أمريكا بإصدار تشريع يمنع الأطفال قبل سن14 سنة من تعليم اللغات الأجنبية!!

لقد جرت عدة محاولات لتخريب اللغة العربية: ففى سنة 1880 م ألف أمين دار الكتب المصرية (فلهلم سبيتا)، وهو ألمانى الجنسية، وعاش فى القاهرة، وتنقل فى أحيائها ودرس العامية ووجدها تختلف من بلد الى بلد، كتابا أسماه ( قواعد العربية العامية فى مصر) ودعا إلى إحلال العامية محل اللغة الفصحى. وفى سنة 1881 م واستجابة لدعوة ( سبيتا) اقترحت مجلة (المقتطف) المتعاطفة مع الإنجليز أن تكتب العلوم بالعامية، ودعت أصحاب الأقلام إلى مناقشة الاقتراح. فى سنة 1901 و1902 أخرج القاضى الإنجليزي (سلدن ولمور) القاضى بمحكمة الاستئناف بالقاهرة، كتابا أسماه (لغة القاهرة)، واقترح القواعد لهذه اللغة العامية، كما اقترح أن تكتب بها العلوم والأدب، ودعا إلى أن تُكتب بالحروف اللاتينية، وأشادت مجلة المقتطف بالكتاب باعتباره مؤيدا لدعوتها القديمة، وكان ان هاج الناس وثار الرأى العام. وفى سنة 1926 م دعا إنجليزى آخر، وهو مهندس بالرى المصري، واسمه (سير وليم ولكوكس) إلى هجر اللغة العربية، وأعطى مثلا عمليا فى هجرانها، حيث ترجم الإنجيل إلى اللهجة القاهرية العامية. وفى 1944م قدم الدكتور فهمى عبدالعزيز باشا، وهو كبير أعضاء مجمع اللغة العربية بالقاهرة، بحثا إلى مؤتمر المجمع، وقدم صورة لمشروع يتمثل فى (استبدال الحروف اللاتينية بالحروف العربية).

وفى مؤتمر مجمع اللغة العربية- دورته السابعة والستين 2001، بعنوان: اللغة العربية فى وسائل الإعلام، أوصى المؤتمرون باستخدام العربية السليمة فى جميع وسائل الإعلام . وان تكون الفصحى الميسرة هى اللغة المستخدمة فى برامج الأطفال وبرامج الرسوم المتحركة حرصا على التنشئة اللغوية الصحيحة للطفل العربي. كما اوصى بتفعيل القوانين الصادرة بشأن كتابة اللافتات على واجهات المحلات والشركات باللغة العربية وبخط كبير، ولامانع من أن يلحق باللافتة مضمونها بلغة أجنبية بخط صغير.

إن اللغة العربية هى وديعة فى أيدى الشعراء والكتاب والمجمعيين، فليراعوا هذه المسئولية الجسيمة، التى أنيطت بأعناقهم، وليعلموا أن اللغة بحر زاخر لا تستنفد أبعاده حياة واحدة ولا جيل واحد، وإنما يظل الإنسان ولو بلغ أعلى درجات المعرفة والموهبة يستزيد منها يوما بعد يوم.

___

* أستاذ بكلية العلوم جامعة القاهرة.




المصدر

رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على الموضوعات
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:57 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2023, vBulletin Solutions, Inc. Trans by