سلسلة (عالم ورأي)
تهدف هذه السلسلة إلى استجلاء رأي عالم من علمائنا حول قضية من القضايا، أو عقبة من العقبات التي تواجه أبناء العربية، أو طرح رؤية لاستنهاض الهمم وتحفيز العزائم. فإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا، إنما ورثوا العلم، فمن أخذ به أخذ بحظ وافر.
الحلقة الحادية والثلاثون : الدكتور علي القاسمي - عضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة المراسل عن دولة العراق، ورأيه في مصادر المعجم التاريخي، وكيفية تحديد عدد الجذور والمواد في المعجم التاريخي:
مصادر المعجم التاريخي قسمان: مصادر أولية أو أساسية، وهي التي تُستخلص منها مادة المعجم مباشرة، مثل النقوش والمخطوطات والكتب المؤلفة والمترجمة والدوريات والبرامج الإذاعية... إلخ، وإلى مصادر ثانوية، وهي المصادر التي تصف اللغة أو تقعِّد لها أو تشرحها أو تتحدث عنها، وهذه المصادر يُستفاد منها في سد الفجوات في المصادر الأولية... ومن أمثلتها المعاجم الأحادية والثنائية وكتب غريب القرآن والحديث واللغة ومعاجم المصطلحات.
وتُستخلص جميع الجذور والمداخل الرئيسية والفرعية من المدونة اللغوية، فالمعجم التاريخي للغة العربية يجب ألا يكون مدينًا في مداخله لمعجم سبقه أو لقوائم وضعها محرروه اعتباطًا، وإنما ينبغي أن تُختار ألفاظ مداخله وتُحرر المعلومات عنها من محتويات المدونة، ويستطيع محررو المعجم القيام بعملية المراجعة والتدقيق والتصحيح بالرجوع إلى المعاجم العربية القديمة منها والحديثة. والمدونة هي التي تكونت من النصوص المنتقاة حسب الموضوعات والعصور والأماكن.
المصدر: المعجم التاريخي للغة العربية وثائق ونماذج، د. محمد حسن عبد العزيز، دار السلام،
القاهرة، ط1، ص 224، 225، 227.
إعداد: مصطفى يوسف