سلسلة (عالم ورأي)
تهدف هذه السلسلة إلى استجلاء رأي عالم من علمائنا حول قضية من القضايا، أو عقبة من العقبات التي تواجه أبناء العربية، أو طرح رؤية لاستنهاض الهمم وتحفيز العزائم. فإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا، إنما ورثوا العلم، فمن أخذ به أخذ بحظ وافر.
الحلقة الرابعة والستون: الأستاذ الدكتور محمود حافظ – رئيس مجمع اللغة العربية السابق – ورأيه في وسائل النهوض باللغة العربية في التعليم العام:
- ضرورة إعادة تقويم مناهج اللغة العربية ومحتواها وطرق تدريسها واختباراتها في مراحل التعليم العام تقويمًا موضوعيًّا شاملاً بما يقضي على القصور فيما أصبح عليه المستوى اللغوي والتعبيري العربي الذي يخرج به الطلاب ويلتحقون بعده بالتعليم العالي والجامعي.
- أن يكون البدء بتعليم اللغة العربية عن طريق الطفل أو التلميذ في المرحلة الأولى من مراحل التعليم العام نقلاً رفيقًا متدرجًا من لغته المختلطة إلى اللغة السليمة بعناصرها الأساسية الأربعة وهي الحديث والاستماع والقراءة والكتابة والعمل الدائب على نقل التلميذ من لغة التخاطب إلى اللغة العربية الصحيحة.
- الحرص على استخدام اللغة العربية الفصحى في تدريس جميع المواد حتى لا يقتصر استخدامها على دروس اللغة العربية فتبدو للطلاب غريبة عنهم.
- ضرورة التنسيق بين مناهج اللغة العربية في مراحل التعليم العام الثلاث بحيث يُراعى تكاملها وتدرجها كما يُراعى التنسيق في كتب اللغة العربية بحيث تؤلف هذه الكتب وحدة متصلة.
- العمل على تنمية الميل للقراءة والاطلاع في التلميذ كهدف أساسي من أهداف التعليم، بل هو وسيلة تعليم الإنسان نفسه بنفسه وإتاحة فرص الاستماع إلى مختارات من القراءة شعرًا ونثرًا وحوارًا ونصوصًا وقصصًا مع توافر مواد للقراءة الحرة للتلميذ في مختلف المراحل وبخاصة في مرحلة الطفولة.
- العناية بتحفيظ التلاميذ في مراحل التعليم العام قدرًا مناسبًا من القرآن الكريم ليستقيم لسانهم وترسخ اللغة العربية السامية في وجدانهم مع الاهتمام بالثقافة الدينية الإسلامية وحفز الشباب إلى دراستها.
- توجيه الجهود إلى إعداد معاجم لغوية حديثة وعصرية ومصورة ملائمة لمختلف مراحل التعليم العام، وكذلك العناية بالمكتبات المدرسية واختيار الكتب المشوقة للتلميذ.
- استخدام الوسائل والمعينات التعليمية والتقنيات الحديثة في تعليم اللغة العربية.
- توجيه الاهتمام بالخط العربي وتيسير الحروف والتقليل من صورها بما يحفظ لها جمالها وبما لا يبعدها عن الاتصال بالتراث؛ وذلك للأهمية البالغة في اقتصاديات الطباعة واقتصاديات مبادئ القراءة والكتابة.
- ضرورة تيسير قواعد النحو والصرف والرسم الإملائي وكتبها ونشرها بين الدارسين لتجنب أخطاء التحدث والكتابة.
- الاهتمام الدائب والمستمر برفع المستوى اللغوي والثقافي والتربوي لمُدَرِّسي اللغة العربية في مراحل التعليم العام ليرتفع بذلك مستوى تأهيلهم للتدريس، ويشمل هذا أيضًا مُدَرِّسي المواد الأخرى.
- ضرورة العمل على إنشاء مركز قومي لتطوير اللغة العربية يدرس واقعها، ويطور مناهجها وطرق تدريسها، ويُعني بتأهيل مُدَرِّسيها، كما يضع سياسة تأليف الكتب والمراجع، ويعمق الاستفادة من بحوث مجمع اللغة العربية واتحاد المجامع اللغوية العربية، كما يضع السياسة اللازمة لترقية المستوى اللغوي لجمهرة المواطنين.
- الدعوة بأن تكون لغة الصحافة وأجهزة الإعلام المسموعة والمرئية ودور النشر هي اللغة العربية الصحيحة؛ وذلك للقضاء على ظواهر الانحراف في الأداء اللغوي وعلى الخروج على القواعد وتحريف الألفاظ والعبارات، وكذلك الدعوة إلى أن يهتم المتحدثون والخطباء بالحديث باللغة العربية بصفائها ونقائها.
المصدر: مجلة مجمع اللغة العربية – الجزء 65 – ص 38، 39.
إعداد: د.مصطفى يوسف