مجمع اللغة العربية بمكة يطلق عضوياته الجديدة
لطلب العضوية:
اضغط هنا

لمتابعة قناة المجمع على اليوتيوب اضغط هنا

 


الانتقال للخلف   منتدى مجمع اللغة العربية على الشبكة العالمية > نقاش وحوار > نقاشات لغوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
رقم المشاركة : ( 1 )
 
د.مصطفى يوسف
عضو نشيط

د.مصطفى يوسف غير موجود حالياً

       
رقم العضوية : 4449
تاريخ التسجيل : Oct 2016
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 5,995
عدد النقاط : 10
قوة التقييم :
جهات الاتصال :
افتراضي 96-عالم ورأي-أ.د.كمال بشر، ورأيه في: أهمية علم الأصوات في تعليم اللغة القومية

كُتب : [ 01-11-2019 - 03:19 PM ]


سلسلة (عالم ورأي)
تهدف هذه السلسلة إلى استجلاء رأي عالم من علمائنا حول قضية من القضايا، أو عقبة من العقبات التي تواجه أبناء العربية، أو طرح رؤية لاستنهاض الهمم وتحفيز العزائم. فإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا، إنما ورثوا العلم، فمن أخذ به أخذ بحظ وافر.

97-الأستاذ الدكتور كمال بشر (يرحمه الله)– أستاذ علم اللغة بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، نائب رئيس مجمع اللغة العربية بالقاهرة الأسبق، ورأيه في: أهمية علم الأصوات في تعليم اللغة القومية:
الدراسات الصوتية من خير وسائل تعلم اللغة القومية تعلمًا سليمًا. وسبيل من سبل رقيها والمحافظة عليها. فالمتعلمون – وبخاصة في المراحل الأولى – معرضون للخطأ في نطق اللغة وللانحراف بها عن الطريقة الصحيحة لأدائها. ذلك؛ لأن هؤلاء المتعلمين يأتون من مناطق مختلفة وينتمون إلى بيئات اجتماعية غير متجانسة. ولكل واحد من هؤلاء عاداته النطقية التي يؤدي بها لهجته المحلية.
وهذه العادات لابد أن يظهر أثرها بصورة أو بأخرى في نطق اللغة القومية التي تسمَّى في الاصطلاح اللغوي باللغة المشتركة common ********، ونعني بها في هذا المجال العربية الفصيحة. فإذا ما أُرشد هؤلاء المتعلمون إلى أصوات هذه اللغة سهل عليهم إجادة نطقها وحسن أدائها واستطاعوا بالتدريج أن يتخلصوا من العادات النطقية المحلية.
وبذلك نستطيع أن نظفر بشيئين مهمين:
أولهما: التقريب بين عادات النطق المحلية المختلفة وتذويب الفروق بينها قدر المستطاع. وذلك أمر له أهميته؛ إذ هو يدل على أن هناك نوعًا من التقارب بين طبقات الأمة الواحدة في مجالات الحياة المتنوعة: الاجتماعية منها والثقافية والاقتصادية.
ثانيهما: تخليص اللغة المشتركة من الآثار الصوتية ذات الطابع المحلي الضيق. وهذا الأمر في حد ذاته هدف سامٍ يسعى إليه المصلحون دائمًا، وبخاصة في عهود القوميات وفترات النهضات، حيث توجب عليهم الظروف العمل على تشكيل لغة قومية مشتركة تصلح للتفاهم العام بين أبناء الأمة الواحدة.
وقد نجحت بعض دول الغرب في هذا الشأن إلى حد ملحوظ. وكان للإنجليز بالذات دور معروف مشهور نحو لغتهم في هذا الشأن. عمدوا إلى الحد من سيطرة اللهجات وتنوعها بنشر الثقافة والتعليم بلغة مشتركة على أوسع نطاق، وقد قادهم ذلك في النهاية إلى نتيجتين واضحتين:
(أ‌) تمكينهم من التعليم والتثقيف بلغة قومية موحَّدة على الرغم من تعدد البيئات الجغرافية والطبقات الاجتماعية.
(ب‌) تيسير تعليم اللغة الإنجليزية للأجانب، في صورة خالية من شوائب اللهجات والرطانات.
وقد ساعد هذا النهج على نشر لغتهم في جميع أنحاء العالم. وكان من أهم وسائل هذا النهج الاهتمام الكبير بدراسة أصوات هذه اللغة وتعليم هذه الأصوات للمواطنين والأجانب على السواء.
ولا يظن ظانٌّ على كل حال أننا ندعي إمكانية القضاء على العادات النطقية المحلية قضاء تامًّا بتعليم الأصوات. فذلك أمر غير مستطاع. أما الذي ندعيه فهو أن تعليم أصوات اللغة المشتركة تعليمًا جيدًا أمر ضروري إذا كان لنا أن نحافظ على هذه اللغة، وأن نعمل على إجادتها والمحافظة عليها.
وربما لا يدرك بعضهم أن العادات النطقية في اللهجات العربية المحلية تختلف عنها في اللغة الفصيحة. وهؤلاء نقول لهم إن الاختلاف موجود وله صور كثيرة منها:
1- الاختلاف في مخارج الأصوات أو في صفاتها أو فيهما معًا. ويتضح ذلك مثلًا في الفرق بين القاف العامية في بعض جهات الوجه البحري والصعيد والقاف الفصيحة. فالأولى من أقصى الحنك، وهي صوت يشبه صوت الجيم القاهرية، على حين تُنطق الثانية من اللهاة وهي مهموسة كما نسمعها من قراء القرآن الكريم. وعلى الرغم من وجود آثار قديمة لهذه الصور الثلاث فإن القاف اللهوية المهموسة هي الصورة المعتدّ بها في أداء العربية الفصيحة، قديمًا وحديثًا.
2- الاختلاف في صفات بعض الأصوات مع المحافظة على المخارج، وذلك كالميل إلى ترقيق أصوات التفخيم (وهي الصاد والضاد والطاء والظاء)، وإلى ترقيق أصوات أخرى في غير مواقع الترقيق، كترقيق الراء في نحو "رماه"، على الرغم من أنها مفخَّمة في هذا الموقع نفسه في اللغة الفصيحة.
3- إسقاط بعض الأصوات نهائيًّا والاستعاضة عنها بأصوات أخرى، وذلك كإسقاط الثاء والاستغناء عنها بالتاء، كما في نحو تعلب (ثعلب في الفصيح)، أو بالسين كما في سورة (ثورة في الفصيحة). وهذا الشيء نفسه ملحوظ كذلك في الذال التي يُستعاض عنها في اللهجات العامية بالدال تارة والزاي تارة أخرى نحو دهب (بدلًا من ذهب) وزكي (بدلًا من ذكي).
4- الاختلاف في مخرج بعض الأصوات مع الاحتفاظ بالصفات. ويلاحظ ذلك مثلًا في الظاء العامية التي تُنطق من مخرج الزاي تقريبًا. ولكن مع بقاء الخاصة المميزة للظاء الفصيحة وهي التفخيم.
5- هناك فروق واضحة في الحركات ونظامها. ففي العاميات اليوم حركتان لا وجود لهما في اللغة الفصيحة الآن. وهاتان الحركتان تظهران في نحو "يوم" و"بيت" العاميتين، وهما ما سماهما الزميل الدكتور تمام حسان "الرفعة" و"الخفضة" (أي الضمة المائلة والفتحة المائلة نحو الكسر مع الطول في المثالين المذكورين). يضاف إلى ذلك بالطبع تلك الفروق الدقيقة التي توجد في الحركات المتناظرة في الحالتين. فالفتحة في العامية مثلًا لها صور تختلف في القلة والكثرة عن صور الفتحة في اللغة الفصيحة بسبب ما يعتريها من صفات كالتفخيم والترقيق.
6- فإذا ما وصلنا إلى مستوى أرقى وهو مستوى المقطع وجدنا أمثلة أخرى للخلاف الصوتي بين العاميات واللغة الفصيحة. فالنظام المقطعي فيهما مختلف إلى حد ملحوظ تقول في العامية: ] فْهمْت[ f/himt، فهذه الكلمة مكونة من مقطعين اثنين هما [فْ/ هِمْتْ [him، في حين أن ما يقابل هذه الكلمة في اللغة الفصيحة وهي ]فَهِمْتُ fa/ him / tu مكونة من ثلاثة مقاطع وهي (fa/ him /tu) والاختلاف في التركيب المقطعي يعني شيئين مهمين، هما: الاختلاف في توزيع الحركات والاختلاف في نظام النبر. وهاتان الصورتان الأخيرتان دلالتان واضحتان على شدة الخلاف الصوتي بين اللهجات العامية واللغة الفصيحة، فإذا ما تشعب البحث وأقدمنا على دراسة اللهجات العامية المنتشرة في أرجاء الوطن العربي ظهر الخلاف الصوتي بصورة أقوى وأعمق. ولسنا نجاوز الحقيقة في شيء حين نقرر أن بعض هذه اللهجات قد استحدثت لها نظمًا مقطعية تكاد تقطع الصلة بينها وبين اللغة الفصيحة في هذا الشأن. من ذلك مثلًا اللهجات العامية في شمال لبنان، حيث اتبعت هذه اللهجات في تركيبها المقطعي نظامًا تأثرت فيه باللغة السريانية.
7- أضف إلى كل ما تقدم الاختلاف في أنماط التنغيم وموسيقى الأداء الكلامي intonation، فالصورة الكلامية لها نماذج تنغيمية موسيقية مختلفة في الأسلوبين العامي والفصيح. إننا لا ننكر اتفاق بعض صور الأساليب المتقابلة في الإطار الموسيقي العام، ولكن الخلافات موجودة في الدفقات الجزئية التي تملأ جنبات هذا الإطار.
المصدر: علم الأصوات، دكتور كمال بشر، دار غريب، القاهرة، 2000م، ط 1، ص 587- 591.
إعداد: د. مصطفى يوسف





التعديل الأخير تم بواسطة د.مصطفى يوسف ; 01-11-2019 الساعة 03:22 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على الموضوعات
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الموضوعات المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
98-عالم ورأي-أ.د.كمال بشر،ورأيه في: أهمية علم الأصوات في تعليم اللغات الأجنبية: د.مصطفى يوسف نقاشات لغوية 0 02-09-2019 03:27 PM
97-عالم ورأي- أ.د.كمال بشر، ورأيه في: أهمية علم الأصوات في تعليم اللغة القومية: د.مصطفى يوسف نقاشات لغوية 0 02-01-2019 02:21 PM
94-عالم ورأي-أ.د.عبدالعزيز التويجري، ورأيه في أهمية العربية في وسائل الاتصال د.مصطفى يوسف نقاشات لغوية 1 12-24-2018 06:43 PM
81-عالم ورأي-أ.د.محمد يونس الحملاوي، ورأيه في دور اللغة القومية في عملية التنمية د.مصطفى يوسف نقاشات لغوية 0 07-21-2018 03:00 PM
عالم ورأي (26) - أ.د. عبدالصبور شاهين، ورأيه في علم الأصوات ومادته المدروسة إدارة المجمع نقاشات لغوية 0 03-01-2016 12:05 PM


الساعة الآن 05:08 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2023, vBulletin Solutions, Inc. Trans by