الفتوى (984) :
عليكم السلامُ ورحمة الله وبَركاتُه
التَّعريبُ أن تنطقَ العربُ بالكلمةِ الأعجميّةِ على منهاجها. وقَد كان العربُ في الجاهليّة يَنطقونَ بالكلمة الأعجميّة بعد تعريبها على سليقتهم مثل سجِّيل وغيرها حتّى أصبحَت في حُكم الكلمات العربيّة وزنًا وفصاحة.
أمّا في عُصور امتزاج الشّعوب ودُخول الأمم في دين الله أفواجًا خاصةً في العصر العباسي فقَد نشطت حَركةُ التّرجمَة والتّعريب، فظهَرَت ألفاظٌ جَديدةٌ لم يَكن لها قياس ولا منهج في التعريب، وإنما كانَت عبارةً عن ألفاظ دَخيلة، ككلمة الأسطقس والبوتيقا وغيرها من الكلمات الفلسفية.
استخدَم اللغويون في القرن الثالث وما تَلاه طرُقًا في تعريب الكلمات الأعجميّة منها:
* الطريقةُ الصوتيّةُ فقَد ذكر أبو عُبيد القاسم بن سلاّم في الغريب المُصنَّف أنّ يُعرّبون الشينَ سينًا ويَقولونَ نيسابور وهي في الأصل نيشابور، ويقولون الدست وهي في الأصل الدشت.
* ومنها الطريقةُ النحويةُ الصرفيةُ حيثُ ألحَقوا الكلمات الأعجمية بكلمات عربية اتخذوها أصولًا لها، فقَد ألحقوا يَعقوب بيربوع مثلًا، فلا يَنبغي أن يَخرُج اللفظُ المعرَّبُ عن أبنية العربيّة. والغالبُ في طرُق التعريب الإلحاقُ الصرفيّ فهو أقربُ وسيلةٍ لفظيّة من الوَسائل التي تُمكّن المتكلّمَ من تعريب اللفظ والتوصُل إلى النطق به وكأنه وُضعَ في العربية منذ نشأته.
اللجنة المعنية بالفتوى:
المجيب:
أ.د. عبد الرحمن بودرع
نائب رئيس المجمع
راجعه:
أ.د. أبو أوس الشمسان
عضو المجمع
رئيس اللجنة:
أ.د. عبد العزيز بن علي الحربي
(رئيس المجمع)