الفرق بين (في رسول الله أسوة حسنة ) و (رسول الله أسوة حسنة )؟
أ.د أحمد محمود عبد القادر درويش
سألني أخ كريم في قوله تعالى:
﴿لَقَد كانَ لَكُم في رَسولِ اللَّهِ أُسوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كانَ يَرجُو اللَّهَ وَاليَومَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثيرًا﴾[الأحزاب: ٢١]
أنستطيع هنا أن نقول : لقد كان لكم رسول الله أسوة حسنة بحذف ( في) ؟ ...
قلت : كل حرف في القرآن يؤدي معاني جليلة لا يمكننا إغفالها ، والتركيب هنا لا يصلح من دون ( في)
والسؤال : ما قيمة ( في) هنا ؟
قلت : المعنى هنا أن الرسول الأعظم هو من تجسدت فيه كل أسوة حسنة ، فهو النبراس والمشكاة ، هو الأصل في كل خير ، فمن تبعه رشد ، ومن تجاوزه ضل وغوى ، فالحرف ( في ) دال على تمكن الأسوة في الرسول لا في غيره ؛ دلالة على كمال الصفة ، ورسوخها في النبي الأعظم...
طيب : ماذا لو حذفنا ( في ) ؟
قلت : لو حذفنا فسيكون المعنى: أن الرسول أسوة... نعم ... ، لكنه ليس وحده ، فقد تطلب الأسوة في غيره ، وليس هذا هو المراد ، فالمراد اتخاذ الرسول وحده ، وحده فقط ، وترك كل من عداه ...
وهذا يعني أن ( في) لها القدح المعلى في إقامة التركيب ؛ فلا نستطيع حذفها أبدا ...
قلت : وهذا ما يسميه علماء البلاغة ( التجريد) ... وله حديث آخر ...
والعلم عند الله