بسم الله الرحمن الرحيم
قالت : كان لي أيامَ الجامعةِ دكتورةٌ تدرسنا النحو وكانت متمكنةً، فجاءتْ إلينا يوماً وكتبتْ على اللوحة عنوانَ موضوعٍ، فقالتِ الطالباتُ : لقد شرحتِهِ الأسبوعَ الماضي يا دكتورة ! فقالت : لم أشرحْهُ ! وطالَ الجدل بين الطالباتِ والدكتورة، حتى قلتُ في نفسي : يبدو أنها لم تعد لدرس اليوم !. حتى أخرجت إحدى المتفوقاتِ دفترها وأرتِ الدكتورةَ أنها كتبت معها الدرسَ ! فاعترفت الدكتورة في النهاية ثم شرعت في الدرس التالي ! وسبحان الله ! تكلمت وما كادتْ تقف ! أقوال وترجيحات وأدلة ! وكأنها كانت أعدت الدرس !
وبعد أن فرغنا، تبعتها وصرتُ أسألُها عن سرِ هذا التمكنِ ؟ فقالتْ : منذ تخرجتُ من الماجستير وأنا أقرأ كتاب "النحو الوافي" كل شهرينِ ! وألفيةَ ابنِ مالكٍ غير مشروحة كلَ أسبوعٍ !