مجمعيون خارج دائرة الضوء (6) - محمد زكي شافعي

[إدارة المجمع]

مجمعيون خارج دائرة الضوء
تهدف هذه السلسلة إلى إلقاء الضوء على بعض أعضاء مجمع اللغة العربية بالقاهرة؛ ممن خدموا العربية وأثروها بالعديد من البحوث والمؤلفات، وفي الوقت نفسه لم يأخذوا المكانة اللائقة بهم من الشهرة والذيوع؛ بهدف تقريبهم لشداة العربية ومحبيها، وإعادة بعض الاعتبار لهولاء الأعلام.


سلسلة "مجمعيون خارج دائرة الضوء"
الحلقة السادسة:
محمد زكي شافعي (1340- 1408هـ=1922 – 1988م):

اقتصادي مصري. بعد أن أتم تعليمه الثانوي التحق بكلية الحقوق جامعة القاهرة ثم تخرج فيها، حيث حصل على درجة الليسانس بمرتبة الشرف سنة 1942م، ثم حصل منها على دبلوم القانون الخاص، ثم دبلوم الاقتصاد في سنتي 1944 و1945م، ثم أوفد إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث نال درجتي الماجستير والدكتوراه في الاقتصاد من جامعة برنستون سنتي 1948 و1950م، وعاد من بعدها إلى الوطن مدرسًا للاقتصاد بكلية الحقوق. وأصبح العميد الأول لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية سنة 1959م، وهو لم يبلغ بعد الأربعين من عمره، فأرسى قواعدها ونظمها وتقاليدها حتى أصبحت بين أعز ما يتطلع الشباب إلى الالتحاق به من كليات الجامعات.
وفي سنة 1945م اختير الشافعي وزيرًا للاقتصاد، ولكنه لم يلبث أن عاد في العام التالي إلى محراب العلم الأثير عنده فظل أستاذًا ثم أستاذًا متفرغًا بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية إلى آخر عمره.
نشاطه العلمي:
كان للأستاذ الدكتور محمد زكي شافعي نشاط علمي كبير فقد نشر بين عامي خمسين وسبعين خمسة كتب باللغة العربية، وكتابين باللغة الإنجليزية، في نظم البنوك والنقد والتنمية الاقتصادية، كما نشر في بيروت والقاهرة ستة عشر بحثًا، كان اهتمامه في معظمها بقضايا النقد والتنمية الاقتصادية في العالم الثالث.

وأهم هذه الكتب: "تثبيت مستوى الأسعار عن طريق رقابة البنك المركزي على عرض النقود في سنة 1950م" (باللغة الإنجليزية)، و"مقدمة في النقود والبنوك"، و"مقدمة في العلاقات الاقتصادية الدولية"، و"التعاون النقدي الدولي، العالمي والإقليمي"، و"التنمية الاقتصادية" (الكتاب الأول)، و"التنمية الاقتصادية" ( الكتاب الثاني)، و"ثلاث محاضرات في التنمية الاقتصادية"(باللغة الإنجليزية).
وقد عمل الدكتور شافعي أمينًا مساعدًا لجامعة الدول العربية للشؤون الاقتصادية من سنة 1973- 1975م، كما مثل مصر في مؤتمرات دولية في جنيف، والجزائر، ونيودلهي، كما دُعي أستاذًا زائرًا لجامعة جراتز سنة 1969م، وقد اختير خبيرًا بالأمانة العامة للأمم المتحدة بنيويورك بين سنتي 1953 و1956م، ثم خبيرًا لدى مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية سنة 1969م، وخبيرًا لدى الأمم المتحدة للبيئة الإنسانية سنة 1971م، وقد اختير رئيسًا للجمعية المصرية للاقتصاد السياسي والإحصاء سنة 1983م.
ثم توجت الدولة هذه المنزلة الرفيعة التي تبوأها الشافعي في مصر وفي البلاد العربية وغير العربية وفي الهيئات الدولية، فمنحته جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية. وقد انتخب عضوًا بمجمع اللغة العربية بالقاهرة في سنة 1986م في المكان الذي خلا بوفاة الأستاذ بدر الدين أبو غازي، الذي انتقل إلى جوار ربه في سنة 1983م.

نشاطه المجمعي:
لقد عول المجمع على الدكتور محمد زكي شافعي في أن يتابع الشوط، وأن يستكمل ما بدأه الدكتور عبد الحكيم الرفاعي الذي كان قد وضع اللبنة الأولى في المصطلح العلمي الاقتصادي. فقد أمد المجمع بنوع جديد من المصطلح الاقتصادي فيه من شمول الفكر، وعمق الفلسفة، والتعرض لمشكلات الخلائق أكثر مما فيه من حديث التكاليف والشحن والمخازن.
قال عنه الأستاذ الدكتور أحمد عز الدين عبد الله عضو المجمع يوم استقباله: "فوجدته شخصية واضحة لا خبيء عندها تتسم بالهدوء وطيب العشرة، والأخوة والتواضع، واحترام النفس، واحترام الآخرين"، وكما قال عنه الأستاذ الدكتور أحمد السعيد سليمان عضو المجمع في حفل تأبينه: "ولقد اجتمع له رحمه الله من فضال الخير ما إن بعضه ليكفل له عمرًا ثانيًا من حسن الذكر، وبحسبي أن أُنَوِّه في هذا المقام بخصلتين عرفتهما فيه، كان – رحمه الله صوفي الروح عازفًا عن زخرف الحياة، متواضعًا تواضع السلف الصالح، لا يزهي بعلم وإن بلغ فيه الغاية، ولا يزدهيه منصب، وإن كان كرسي الوزارة".

- المصادر:
المجمعيون في خمسة وسبعين عامًا/ 694- 698.
إعداد:
مصطفى يوسف