الفتوى (1774) :
وعليكم السلام ورحمة الله
لاستعمال الفعل اشتغل بعضُ الإشكالات؛ إذ منع استعمالَه بعضُ اللغويين، وأجازه آخرون. جاء في معجم تاج العروس: "قالَ أَبُو حاتِم فِي كِتابِ تَقْويمِ المُفْسَدِ والمُزالِ عَن جِهتِهِ من كَلامِ العَرَب: لَا يُقالُ: اشْتَغَل، وَكَذَلِكَ قالَ ابنُ دُرَيْدٍ، وقالَ ابنُ فارِسٍ فِي المقاييس: قَدْ جَاءَ عَنْهُم: اشْتَغَلَ فُلانٌ بالشَّيْءِ، فَهُو مُشْتَغِلٌ". ونُقِلَ عن ثعلب أن الفعل شُغِلَ مِنَ الأَفعال الَّتِي غُلّبَت فِيهَا صيغةُ مَا لَمْ يُسَمَّ فاعلُه (المبني للمفعول)، وعلى قول المجيزين يأتي الفعل اشتَغل بمعنى عُنِيَ، فيقال: اشتَغل فلانٌ بكذا؛ أي عُنِيَ بكذا، مِثْلُه مِثْلُ الفعل ِ المجرد المبني للمفعول (شُغِلَ). يُقَالُ شُغِلْتُ عَنْكَ بِكَذَا، واشْتَغَلْتُ بكذا؛ أي عُنِيْتُ بكذا. وعلى وفق جواز استعمال الفعل اشتغل يُعدَّى بحرف الجر الباء؛ لِموافقته المسموعَ، ولم يُروَ تعدِّيه بالحرف على، فالأَوْلى الاقتصارُ على المسموع وعدمُ تجاوزِه.
والله أعلم!
اللجنة المعنية بالفتوى:
المجيب:
أ.د. أحمد البحبح
أستاذ اللغويات المشارك بقسم اللغة
العربية وآدابها بكلية الآداب جامعة عدن
راجعه:
د. وليد محمد عبد الباقي
أستاذ مساعد بكلية اللغة العربية
والدراسات الاجتماعية بجامعة القصيم
رئيس اللجنة:
أ.د. عبد العزيز بن علي الحربي
(رئيس المجمع)