الدوحة - الراية:
نظم منتدى طالبات اللغة العربية بجامعة قطر ندوة بعنوان : "الإبداع والإعلام" ، وحاضر فيها كل من الدكتورة إلهام بدر وحسن الساعي، وذلك بحضور الدكتورة حنان فياض، رئيس قسم اللغة العربية بجامعة قطر وأساتذة وطالبات القسم.
وجاءت الندوة في إطار تعزيز مكانة اللغة العربية بين منتسبيها، حيث تعتز جامعة قطر بهويتها العربية وبدورها كجزء من المشهد التعليمي والفكري في العالم العربي.
وفي كلمة بالمناسبة، بينت الدكتوره حنان الفياض أهمية مثل هذه اللقاءات بين طالبات الجامعة والشخصيات الإعلامية المؤثرة في المجتمع القطري، لأن الجامعة تسعى لخدمة المجتمع، وصوت وسائل الإعلام لن يوصله للآخرين سوى خريجات الجامعة من مواقع أعمالهن.
بعد ذلك، تحدثت الدكتوره إلهام بدر قائلة إن اللغة العربية تمثل عالما من الجمال المتميز الذي يجذب الدارس إلى خوض غماره بقدر وافر من المتعة والانبهار.
وتحدثت عن تجربتها في اختيار تخصص اللغة العربية بجامعة قطر حين كانت طالبة، واستغراقها في مقررات هذا التخصص، ثم رغبتها في أن تكمل متعتها في هذا العلم، ولذلك أكملت مشوار الدراسات العليا حتى حصلت على الدكتوراه، وقد أتاح لها تخصص اللغة العربية مجالات عمل عدة في الإذاعة والتلفزيون، وأتاح لها إمكانية التعرف على شخصيات كثيرة وذلك من خلال حواراتها وبرامجها المختلفة في الإذاعة و التلفزيون.
وقالت: إن اللغة لاتصنع المبدعين، ولكنها تفتح الباب للدخول إلى عالم الإبداع، والتمكن منه، وإجادته، ويبقى الجهد الأكبر على الطالب في وجوب محبة لغته والاقتراب منها، وعدم الابتعاد بحجة صعوبة اللغة في نحو أو بلاغة أو نقد.
ومن جانبه، تحدث الأستاذ حسن الساعي وأشار إلى أنه أحب اللغة العربية لتأثير والدته عليه في هذا المجال، حيث كانت قارئة للأدب من روايات وقصص مختلفة، واندفع هو تلقائيا لهذا الدرب، وأحب اللغة في هذه الكتب وإن لم يفهمها لصغر سنه، وحين دخل الجامعة لم يتخصص في اللغة العربية، ولكنه لو عادت به السنوات للوراء فسوف يختار هذا التخصص لجماله ولحبه له.
وأضاف: "في العمل الإعلامي كانت القراءات وتنوع هذه القراءات زاداً ثقافيا أعانني على التميز في مجال عملي، ثم خبرتي مع بعض المتخصصين في اللغة العربية الذين أعانوني وقدموا لي ما أحتاج من إجابات على تساؤلاتي حول اللغة. والإبداع يكمن في إيجابية الفرد المبدع ورغبته في أن يقدم الخير للآخر، وأيضا ببحثه عن حلول لأي مشكلة تصادفه، والعمل على التأثير في الآخرين، ووجودي بينكم هنا اليوم يعد عملا إبداعيا يسعدني، والإبداع يقدم سعادة للمبدع وللمتلقي" .
وفي تعليق حول الفعالية، قالت الطالبة ندى فخري عزام : "إن الإبداع طاقة عقلية، تنظم الأفكار وتظهرها في بناء جديد. المبدع ليس صاحب الموهبة فقط، بل هناك عوامل أخرى تكون المبدع، منها: أولا: الوراثة وقد تكون جينية أو مكتسبة بسبب البيئة التي يعيش فيها، ثانيا: حب الأدب واستمرار التجريب والتدريب، ثالثا: الثقافة العالية، إذ يجب على المبدع أن يكون قارئا من الدرجة الأولى يقرأ من القديم إلى الحديث، وخبيرا وذا ذوق رفيع في تمييز الأدب الراقي من الأدب المتكلف الضعيف، رابعا: رغبته في التغيير، والكتابة بأنماط وأساليب جديدة. خامسا: المشاعر والأحاسيس الجياشة والقوية فصاحب الشعور المتبلد لا يمكن أن يبدع لأنه هو نفسه لا يشعر بالجمال أو بالسعادة بالطريقة الكافية فلا يمكن أن يوصلها إلى قلوب القراء" .