مجمع اللغة العربية بمكة يطلق عضوياته الجديدة
لطلب العضوية:
اضغط هنا

 


الانتقال للخلف   منتدى مجمع اللغة العربية على الشبكة العالمية > القسم العام > دراسات وبحوث لغوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
رقم المشاركة : ( 1 )
 
د أيوب جرجيس العطية
عضو جديد

د أيوب جرجيس العطية غير موجود حالياً

       
رقم العضوية : 12188
تاريخ التسجيل : Oct 2022
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 9
عدد النقاط : 10
قوة التقييم :
جهات الاتصال :
افتراضي حديث (مَا ذِئْبَانِ جَائِعَانِ....)هو للفقراءِ عزاءٌ وللأغنياءِ دواءٌ)..

كُتب : [ 01-09-2023 - 08:50 PM ]


(هو للفقراءِ عزاءٌ وللأغنياءِ دواءٌ)...!!
وهو حديث (مَا ذِئْبَانِ جَائِعَانِ....)
عَنْ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ الأَنْصَارِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- -: ((مَا ذِئْبَانِ جَائِعَانِ أُرْسِلا فِي غَنَمٍ بِأَفْسَدَ لَهَا مِنْ حِرْصِ الْمَرْءِ عَلَى الْمَالِ وَالشَّرَفِ لِدِينِهِ.))

المعنى العام:
هذا المثل الذي يذكره -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أن حظيرة فيها أغنام، هذه الحظيرة غفل عنها صاحبها فدخلها ذئبان، والذئب من أشد الحيوانات ضراوة وعداوة وإفساداً، فلو كان ذئباً واحداً لأفسد فساد عظيماً، فكيف بذئبين يشجع أحدهما الآخر؟ وكيف بحظيرة مفتوحة أهملها أصحابها وجاء الذئبان وهما جائعان ضاريان، والذئب إذا كان جائعاً وسلط على حظيرة غنم يهجم على الغنمة ويأكل من بطنها، ويهجم على الثانية، ويأكل من بطنها، فلا يترك غنمة واحدة إلا نهش بطنها، وكأنه يريد أن يأكل الجميع، فلا تكفيه واحدة، هذا ذئب واحد، فكيف لو كانا ذئبين؟ فالذئب بشراهته وطمعه يفسدُ كل هذه الأغنام، ويأكل من الجميع ما يأكل.
التوجيه البلاغيّ:
إن غَالبَ أَحَاديثِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- تُقَدِّمُ المعنى في صُورةٍ مَحْسُوسَةٍ مُشَاهَدةٍ، وذلك بِسَوْقِ المعنى وَفْقَ الطرائق التعبيرية التي تُيَسِّرُ هَذِهِ المهِمَّةِ، كالتَّشْبِيهِ والمجازِ وغَيْرِهِمَا، كقوله: "مَثَلُ القَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللهِ والوَاقِعِ فيهَا كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ..." ، وهَذَا الحَدِيثُ الجَليلُ يُقَدِّمُ لنَا المعنى كَذَلِكَ في صُورَةٍ مَحْسُوسَةٍ مُشَاهَدَةٍ، فَهُوَ يُقَدِّمُ حَالَيْنِ: أَحَدَهُمَا مَعْنَوِيٌّ، والآخرَ حِسِّيٌ، جَمَعَ بينَهُمَا وَجْهُ شَبَهٍ فانْسَحَبَ الحِسِّيُّ عَلَى المعنويِّ فجلاه وأَبْرَزَهُ للنَاظِرِينَ.
أمَّا الحالُ الأُولى فَهِيَ حِرْصُ الإِنْسَانِ عَلَى المنْصِبِ والجَاهِ وضَرَاوَتُهُمَا على إِفْسَادِ الدِّين، وأمَّا الحَالُ الثَّانِيَةُ فَهِيَ صُورَةُ ذِئْبَيْنِ جَائِعَيْنِ يَتَضَوَّرَانِ جُوعًا، وقَدْ أُطْلِقَا في غَنَمٍ.
فالذي ذكره النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- من التشبيه التمثيلي أن حظيرة غنم دخل فيها ذئبان جائعان أفسدا إفساداً عظيماً وأهل الحظيرة غافلون عنها، فالحظيرة هي دين الإنسان، والذئبان هما حرص الإنسان على ماله، وحرصه على شرفه ومناصبه، فالإنسان الذي يحرص على المال يبدأ في جمع المال بأي صورة من الصور، والإنسان فيه نهم يشبه نهم الذئب حين يأكل الغنم، ففيه طمع وفيه شره وفيه حرص على المال وحرص على السيادة والرفعة والمناصب.
فالإنسان قد يضحي بماله في سبيل سيادته ورفعته، والحرص على المال وعلى الجاه يفسد على الإنسان دينه أشد من إفساد هذين الذئبين في هذه الحظيرة التي فيها الأغنام، فقال -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-
: (ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه)، يعني: يحرص على المال وعلى الشرف فيفسد دينه بحرصه ذلك.

أمَّا التوجيهُ النَّحْوِيُّ فـ"(ما) بمعنى لَيْسَ، و(ذِئْبان) اسمُهَا و(بأَفْسَدَ) خَبَرُ مَا... واعتبر فيه الجنسية فأنث (لها)... و(لدينه) لامُهُ لِلْبَيَانِ، كَأَنَّهُ قِيلَ: لأفسد من أَيِّ شَيْءٍ؟ قِيلَ: لِدِينِهِ". وهَا هُنَا تَفْضِيلٌ يَقْتَضِي النَّظَرَ، حَيْثُ نجدُ النَّصَّ النَبَوِيَّ الكَرِيمَ -بعْدَمَا وَصَفَ هَذَيْنِ الذِّئْبَينِ ومَا يُتَصَوَّرُ حُدُوثُهُ في غَنَمَاتٍ ضَعِيفَةٍ مَا تَلْبَثُ أَنَّ تَخِرَّ صَرِيعَةً- يَأْتِي بِاسْمِ التَّفْضِيلِ (أَفْسَد) فَيَقُول: "بِأَفْسَدَ لَهَا مِنْ"، "وقَوْلُهُ (مِنْ حِرْصِ المرْءِ) هُوَ المفَضَّلُ عَلَيْهِ"، فحِرْصُ الإنسانِ على المنصِبِ والجَاهِ، وما يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِمَا مِنْ آثَارٍ وتَنَازُلاتٍ، أَفْسَدُ للدِّين والمبادِئِ من وَصْفِ الذِّئْبَيْنِ المذْكُورِ.






عَجَبٌ....!!!
وإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ فِعْلُ مَنْ يَتَحَرَّى نُبَوءَاتِ العَرَّافِينَ والخرَّاصِينَ، ويَتْرُكُ كَلامَ سَيِّدِ المرْسَلِينَ، فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ مَنْ يَعْدِلُ بالتِّبْر التُّرَاب، وبالعِيِّ والخَطَلِ البَلاغَةَ والصَّوَابَ.


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على الموضوعات
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:00 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2023, vBulletin Solutions, Inc. Trans by