اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الودغيري محمد
الاخ الكريم خالد الحوفي
السلام عليكم
لقد سألت عن مصادر ومراجع البحث او التعريف , باعتبار أن المصطلح منقول من الغرب , والمفروض أنه كتب بلغة أجنبية . أعلم جيدا أنه مأخوذ من منتدى آخر , لكن المشكل يدور حول الامانة العلمية , والا عد التعريف الاصطلاحي من ابداع وانجاز الدكتور عبد الرحمان بودرع وان كان المصطلح كتب بلغة اجنبية ,
تحية طيبة
|
السلام عليكم
Allophone
الأولفون او بدون تعريف ( أولفون ) وهذا هو نطقه الهجائي باللغة العربية.
1- الاولفون من خلال المعاجم الغربية :
All: mean (other) in Greek ******** .
Phone: mean the Sound and the Voice .
Phone (or Telephone ) :mean also an equipement that people use to speak from place to place .
Phone : mean also the system of communication that makes the connection between two people possible .
Voice : the sound of human being when they talk .
the sound : the vibrations That travel through air or water and The human being can hear it .
2- تعريف عربي للاولفون من خلال المعاجم الغربية .
هو مصطلح فونولوجي ولا يدخل تحت علم الفونيتيك .
الالفون الواحد هو مظهر وتجلي واحد لتحقق واحد نغمي وجرسي واحد (جرسي بتعبير الخليل ابن أحمد الفراهيدي ) من مجموعة من التحققات الجرسية النغمية للوحدة الصوتية الواحدة . انه تحول فونولوجي في الوحدة الصوتية الواحدة على أساس من تغيير الصفة الاصلية فيها لحساب صفة طارئة عليها , مع تضمن واحتفاظ الوحدة الصوتية لصفتها او لصفاتها الاصلية في ذاتها بحيث لا تظهر بارزة للسامع , لكنها مع ذلك موجودة ومتحققة , بمعنى آخر أن الصوت اللغوي من داخل الوحدة الصوتية يضيف الى الصفات الاصلية فيه صفة أخرى طارئة , ويؤدي هذا التحول الى تغيير في جرس الوحدة الصوتية وفي نغمها .
اذا كانت الوحدة الصوتية ( الفونيم ) هي الجمع بين الصوت اللغوي واحدى الحركات المناسبة له و المشكلة له كمادة , فان الالفون تغيير وتشكيل يقع على نفس الوحدة الصوتية ولا يمس حركاتها المناسبة , وانما يطرأ على الصوت اللغوي في ذاته , أي المكون الاول من الوحدة الصوتية . فلا ينفيه أو يغيره جدريا وانما يغير جرس ونغمة الصوت اللغوي نفسه , مما يؤدي الى تحقيق ( التحقيق والتحقق مصطلح لابن جني تجده في الصناعة ) دلالة معينة ومقصودة في اللفظ او الجملة التي يقع فيها ذلك التغيير حسب السياق الصوتي , فالاولفون هو تغيير وتشكيل مختلف عن التشكيلات الصوتية التي تقوم بها الحركات اتجاه الاصوات المرتبطة بها عضويا وصوتيا داخل الوحدة الصوتية , ولذلك يقع الالفون على نفس ( جوهر ) الصوت اللغوي فيخفي ويغطي صفاته الاصلية ويحقق صفة طارئة واحدة على الصوت اللغوي نفسه, كيف يحدث هذا ؟
3-تطبيق اجرائي على بعض النماذج في اللغة العربية.
3-1 التطبيق على الوحدة الصوتية ( الفونيم )
نأخذ من الفعلين (نال ) و( قال ) المقطعين الطويلين ( نا ) و (قا ) , باعتبارهما وحدتين صوتيتين مختلفتين في الصوت اللغوي اي النون والقاف , متشابهتين في الحركات الطويلة أي الالف , عند المقارنة بين هذين المقطعين أثناء التلقي الاصغائي ( Acoustic Response ) , نلاحظ أن اختلافا جدريا حدث بينهما في الجرس , وأن هذا الاختلاف لم يحدث بسبب حركتيهما ( الالف ) لانهما متماثلان , وانما سبب الاختلاف يعود الى المقاطع والمخارج, وهو السبب الذي أدى الى اختلاف الصفات أو السمات التمييزية بين الصوت اللغوي الانفي ( النون ) والصوت الحنكي الرخو ( القاف ) , رغم أن الحركتين متماثلتان . وهذا يعني مباشرة , أن الحركات لا تتحكم في الصفات سواء كانت قصيرة أو طويلة , ولا تؤثر الا في الصوت اللغوي من جهة التشكيل العضوي العصبي والزمني والفيزيائي , و لا تتدخل في تغيير صفات الصوت اللغوي المرتبطة به اطلاقا ,فهذه قضية ذاتية جوهرية في الصوت اللغوي ذاته , والنتيجة الثانية أن تغيير الصفات التمييزية من صوت لغوي الى صوت لغوي آخر ياتي نتيجة القيمة الصوتية التي يحملها الصوت اللغوي الواحد , تلك القيمة تأتي من احتفاظ الصوت اللغوي الواحد بصفاته التمييزية الاصلية او من اضافته لنفسه ولصفاته الاصلية صفات أخرى طارئة , و النتيجة الثالثة أن الصفات الطارئة تغير من دلالة الصوت اللغوي عن طريق الجرس والتنغيم لكن بشكل مؤقت كما سنرى , في حين الصفات الذاتية الاصلية هي التي تغير من دلالة اللفظ في اطار علاقات أفقية وعمودية تقوم على التأليف والانتقاء مع ألفاظ أخرى, وهذه العلاقات مفتوحة ومتنوعة , مثالها البسيط هنا هو ( قال ونال ) . ان الاختلاف والتباين بين الصوتين اللغويين على أساس الصفات ادى الى تغيير جدري في دلالة الفعلين ( نال وقال ) , والسبب يعود الى احتفاظ الصوتين اللغويين بصفاتهما الاصلية .
3-2 التطبيق على الاولفون
اذا كان ذلك هو ما يحدث مع الوحدة الصوتية , فانه يدعونا الى تطبيق نفس المعايير على الاولفون . فما هو الالفون ؟
لننظر الى الالفاظ السابقة نظرة مجملة من حيث الاصوات والحركات , نستنتج أن التغيير الذي حدث وضبطناه وضبطنا أسبابه ونتائجه , لم يلامس لا الحركات الطويلة في اللفظين , اي ( الالف ) ولم ينطلق منهما , كذلك أن ذلك التغيير لم يمس صوت اللام فيهما ولا حركتهما القصيرة , ولم ينطلق منهما , وانما التغيير جاء من الصوت اللغوي نفسه في علاقته بصوت لغوي اخر (ن#ق ).ان القيم الصوتية التي يحملها الصوت اللغوي النون , التي هي الصفات الاصلية الاساسية , هي بالذات ما جعلته يختلف مع الصوت اللغوي( القاف ) , هذه القيمة المهيمنة ووظيفتها الصوتية هي ما يساعد على وضع حد ( التعريف ) لمفهوم أو مصطلح الاولفون , وهنا يمكن الحديث فقط عن الصوت اللغوي الاصل , ان الاجراء الذي قمنا به فيما يتعلق بالوحدة الصوتية هو ما سيسمح لنا بتجنب الخلط البنيوي بين الصوت العضوي , الزمني و الفزيائي من جهة والاولفون من جهة ثانية في ذهن القارئ المتلقي . الان نأخذ شكلا آخر من اللغة العربية كوسيلة عملية للتمييز بين الفونيم والاولفون , أللام المشددة المجهورة مثلا في جملتي القسم ( بالله ) و ( والله ) .
في المثال الاول نلاحظ أن الصفة التمييزية التي تحملها اللام هي الترقيق , والصفة التمييزية التي يحملها اللام في المثال الثاني هي التفخيم , ونعلم من خلال الثقافة اللغوية الصوتية أن صفات اللام الاصلية في حالة السكون هي الشدة والجهر , وأن صوت اللام لم يتغير من الجملة الاولى الى الثانية أي هو نفسه , وهي حالة تختلف مع الحالة او المثال السابق , نلاحظ ايضا ارتباط جملة القسم بلواحق مختلفة هي الواو المنصوبة والباء المجرورة , ندرك مباشرة , أولا أن صفتي الترقيق والتفخيم ليست صفات أصلية لانها تحمل جرسا مختلفا في حالة نطق اللام في حالة سكون وهذا مبدأ علمي عمل به الخليل رحمه الله تعالى وأكده ورسخه ابن جني , ومن هنا نقرر ان صفتي التفخيم والترقيق ليسا أصليتا في الصوت اللغوي اللام في كلتي الجملتين , نلاحظ أيضا ان حركة اللام ( الفتحة ) لم تتغيرفي الجملتين , بل ان أداة التعريف نفسها لم تتغير, وكذلك الهاء في اخر لفظ الجلالة مع حركتها , نلاحظ بشكل واضح أن الذي تغير بين الجملة الاولى والثانية هو أداة القسم الباء الجرورة والواو المفتوحة , نعود الى تجربتنا السابقة , فنرى ان الاصوات لا تؤثر او تغير الاصوات , اذن رغم تغير الصوت في اللواحق بين الواو والباء فان هذا لن يخلق ذلك التفخيم والترقيق , اذ أن الصوت اللغوي لا يؤثر في صوت لغوي آخر , لان لكل صوت لغوي هويته وقيمته الصوتية الخاصة , والا اصبحنا في فوضى يذوب معها الصوت اللغوي الواحد في الاصوات اللغوية الاخرى . بعد هذه العمليات نصل الى نتيجة حتمية , وهي ان الذي غير جرس اللام في كلي الجملتين هو الحركات القصيرة فوق او تحت اداة القسم على بعد المسافة الخطية والزمنية والعضوية المقطعية والفزيائية . ان حركة الجر بالاضافة الى تشكيلها للصوت اللغوي الباء قامت بتشكيل الصوت اللغوي اللام في ( الله) فخلقت وأعطت لللام في المثال الاول صفة الترقيق , اما حركة النصب في الواو فقد قدمت لللام في المثال الثاني صفة التفخيم , وهذا يعني أن التشكيل الخطي يعكس الصوتي , اذ الاصل في اللغة الشفاهة , لم يؤد مباشرة الى أي تغيير في دلالة لفظ الجلالة , الا اذا نظرنا الى جملتي القسم في مجموع مقاطعها آنذا يمكن الحديث عن تنغيم ممتد عبر المقاطع , قد يغير من دلالة جملتي القسم , ونتيجة اخرى هي أن تغيير جرس اللام في اللفظتين لا يعني أننا أمام صوتين مختلفين وانما يعني اننا أمام صفات جديدة حلت محل الصفات الاصلية , اي أن هذه الصفات في الحقيقة ليست اصلية وانما طارئة تخفي وراءها أو من خلفها الصفات الاصلية , نظرا لغلبة تمظهر وتجلي جرس الترقيق أو التفخيم على جرس الصفات الاصلية , سرعان ما تتغير الصفات الطارئة بتغير السياق الصوتي , ان الصوت اللغوي موضوع البحث ( اللام ) لم يتغير بين الكلمتين , وبنفس القدر لم تتغير حركات الملفوظ من جملة القسم , باسثناء حركة اداة القسم , ان ما تغير كما راينا هو الصفات الاصلية , اذن التفخيم والترقيق ليسا صفات تابثة , ثانيا انها جاءت نتيجة تفاعل حركات تسبق الصوت اللغوي محل الدراسة والبحث ( اللام ) , بصفة عامة ندرك أن الحركة أيضا تؤثر وتغير في صفات الصوت وهذا لم نكتشفه في الحالة الاولى اذ المدرك عندنا هناك أن الحركات تشكل الصوت اللغوي زمنيا , وعضويا عصبيا وفيزيائيا , وهي ايضا هنا في هذا المثال تعطي للصوت اللغوي صفات طارئة رغم البعد بينهما .
خلاصة
ان النتيجة العلمية التي خرجنا بها هنا , هي ان التغيير والتشكيل الذي طرأ على صوت اللام لم يكن جوهريا , فقد كان طارئا , وقد جاء نتيجة حتمية لتفاعل حركات سابقة للصوت اللغوي , والنتيجة الاخير هي ان الاولفون ليس صوتا كما اعتقد الكثيرون من علماء الاصوات وخصوصا في العالم العربي , وانما هو صفة طارئة ومتغيرة تاتي نتيجة تفاعل حركي صوتي داخل سياق صوتي بصفة عامة .
هذه النتيجة العلمية كما ترى يجب ان تدفع علماء الاصوات العرب للبحث عن التجليات المتعددة والمتنوعة للاولفون الواحد في علاقته باصوات اللغة العربية البالغ عددها ثمانية وعشرين صوتا , الالف لا يحتسب لانه ليس صوتا ولا جرس له . وهذا العمل سيتم بشكل طبيعي من خلال علم الفونولوجيا , كما ان هذا العمل سيساعد على ضبط النظام الصوتي الكلامي , وضبط قوانينه الداخلية .
تنوير
غالبا ما يلجأ علماء اصوات العربية المحدثون و العرب منهم على الخصوص عند دراستهم لمصطلحات علمية مثل الفونيم والاولفون والحركات الى كتابة الالفاظ العربية بحروف لاتينية , ولست ادري ما الاسباب التي تدفعهم الى ذلك , هل هو البرهنة العلمية على معرفتهم للموضوع من خلال معرفتهم له في الاصل الفرنسي والانجليزي , أم هناك دافع اخر , ان هذا العمل له نتائج سلبية على البحث العلمي وعلى الباحث والمتلقي في الان نفسه ( نموذج ذلك أعمال الدكتور كمال بشر ) , ان مهمة العالم العربي هو البحث عن المصطلح العربي المناسب والمقابل للمصطلح الغربي وتفريغ المضمون العلمي للمصطلح الغربي في قالب المصطلح العربي , وعليه ان يقدم الامثلة العملية والاجرائية من خلال لغة عربية فصيحة , فلا مجال للترجمة الهجائية لاصوات وحركات اللغة العربية الى حروف لاتينية , فهذا يؤدي الى الاخطاء المعرفية من دون شك .
تعرف اللهجات العربية القديمة والحديثة ظاهرة الالفون وهو موجود فيها بشكل كثير وغير منقطع , وأعتقد أنه لا فائدة ترجى من دراسة اللهجات في كل المستويات بما في ذلك قضية الاولفون على المستوى الصوتي , وأستثني من ذلك المستوى المعجمي ,
داخل لغة القران الكريم , يمكن ضبط الالفونات المتعددة والمتنوعة ويمكن حصرها واحصاؤها وكذلك ضبط نظامها ضبطا علميا . وهذا ينفع علماء التجويد والقراءات .
نفس الشيء ينطبق على العربية الفصحى المعيارية كالشعر والنثر والخطابة الى اخره.
ان الاولفونات تتغير من لغة الى اخرى لانها ترتبط بالنظام الفونولوجي لا النظام الفونيتيكي , وترتبط بطبيعة اللغات ونظامها الصوتي , ان دراسة وتحليل الوحدات الصوتية العربية من وجهة نظر فونيتيكية , يساعد على ضبط نظامها الفونولوجي و يساعد على ضبط نظام الاولفونات من داخل النظام الفونولوجي .
من الضروري التمييز بين الفونيم والاولفون عل أساس معيار الصفة وليس على أساس الصوت او الحركة .
ان العربية تملك ثمانية وعشرين صوتا , لا يمثل واحد فيها ألفونا للاخر , فكلها ذات صفات مختلفة , وكيان مستقل , وكلها اصوات أصول وليس فيها الصوت اللغوي الفرع والاصل و لا تملك الحركات فيها الفونات لانها ليس اصواتا على الاطلاق .