.
كلمة معالي الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد – المستشار بالديوان الملكي-
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام أشرف الأنبياء والمرسلين .. .. أما بعد :
فإنّ الله أنزل كتابه الكريم بلسان عربيّ مبين، وعهد بحفظه إلى نفسه ولم يستحفظ عليه أحدا من عباده، كما استحفظ الذين من قبلنا على ما أنزل إليهم، ولما كان القرآن الكريم باللسان العربي هيأ الله لهذه اللغة من يحفظها، ويجمع ألفاظها، ويكشف عن جمالها، ويبيّن أسرارها، من أئمّة اللّغة والنحو والبيان وتفسير القرآن، فجادوا بالعجب العجاب وبما بهر العقول، وما طعن في هذه اللّغة طاعن إلا وكان طعنه سببا في إسكاته، وخزيا له في حياته وبعد مماته، بما يدفع به الغيارى من حجج وبراهين، تطفئ نيران المكيدة، وتجعله جسدا بلا أيد (أي قوة ) .
وعصرنا هذا كسائر العصور الماضية لم يخل من تلك الجنود المجنّدة التي تحمي هذه اللّغة وتحرسها وتذود عن حياضها، وتجدّد للأمة أمر لغتها وبيانها، وكان من تلك الجنود مجامع لغوية، أعدت لذلك الغرض النبيل، في عدد من البلدان، فقامت بجهد مشكور، وعمل مبرور، غير أن وسائل الدفع والرفع، وطرق البث والنشر أصبحت مختلفة، وصار التواصل بين الناس أسرع من البرق، بحيث يتحدث البعيدان في الخطاب بلا فرق، بواسطة الشبكة العالمية الجامعة .
وما أحسنها من وسيلة إذا استعملت في خدمة الدين والأوطان، فوفق الله تعالى أخانا الأستاذ المفضال فضيلة الدكتور البحّاثة المفسر اللُّغوي النحوي النِّحرير الشيخ/ عبد العزيز بن علي الحربي لإنشاء مجمع لغوي علمي على الشبكة العالمية العنكبوتية، منطلقا من مكة المكرمة، تيمّـنًا بأن يفيض خير هذه اللّغة ويعم نفعها العالم، فهو المكان الذي أنزل فيه {اِقْرَأ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِيْ خَلَقَ[1]خَلَقَ الْإنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ[2] اِقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ[3]الَّذِيْ عَلَّمَ بِالْقَلَمِ[4] عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يعْلَمْ }[سورةالعلق1-5]
كما وفق الله تعالى لأن ينضم إليه كوكبة من الذين أوتوا العلم بهذه اللّغة وغيرها من أهل هذه البلاد المباركة ومن غيرها، ليكون جامعة لغوية، ورابطة عربية . وقد اطلعت على أهداف المجمع ورسالته، وبعض أعماله، وعلى القرار الأول الذي أصدره فوجدته عملا يمضي إلى الرّيادة
ويستوجب التأييد والإشادة، ويستحق التشجيع وزيادة .
فشكر الله لرئيس المجمع ومؤسسه .. وشكر الله لسعادة الأستاذ/ مشعل الزايدي الذي أمدّ المشروع بماله، زاده الله من فضله وجوده، ووفق الجميع إلى ما فيه خير البلاد والعباد .. وصلى الله على نبينا محمد و آله وصحبه وسلم .
كتبه / صالح بن عبد الله بن حميد
مكة المكرمة زادها الله تشريفا وتكريما
الاثنين 13/5/1434هـ
.