مجمعيون خارج دائرة الضوء
تهدف هذه السلسلة إلى إلقاء الضوء على بعض أعضاء مجمع اللغة العربية بالقاهرة؛ ممن خدموا العربية وأثروها بالعديد من البحوث والمؤلفات، وفي الوقت نفسه لم يأخذوا المكانة اللائقة بهم من الشهرة والذيوع؛ بهدف تقريبهم لشداة العربية ومحبيها، وإعادة بعض الاعتبار لهولاء الأعلام.
سلسلة "مجمعيون خارج دائرة الضوء"
الحلقة الخامسة عشرة:
محمد يوسف حسن (1336- 1427هـ= 1918 – 2006م):
جيولوجي مصري. وُلد بمدينة طنطا، والتحق بكُتّاب القرية فحفظ نصف القرآن الكريم، ثم التحق بالمدرسة الابتدائية، وانتقل إلى القاهرة، والتحق بمدرسة القبة الثانوية، وبعد حصوله على شهادة الدراسة الثانوية التحق بكلية العلوم بجامعة القاهرة وتخرج منها سنة 1940م. وسافر في بعثة دراسية وحصل على الدكتوراه في سنة 1950م، وبعد أن عاد عين مدرسًا للجيولوجيا فأستاذًا مساعدًا، فأستاذًا للجيولوجيا بجامعة عين شمس ثم بجامعة الأزهر التي شغل فيها رياسة قسم الجيولوجيا وعمادة كلية العلوم. وقد اختير عضوًا بلجنة خبراء العلوم بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وعضو الجمعية الجيولوجية البريطانية، والجمعية الجيولوجية المصرية، وأمين الجمعية المصرية لتاريخ العلوم، وعضو الأكاديمية المصرية للعلوم، واختير خبيرًا بالمجمع في سنة 1960م. ثم انتخب عضوًا عاملاً بالمجمع في سنة 1975م في الكرسي الذي خلا بوفاة المرحوم الدكتور طه حسين. وقد كان للدكتور محمد يوسف حسن نشاط علمي وافر بين مقالات وبحوث مبتكرة في علم طبقات الأرض وعلم الحفريات وعلم الجيولوجيا الاقتصادية، وقد شملت هذه البحوث مناطق عدة من صحاري مصر وليبيا، وفي أصقاع شبه جزيرة جرينلاند، وكلها تزخر بها الدوريات العربية.
من مؤلفاته: " قواعد الجيولوجيا"، و"مقدمة في علم الحفريات"، و"فجر الحياة"، و"الثروة المعدنية في العالم العربي"، و"قصة السماوات والأرض"، و"كل شيء عن الصخور"، و"قصة كوكب الأرض"، و"الأرض من تحتنا"، و"الإنسان والقمر"، كما حقق كتاب "أزهار الأفكار في جواهر الأحجار" لأحمد بن يوسف التيفاشي.
نشاطه المجمعي: منذ أن انضم المرحوم الدكتور محمد يوسف حسن إلى المجمعيين وهو يشارك في أعمال المجمع، مجلسه ومؤتمره ولجانه، وخاصة لجنة الجيولوجيا، ولجنة النفط وهما اللجنتان اللتان استأثرتا بالجزء الأكبر من جهده ونشاطه المجمعي، ونهض شاهدًا على ذلك المعجم الجيولوجي الذي أخرجه المجمع في طبعتيه الأولى والثانية، وقد أسهم في الطبعتين سواء بإعداد المصطلحات أو مراجعتها وترتيبها وإعدادها للنشر.
ومن بحوثه في المجمع: "النزعة العلمية في شعر أبي العلاء المعري"، و"المصطلح الجيولوجي"، و"ثراء اللغة العربية بأصول المصطلحات الجيولوجية"، و"التراث الجيولوجي عند العرب"، و"دور النحت في تيسير الأداء العلمي"، و"دفاعًا عن التعريب في اللغة العربية العلمية"، و"أضواء على اجتهادات جماعة (إخوان الصفا) في مجالات علم الجيولوجيا"، و"أثر الفكر الإسلامي في تقدم العلوم الطبيعية والتقنية وتطورها".
وقال عنه الدكتور عبد الحليم منتصر يوم استقباله: "يطول بي الحديث إذا أنا حاولت استقصاء صورة كاملة لزميلنا الجديد الذي أرشحه فخورًا به لثقتي بأن زمالته مشرفة، فهو يجمع إلى الفضل التخصصي الذي يسعى إليه، الحس الأدبي اللغوي".
وقد رد عليه قائلاً: "إن هذه الثقة الغالية التي حبوتموني إياها حين رأيتموني قادرًا على حمل الأمانة لأعلى وأعظم ما أعتز به من تقدير نلته أو يمكن أن أناله مدى الحياة.. هذا التقدير العظيم الذي نلته منكم حقه عندي أن أعاهد الله وأعاهدكم ونفسي على التفاني في الحفاظ عليه، وعلى البذل في سبيل ذلك من الإسهام في تحقيق رسالة المجمع، مهما تكلفت من تضحية ونصب أقدمها عن طيب نفس وسعادة، في سبيل لغتنا الشريفة الغالية".
انظر: المجمعيون في خمسة وسبعين عامًا: 808- 810 (بتصرف).
إعداد: مصطفى يوسف