مجمعيون خارج دائرة الضوء
تهدف هذه السلسلة إلى إلقاء الضوء على بعض أعضاء مجمع اللغة العربية بالقاهرة؛ ممن خدموا العربية وأثروها بالعديد من البحوث والمؤلفات، وفي الوقت نفسه لم يأخذوا المكانة اللائقة بهم من الشهرة والذيوع؛ بهدف تقريبهم لشداة العربية ومحبيها، وإعادة بعض الاعتبار لهولاء الأعلام.
سلسلة "مجمعيون خارج دائرة الضوء"
الحلقة الحادية عشرة:
بدر الدين أبو غازي (1338-1403هـ=1920 – 1983م):
وزير الثقافة المصري في الفترة من نوفمبر 1970 إلى مايو 1971. وُلد بالقاهرة، ودرس في مدارسها الابتدائية والثانوية حتى انتهى به المطاف إلى كلية الحقوق بجامعة فؤاد الأول (القاهرة) سنة 1941م، وتخصص في التشريعات المالية، وتدرج في وظائف وزارة المالية حتى عُيِّن وكيلاً للوزارة من عام 1964م حتى 1970م حين عُيِّن وزيرًا للثقافة بجمهورية مصر العربية، ثم عُيِّن مستشارًا للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم للشؤون الثقافية من 1973 – 1977م، وأصبح بعد ذلك الأمين العام المساعد لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية من 1977 – 1980م. وكان عضوًا لكثير من الهيئات الثقافية، فقد اختير عضوًا بالمجلس الأعلى للثقافة، وعضوًا للمجلس القومي للثقافة والآداب والفنون والإعلام، وعضو مجلس جامعة حلوان، ورئيس جمعية محبي الفنون الجميلة، والمجلس الأعلى للآثار.
ولم تُحِل الوظيفة بين الأستاذ بدر الدين أبو غازي- يرحمه الله- وبين متابعته للنشاط الفني، ونشاطه الثقافي والنقدي. فنشر مقالات عدة في الصحف والدوريات المصرية والعربية عن الفن ونقد الفن، وقد نال جائزة الدولة التقديرية في الفنون، ووسام الجمهورية من الطبقة الأولى. وبالإضافة إلى بحوثه ومقالاته في الصحف والدوريات العربية والأجنبية، له عدة مؤلفات هي: "مختار، حياته وفنه"، و"مختار، ونهضة مصر" (باللغة الفرنسية)، و"المصور محمود سعيد"، و"جيل من الرواد"، و"الفن في عالمنا"، و"المثَّال مختار"، و"الفنان رمسيس يونان"، و"الفنان يوسف كامل". وقد أشرف الأستاذ بدر الدين أبو غازي على إصدار المسح الاجتماعي الشامل للمجتمع "1952 – 1980"، والذي أطلق عليه البعض "وصف مصر الثاني"، وكان ذلك آخر الأعمال المهمة التي قام بها.
نشاطه المجمعي: انتُخِب الأستاذ بدر الدين أبو غازي لعضوية المجمع سنة 1975م، في المكان الذي خلا بوفاة الأستاذ محمود تيمور. وشارك مشاركة جادة في نشاطه، سواء في لجنتي ألفاظ الحضارة والفنون، أو في لجنة التاريخ، ولجنة الأدب. وكان من ثمار جهوده هذه إخراج معجم ألفاظ الحضارة الحديثة الذي أصدره المجمع عام 1981م.
وقد قال عنه الدكتور مهدي علام يوم استقباله: "وظلت قائمةً مصالحتُه التي عقدها بين ميله، ونشاطه في الفن والأدب، وعمله بين الأرقام ومواد القوانين، فكان يمارس النشاطين في إخلاص وحسن أداء." ثم قال له: "إذا كانت خمس وخمسون سنة تفصل بين استقبالي لخالك العظيم (المثّال محمود مختار)، واستقبالي لك اليوم، فإن خمس سنوات فقط تفصل بين أول استقبال لك في هذا المجمع، يوم زرتَه وأنت وزير الثقافة، ويوم استقبالك اليوم عضوًا عاملاً فيه. لقد قلتَ في سنة 1970م في تواضعك، وأنت وزير تشرف على هذا المجمع: (أشعر أنني تلميذ بين أساتذة عظام). واليوم تقدم أيها الزميل فاجلس بين زملاء كرام".
انظر: المجمعيون في خمسة وسبعين عامًا: 221-223.
إعداد: مصطفى يوسف