ما حقيقةُ الدّرَجة التي فُضّلَ بها الرّجالُ في قوله تَعالى: «وللرّجالِ عليْهنّ دَرَجةٌ» [البقرة:228] ؟؟؟
يُخطئ أكثرُ الناسِ في فهم هذه الآيَة الكريمَةِ فيظنّونَ أنّ الرّجالَ فُضّلوا على النّساءِ تَفضيلَ أصلٍ وماهيةٍ،
والحقيقَة أنّ هذا وهمٌ توهّمه كثيرٌ من العُلَماءِ وتبعهُم في ذلك العوامُّ، والدّرجةُ ذاتُ مَعْنى غير الذي فَهموه،
ولو أنّ الناسَ رجَعوا إلى إمامِ المفسّرينَ وهو أبو جعفر الطبري [المتوفّى سنة 310هـ] الذي استندَ إلى
إمامٍ قبلَه في التفسيرِ وهو الصحابيّ الجليلُ عبدُ الله بنُ عبّاس]، لَوَجدوا أسراراً أخرى لم ينتبهوا لَها؛ فإنّ
تلكَ الدّرجةَ التي للرّجل على المرأة، مِن إفضاله عليها، ومن أداء حقها إليها، ومِن صَفحِه عن الواجب لهُ
عليها أو عن بعضه. فَمعنى الدّرجَة غير الذي فهموه، وقد فهم الصّحابيّ الجليلُ حقيقةَ المقصودِ فقال:
«ما أُحبُّ أن أستنظفَ جميع حقي عليها» ؛ لأن الله تعالى ذكْرُه يقول: "وللرجال عليهن درجة"، ومعنى
الدّرجة الرّتبةُ والمنزلةُ، فلا يستحقُّ الرّجلُ تلك الدّرجَةَ إلاّ إذا أدّى حقَّ امرأته الذي عليْه وصَفَحَ عَنها في
بعض حقّه عليْها، فإن لم يفعَلْ فلا دَرَجَةَ له وليسَ أهلاً لأن يبلغَ درجةَ الرجُلِ ذي القوامةِ .