تأصيل مفردة "دكتوراهْ"
الأصل في هذه الكلمة أنها أعجمية، وتُكتب هكذا: doctorate ويراد بها أعلى درجة علمية، ولو كتبت هذه الكلمة بالحرف العربي لكانت هكذا: "دكتوراتْ" بالألف الخالصة أو الممالة نحو الكسر، ونقلها العرب إلى لغتهم فكتبوها بالهاء: "دكتوراهْ" فمن أين جاءت هذه الهاء؟ وما سبب سكونها؟
. التاء الموجودة في اللفظة الأعجمية الأصلية تاء ساكنة سكون بناء، ولاتكتب إلامفتوحة(ت) لامربوطة، لأنها كلمة أعجمية، وليس لها إعراب ولا لتائها دلالة على تأنيث. فإما أن تحكيها كذلك، بدون تغيير، ولاتعريب يقتضي تغييرًا.
وإما أن تلجأ للتعريب فتحذف تاءها الأصلية، ثم تأتي بتاء تأنيث مربوطة وتُجري عليها الإعراب، فتكون الكلمة مُعرَّبَة مؤنَّثة، وسبب تأنيثها أنها عَلَمٌ على درجة علمية، و"الدرجة" مؤنث، ولأجل إلحاقها بالعربي، وسبب حذف تائها الأصلية تخفيف لفظها.
.ثم إنّ خَتْمَها بهذه التاء المربوطة بُني عليه جواز الوقف عليها بالهاء الساكنة للوقف، قياسًا، فقيل:"دكتوراهْ" ثم كثر هذا النطق وشاع حتى صارت الكلمة لاتُنطقُ وقفًا ولا وصْلًا إلا مبنيةً على سكون الهاء:"دكتوراهْ" وغَلَبَ هذا النطق، ولم يُلْتفتْ إلى أصل هذه الهاء، وساعَدَ على ذلك كونُها عَلَمًا على نوع مخصوص من الشهادات والدرجات العلمية، بهذا النطق فالْتُزِمْ.
والله أعلم.
أبوسعيد عبد الله بن محمد الأنصاري