توهج في الظلماء ذعر ومحنة
حتى تجلى للعيان وكشّرا
من غير أنياب ومن دون موعد
قد دب يفتك في الجموع وينخرا
بالإسم "كورونا" تمخض فتكه
والناس من هول المصيبة تجأرا
داءُ تسلل للحدود فلم يعد
ثمّة إجراء ليردع ماجرى
حتّى المنازل أوصدت أبوابها
في وجه ذاك الجائحُ المتنمِّرا
فلربما خيراً أُريد نواله
كي نرتوي حباً وعشقاً ومنظرا
ونُعيد ترتيب الفصول مجدداً
لنعانق البدر التّمام ونسهرا
في خدمة الإنسان بتنا نموذجاً
يهفو إليه الفيلسوف مشمِّرا
لمثل هذا صار للنظم حلةً
في دفة الأدباء شعراً تصدَّرا
عاشت بلادُ العرب عاش مليكها
كم كان للإلهام فخراً مقدَّرا
فله الوفاء وخالص الحُب جله
تبقى المواقف للعظام تسطَّرا