لا تقولواللعنب" الكَرْم"
نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تسمية العنب بالكرم ، وهذا مما نتأيد به في لزوم مراعاة الصواب في تسمية الأشياء، والنطق بها وأن على المسلم أن يتخير الألفاظ اللائقة بالمعاني والمسميات ، وقد علل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بأن الكرم الرجل المسلم أو قلب المؤمن ، والحديث في الصحيح وفي رواية لمسلم "لا تقولوا الكرم ولكن قولوا العنب والحَبَلة وفي مسند أحمد "فإن الكرم الرجل الصالح " وفي الطبراني "فإنما الكرم قلب ابن آدم"
وأهل العلم مختلفون في تفسيره ، وآحسن ماقيل في ذلك :"أن لفظ الكرم المؤلف من كاف وراء ولام : له معنى شريف ، ويشتق منه اسم من أسماء الله عز وجل ، واللائق به آن يُطلق على من يَجمع ذلك المعنى الفاضل من الخلق ، وهو : المؤمن ، وإطلاقة على العنب الذي هو أصل الخمر وَضْعٌ للكلمة في غير موضعها ؛ لأنها مما يُبْغِض الله عز وجل ، والمسلم حبيب إليه؛ فهو أولى بهذا الاسم الحَسن.
ومثل هذا نهي النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول السيد لفتاهُ : عبدي ، وأمر بأن يقول : فتاي ، ولا يقل: أمتي ، وليقل : فتاتي.
ويذكر المفسرون هذا عند قوله سبحانه :"*يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ْوَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ(104) ، فقد نهى الله المؤمنين أن يقولوا : راعنا ، وكَرِه أن يُخاطَب بها نبيه - عليه الصلاة والسلام -.
وقد كره النبي صلى الله عليه وسلم بعض الأسماء -أسماء الناس - ؛ كأفلح ، ويسار ، ونجيح ، ورباح . وكانوا يتطيرون بهذه الأسماء ، لأنه قد يُسأل: أثَمَّ يسارٌ ؟ فيقال:لا ، فيتوقّع مكروه .وكذلك : أفلح ، ونجيح *، ورباح . وغَّيّر بعضَها ؛ ك "بَرَّة " إلى زينب ، لما فيها من التزكية للنفس لأن برّة عَلَم على المبرَّة ؛أي البرّ والخير . وأما ما عُبِّد لغير الله ، فلا نِزاع في تحريمه؛ ك: عبد العزى ،وعبد مناة؛ فإن العبودية لله تعالى وحده لا شريك له ... وفي فناني الفضائيات في هذه الأيام مَن اسمه عبد اللات يصدع باسمه فيها من غير نكير ، وهو اسم وثني جاهلي لا يليق بالتوحيد ، ولا بالعصر، فعلى الناس أن يُغيروه إلى " عبد الله ".
الخلاصة:
عليك أن تتحرى الصواب في قولك لفظاً ومعنى .