مجمعيون خارج دائرة الضوء
تهدف هذه السلسلة إلى إلقاء الضوء على بعض أعضاء مجمع اللغة العربية بالقاهرة؛ ممن خدموا العربية وأثروها بالعديد من البحوث والمؤلفات، وفي الوقت نفسه لم يأخذوا المكانة اللائقة بهم من الشهرة والذيوع؛ بهدف تقريبهم لشداة العربية ومحبيها، وإعادة بعض الاعتبار لهولاء الأعلام.
سلسلة "مجمعيون خارج دائرة الضوء"
الحلقة الرابعة عشرة:
محمد بلتاجي حسن مصطفى (1358-1425هـ= 1939 – 2004م):
فقيه شرعي، وأستاذ للدراسات الإسلامية. وُلد بمحافظة كفر الشيخ بمصر. وهو ينتسب إلى أسرة حسنية مشهورة بالعلم الديني؛ فأبوه هو الشيخ بلتاجي حسن بلتاجي الذي حصل من الأزهر على التخصص القديم في التفسير والحديث، وقام بتدريس مادة التفسير في المعاهد الدينية مدة ثلاثين عامًا، وجَدُّه الشيخ حسن بلتاجي مصطفى الذي كان من شيوخ الفقه الشافعي بالمعهد الأحمدي بطنطا. درس الدكتور محمد بلتاجي حسن بالأزهر الشريف وحصل على الشهادة الثانوية الأزهرية (وكان يُعدُّ أصغر الحاصلين عليها سنًّا في تاريخ الأزهر)، وحصل على ليسانس اللغة العربية وآدابها والعلوم الإسلامية من كلية دار العلوم عام 1962م، ثم ماجستير في الشريعة الإسلامية عام 1966م، فالدكتوراه عام 1969م.
التدرج الوظيفي: عُيِّن معيدًا بقسم الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم عام 1962م، ثم مدرسًا حتى وصل إلى رئاسة القسم عام 1982م. وفي عام 1986م انتُخب عميدًا للكلية وأُعيد انتخابه ثلاث مرات حتى عام 1995م، ومن ذلك العام أُعيد تعيينه رئيسًا لقسم الشريعة حتى تاريخ وفاته.
عضوية اللجان والمجالس العلمية: رئيس مجلس كلية دار العلوم من 1986 – 1995م، وعضو مجلس جامعة القاهرة من 1986 – 1995م، وعضو المجلس الأعلى للجامعات من 1992 – 1994م، وعضو لجنة قطاع الآداب والعلوم الإنسانية من عام 1986 – 1995م، وعضو اللجنة الدائمة للشريعة بالمجلس الأعلى للجامعات من عام 1983م حتى 1995م، ومن عام 1998م حتى وفاته، وعضو لجنتي ترقيات (الفقه) و (الفقه المقارن) بجامعة الأزهر منذ عام 1999م حتى وفاته، وعضو لجنة جوائز الدولة التشجيعية بالمجلس الأعلى للثقافة بمصر (فرع الشريعة) من عام 1986م، وعضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية من عام 1988م، وعضو لجان ترقية أعضاء هيئة التدريس بجامعات مصر – المملكة العربية السعودية – الإمارات العربية المتحدة – قطر – السلطان قابوس – الجامعات الأردنية... وغيرها، وعضو محكّم في جائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية عام 1414هـ/ 1994م، ورئيس مجلس إدارة "مركز الدراسات والبحوث الإسلامية" بجامعة القاهرة (1986 – 1995م)، وعضو لجان تقويم المناهج الدراسية في جامعات مصر والدول الإسلامية والعربية.
الخبرات العلمية والعملية: قام بتدريس علوم الشريعة الإسلامية بجامعات: القاهرة – عين شمس – طنطا-الزقازيق – الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وجامعة محمد بن سعود الإسلامية (بالسعودية)، وألقى محاضرات بجامعات الإمارات – السلطان قابوس – الكويت. وغيرها، وأشرف على أكثر من مائتي رسالة ماجستير ودكتوراه واشترك في مناقشة أكثر من ثلاثمائة رسالة أخرى في جامعات مصر والسعودية واليمن... وغيرها.
المؤتمرات العلمية: مقرر المؤتمر العالمي للفقه الإسلامي بالرياض عام 1976م، وعضو عدد آخر من مؤتمرات الفقه، وعضو مؤتمرات الطب الإسلامي الأعوام من 1982 حتى 1995م، وعضو عدد آخر من مؤتمرات التربية والفكر الإسلامي بعامة.
الجوائز والأوسمة: جائزة الدولة التشجيعية عام 1983م عن كتاب "الملكية الفردية في النظام الاقتصادي الإسلامي"، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1985م، وأوردته موسوعة الشخصيات المصرية البارزة التي تصدرها وزارة الإعلام المصرية عن أهم الشخصيات المصرية المعاصرة.
أهم المؤلفات العلمية المنشورة: "منهج عمر بن الخطاب في التشريع"، و"دراسات في الدين والوحي والقرآن"، و"دراسات في أحكام الأسرة"، و"الرأي في الفقه الإسلامي"، و"تناقض المذاهب المادية في قضية الإلوهية"، و"المنهج البياني في القصص القرآني"، و"نحو وجهة إسلامية في التنظيمات الاقتصادية المعاصرة"، و"مناهج التشريع الإسلامي في القرن الثاني الهجري"، و"دراسات في الأحوال الشخصية"، و"الملكية الفردية في النظام الإسلامي"، و"عقود التأمين من وجهة الفقه الإسلامي"، و"الميراث والوصية"، و"نصوص مختارة من السنة"، و"مدخل إلى علم التفسير"، و"مدخل إلى الدراسات القرآنية"، و"مكانة المرأة في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، و"العقوبات الإسلامية وحقوق الإنسان"، إلى جانب عشرات المقالات والتعليقات والآراء في جرائد ومجلات متخصصة ووسائل الإعلام العامة والندوات الثقافية.
نشاطه المجمعي: اختير الدكتور محمد بلتاجي حسن عضوًا بالمجمع في سنة 2003م في المكان الذي خلا بوفاة الدكتور عبد القادر القط، ولم تزد عضويته عن عام برزت خلاله مشاركته في لجان المجمع ومجلسه وفي لجنة الشريعة ولجنة الفلسفة والعلوم الاجتماعية؛ ورغم حضوره في أيام لجانه من مدينة طنطا حيث مقامه وسكنه فقد كان يظهر منه الدقة والمنهجية والحرص على المشاركة بعلم غزير وفكر عميق ورؤية ثاقبة. ولقد قال عنه الدكتور محمد الجوادي: "كان أستاذنا شخصية ذات أبعاد مثلى، كانت شخصيته طويلة البال، عريضة الجاه، عميقة العلم، عالية القدر، واسعة الصدر، رفيعة الفكر، بعيدة النظر، كبيرة القلب، واسعة الأفق...كان أستاذنا بلتاجي يتمتع بأمانة علمية شديدة، وكانت أمانته تدفعه إلى بذل الجهود المضنية والجبارة من أجل الوصول إلى نص أو أصل أو رأي أو سند أو تفسير أو شاهد يهديه إلى سبل السلام في معالجته لما يبحث عنه من حقيقة...".
انظر: المجمعيون في خمسة وسبعين عامًا: 628- 633 (بتصرف).
إعداد: مصطفى يوسف