أرجو لو سمحتم شرح استدلال الفراء في تعليله لاعراب (خيرًا) في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} [النِّساء:170]، نُصبت كلمة (خيرًا) ولا ناصب ظاهرًا لها في الآية الكريمة.
الرَّأي الأوَّل: يرى الخليل وسيبويه أنَّ (خيرًا) منصوب بفعل محذوف وجوبًا، تقديره: (ائتوا) أو (اقصدوا) أو (اعملوا).
الرَّأي الثَّاني: ذهب الفرَّاء إلى أنَّ (خيرًا) منصوب على أنَّه نعت لمصدر الفعل (انتهوا)، وقد حُذف لدلالة الفعل عليه. والتَّقدير: (انتهوا انتهاء خيرًا لكم)، ويستدلُّ على صحَّة رأيه بقوله: "ألم ترَ الكناية عن الأمر تصلح قبل الخبر، فتقول للرَّجل: اتَّقِ الله هو خير لك؛ أي: الاتِّقاء خير لك، فإذا سقطت (هو) اتَّصل بما قبله، وهو معرفة فنُصب".
وجزاكم الله خيرًا.