سلسلة (عالم ورأي)
تهدف هذه السلسلة إلى استجلاء رأي عالم من علمائنا حول قضية من القضايا، أو عقبة من العقبات التي تواجه أبناء العربية، أو طرح رؤية لاستنهاض الهمم وتحفيز العزائم. فإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا، إنما ورثوا العلم، فمن أخذ به أخذ بحظ وافر.

105-الأستاذ الدكتور محمود أحمد السيد- نائب رئيس مجمع اللغة العربية السوري- ورأيه في تحديات تعليم اللغة العربية في التعليم العام:
في النصف الأول من سبعينيات القرن الماضي عقدت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) عام 1974م، اجتماع خبراء متخصصين في اللغة العربية في عمان بالأردن للبحث في مشكلات تعليم اللغة العربية في التعليم العام، وقد رتّب هؤلاء الخبراء هذه المشكلات ترتيبًا تنازليًّا في ضوء تفاقمها وحدتها بناء على استبانات كانت قد وُزِّعت على الصعيد العربي، فأبانت نتائجها بعد المعالجات الإحصائية أن ثمة خمس عشرة مشكلة رئيسة يعاني منها تعليم اللغة العربية في التعليم العام، وهذه المشكلات هي:
ترتيب المشكلة نوع المشكلة
1 عدم عناية مدرسي اللغة العربية وغيرهم من مدرسي المواد الأخرى باستخدام اللغة العربية الفصيحة.
2 منهج تعليم اللغة العربية لا يخرِّج القارئ المناسب للعصر.
3 عدم توافر قاموس لغوي حديث في كل مرحلة من مراحل التعليم العام.
4 الافتقار إلى أدوات القياس الموضوعية في تقويم التعليم اللغوي.
5 قلة استخدام المعينات التطبيقية والتقنيات الحديثة في تعليم اللغة.
6 ازدحام النحو بالقواعد وكثير منها ليس وظيفيًّا.
7 صعوبة القواعد النحوية واضطرابها.
8 افتقار طرق تعليم القراءة للمبتدئين إلى دراسات علمية.
9 الانتقال الفجائي في التعليم من عامية الطفل إلى اللغة الفصيحة.
10 اضطراب المستوى اللغوي بين كتب المواد، بل بين كتب المادة الواحدة في الصف الواحد.
11 دراسة الأدب والنصوص لا تصل التلميذ بنتاج حاضره وتراث ماضيه وصلًا يظهر أثره في حياته.
12 طغيان الماضي على الحاضر في تدريس الأدب.
13 نقص عدد المعلمين المتخصصين وانخفاض مستواهم.
14 بعد اللغة التي يتعلمها التلاميذ في المدارس عن فصحى العصر.
15 صعوبات الكتابة العربية.
تلك هي المشكلات الأساسية التي أشار إليها اجتماع الخبراء المتخصصين في اللغة العربية، وثمة مشكلات فرعية لم تصل إلى مستوى المشكلات الأساسية أشار إليها بعضهم، وقد تمثلت في الآتي:
1- تعدد الجهات التي تقوم بإعداد معلمي اللغة العربية واختلاف مستوياتها.
2- قلة الدراسات العلمية التي تُتخذ أساسًا لبناء المناهج وإعداد الكتب المقررة.
3- ضعف العناية بتطبيق الطرائق التربوية الحديثة في تعليم اللغة.
4- قلة المناشط المدرسية المتعلقة باللغة، وعدم اهتمام المتعلمين بها.
5- عدم تقديم الميزانيات الكافية للمناشط الثقافية واللغوية.
6- قلة ربط التعليم اللغوي بالثقافة العامة، وضعف الوسائل المتَّخذة لذلك.
7- عدم كفاية الجهود التي تبذلها المؤسسات المعنية باللغة العربية، وعدم التنسيق بينها.
8- عدم توافر مواد القراءة الحرة للتلاميذ في مختلف المراحل.
9- اختلاف قواعد الإملاء التي يتعلمها الطلاب في البلاد العربية، وقصور هذه القواعد في ربطهم بالرسم القرآني.
10- كثرة توصيات المؤتمرات الخاصة بالنهوض بتعليم اللغة العربية وعدم الجديّة في تنفيذها.
11- تأثير وسائل الإعلام على الجهود التي تبذلها المدرسة في تعليم اللغة.
12- الضعف العام في خطوط التلاميذ، وعدم العناية بإعداد مدرسي الخط العربي.
ويبدو أن هذه التحديات أساسية كانت أو فرعية ما تزال في أغلبها ماثلة أمامنا، ونحن في العقد الثاني من الألفية الثالثة، وإن لم تُوضع خطة لمعالجتها بالأساليب العلمية الجادة فستبقى حائلة دون تحقيق الأهداف المرسومة لتعليم اللغة العربية وتعلمها.
المصدر: تحديات تعليم اللغة العربية في التعليم العام، بحث مقدم إلى مؤتمر مجمع اللغة العربية بالقاهرة في دورته الثالثة والثمانين، ص 1- 3.
إعداد: د. مصطفى يوسف