توجيه إعراب كلمة في قولهم: "وكان أجود ما يكون في رمضان"
من كتاب أمالي ابن الحاجب النحوية
وقال ابن الحاجب ممليًا بدمشق سنع أربع عشرة على قولهم : " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجود ما يكون في رمضان":
الرفع في " أجود" الثاني هو الوجه، لأنك إن جعلت في "كان" ضميرًا يعود على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يكن "أجود" بمجرده خبرًا، لأنه مضاف إلى ما يكون، فهو كون، ولا يستقيم الخبر بالكون عما ليس بكون. ألا ترى أنك لا تقول: زيد أجود ما يكون.
فيجب أن يكون إما مبتدأ، خبره قوله: في رمضان، من باب قولهم: أخطب ما يكون الأمير قائمًا، وأكثر شربي السويق في يوم الجمعة، فيكون الخبر الجملة بكمالها، كقولك: كان زيد أحسن ما يكون في يوم الجمعة، وإما بدلا من الضمير في "كان"، فيكون من بدل الاشتمال كما تقول: كان زيد علمه حسنًا. وإن جعلته ضمير الشأن تعين رفع "أجود" على الابتداء والخبر. وإن لم تجعل في "كان" ضميرًا تعين الرفع أنه اسمها، والخبر محذوف قامت الحال مقامه على ما تقرر في باب: أخطب ما يكون الأمير قائمًا. وإن شئت جعلتَ" في رمضان" هو الخبر كقولهم: ضربي في الدار، لأن المعنى الكون الذي هو أجود الأكوان حاصل في هذا الوقت، فلا يتعين أن يكون من باب: أخطب ما يكون الأمير قائمًا.