مجمع اللغة العربية بمكة يطلق عضوياته الجديدة
لطلب العضوية:
اضغط هنا

لمتابعة قناة المجمع على اليوتيوب اضغط هنا

 


الانتقال للخلف   منتدى مجمع اللغة العربية على الشبكة العالمية > القسم العام > مقالات مختارة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
رقم المشاركة : ( 1 )
 
مصطفى شعبان
عضو نشيط

مصطفى شعبان غير موجود حالياً

       
رقم العضوية : 3451
تاريخ التسجيل : Feb 2016
مكان الإقامة : الصين
عدد المشاركات : 12,782
عدد النقاط : 10
قوة التقييم :
جهات الاتصال : إرسال رسالة عبر Skype إلى مصطفى شعبان
افتراضي سطور في كتاب (113): من كتاب إنباه الرواة أنباه النحاة للقفطي

كُتب : [ 09-03-2018 - 05:05 PM ]


ترجمة عمرو بن عثمان بن قنبر المعروف بسيبويه
من كتاب إنباه الرواة على أنباه النحاة للقفطي




عمرو بن عثمان بن قنبر:
مولى بنى الحارث بن كعب بن عمرو بن علة بن جلد بن مالك بن أدد- ويكنى أبا بشر وأبا الحسن. ومعنى سيبويه بالفارسية رائحة التفاح.
أخذ النحو عن الخليل بن أحمد الفرهودىّ الأزدىّ، ولازمه، وتتلمذ له.
وقد كان أخذ شيئا من النحو عن عيسى بن عمر الثقفىّ وعن يونس، وأخذ عن غيرهما. وأخذ اللغة عن أبى الخطاب الأخفش الكبير وغيره، وعمل كتابه المنسوب إليه فى النحو، وهو مما لم يسبقه إليه أحد. وقد قيل إنه أخذ كتاب عيسى بن عمر المسمى بالجامع، وبسطه وحشّى عليه من كلام الخليل وغيره، وأنه كان كتابه الذى اشتغل به، فلما استكمل بالبحث والتّحشية نسب إليه.
ويستدلّ القائل بهذه المقالة بما نقل أن سيبويه لمّا فارق عيسى بن عمر ولازم الخليل سأله الخليل عن مصنّفات عيسى بن عمر، فقال له سيبويه: قد صنف نيّفا وسبعين مصنفا فى النحو، وأن بعض أهل اليسار جمعها وأتت عليها عنده آفة فذهبت، ولم يبق منها فى الوجود سوى تصنيفين؛ أحدهما اسمه الكامل وهو بأرض فارس عند فلان، والجامع، وهو هذا الكتاب الذى أشتغل فيه عليك، وأسألك عن غوامضه. فأطرق الخليل ساعة ثم رفع رأسه، وقال: رحم الله عيسى! ثم أنشد ارتجالا:
ذهب النحو جميعا كلّه ... غير ما أحدث عيسى بن عمر
ذاك إكمال وهذا جامع ... فهما للناس شمس وقمر
فأشار إلى الإكمال بالإشارة إلى الغائب فى قوله: «ذاك» ، وأشار إلى الجامع بالإشارة إلى الحاضر بقوله: «وهذا» .
وذكر ابن إسحاق النديم فى كتابه قال:
«قرأت بخط أبى العباس ثعلب: اجتمع على صنعة كتاب سيبويه اثنان وأربعون إنسانا؛ منهم سيبويه. والأصول والمسائل للخليل».
وقدم سيبويه أيام الرشيد إلى العراق، وهو ابن اثنتين وثلاثين سنة، وتوفى وله نيّف وأربعون سنة بفارس. وكان وروده العراق لقصده يحيى بن خالد البرمكىّ. ولما قيل ليحيى بن خالد: هذا فاضل نحاة البصرة اشتاقت نفسه إلى سماع كلامه. فقيل له: اجمع بينه وبين نحوىّ الكوفة الكسائى. فجمع بينهما، وحضر نحاة الكوفة، وحضر الأخفش الأوسط سعيد، وحضر الفرّاء والأحمر صاحبا الكسائىّ، وسألاه عن مسائل تلجلج فى جوابها. فقال يحيى بن خالد: من يحكم بين هؤلاء؟ فتراضوا بالأعراب، فأحضر من فصحائهم من قدم على باب السلطان، وهم أبو فقعس وأبو دماذ وأبو الجراح وأبو ثروان، فحكموا بما قاله الكسائىّ، فقال الكسائى ليحيى بن خالد: هذا رجل قدم عليك يريد من دنياك. فأجازه بعشرة آلاف درهم، فأخذها وعاد إلى البصرة، وخرج منها إلى فارس، فمات هناك فى سنة تسع وسبعين ومائة.
وكان المبرّد إذا أراد أحد أن يقرأ عليه كتاب سيبويه يقول له: هل ركبت البحر! تعظيما له، واستعظاما لما فيه.
وكان المدينىّ يقول: من أراد أن يعمل كتابا كبيرا فى النحو بعد كتاب سيبويه فليستحى.
أخبرنى الشريف النقيب النّسابة محمد بن أبى البركات الحسين بن أسعد الحسينى الجوانىّ إجازة شافهنى بها بداره؛ بقرافة مصر فى شهور سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة، قال أخبرنى عبد السلام بن مختار اللغوى قال أخبرنى ابن بركات السعيدىّ قال أخبرنى أبو سهل محمد بن علىّ بن محمد الهروىّ قال أخبرنى أبو عبد الله محمد ابن الحسين اليمنىّ فى كتابه، قال:
«أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن الوليد قال حدّثنا إبراهيم بن السرىّ الزّجاج قال: قال محمد بن يزيد المبرّد: سيبويه يكنى أبا بشر، واسمه عمرو بن عثمان بن قنبر، مولى لبنى الحارث بن كعب بن عمرو بن علة بن جلد بن مالك بن أدد، وقيل: كان يكنى أبا الحسين وأبا عثمان. والأوّل أشبه وأثبت» .
وقال أبو حاتم: هو عمرو بن عثمان. وسيبويه بالفارسية «رائحة التفّاح» .
وهو لقب. وكان فى لسانه حبسة، وقلمه أبلغ من لسانه. وهو أثبت من أخذ عن الخليل بن أحمد، وهو أستاذه، وأخذ أيضا عن يونس بن حبيب، وعيسى بن عمر وغيرهم. وأخذ اللغة عن أبى الخطاب الأخفش وغيره. وسمع الحديث، وكان شديد الأخذ، وكان يستملى على حماد بن سلمة.
كتبت من خط محمد بن عبد الملك: حدّثنى محمد بن موسى بن حماد قال:
حدّثنا محمد بن منصور الطوسىّ قال: سمعت عفان بن مسلم يقول: قال سيبويه لشعبة- ورادّه فى حديث- فقال شعبة: لأن أخرّ من السماء أحبّ إلى من أن أدلّس.
قال نصر بن علىّ: كان سيبويه يستملى من حماد بن سلمة يوما: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أحد من أصحابى إلا وقد أخذت عليه، ليس أبا الدرداء.
فقال سيبويه: «ليس أبو الدرداء» ، فقال: لحنت يا سيبويه، فقال سيبويه:
لا جرم! لأطلبنّ علما لا تلحّننى فيه أبدا، فطلب النحو ولم يزل يلازم الخليل.
كتبت من خط محمد بن عبد الملك: حدّثنا إبراهيم بن مهدىّ قال حدّثنا سهل بن محمد قال سمعت أبا زيد الأنصارىّ يقول: كان سيبويه غلاما يأتى مجلسى وله ذؤابتان. قال: وإذا سمعته يقول: حدّثنى من أثق بعربيّته- فإنّما يعنينى.
وكتبت من خط محمد بن عبد الملك: حدّثنى محمد بن على بن حمزة قال حدّثنا الرياشىّ قال سمعت الأخفش يقول: كان سيبويه إذا وضع شيئا من كتابه عرضه علىّ وهو يرى أنى أعلم منه- وكان أعلم منى- وأنا اليوم أعلم منه.
وكتبت من خطه: حدّثنى أحمد بن محمد النحوىّ قال حدّثنى محمد بن سلام قال حدّثنى الأخفش: أنه قرأ كتاب سيبويه على الكسائىّ فى جمعة، فوهب له سبعين دينارا. قال: وكان الكسائىّ يقول لى: هذا الحرف لم أسمعه فاكتبه لى، فأفعل.
قال أبو العباس: وكان الأخفش يؤدّب ولد الكسائى، وكان الجاحظ قد سمع هذا الخبر فقال فيما يعدّده من فخر أهل البصرة على أهل الكوفة:
هؤلاء يأتونكم بفلان وفلان، وسيبويه الذى اعتمدتم على كتبه وجحدتم فضله-وذكر الجاحظ كتاب سيبويه- لم يكتب الناس فى النحو كتابا مثله، وجميع كتب الناس عليه عيال. وكان سيبويه لشهرته وفضله علما عند النحويّين، وكان يقال بالبصرة: قرأ فلان الكتاب؛ فيعلم أنه كتاب سيبويه، ولا يشك أنه كتاب سيبويه.
كتبت من خط محمد بن عبد الملك: حدّثنى المروزىّ عن الجاحظ قال:
«أردت الخروج إلى محمد بن عبد الملك الزيات، ففكّرت فى شىء أهديه إليه فلم أجد شيئا أشرف من كتاب سيبويه. فقلت له: أردت أن أهدى إليك شيئا، ففكرت فإذا كل شىء عندك دونه، فلم أر أشرف من كتاب سيبويه. وهذا كتاب سيبويه اشتريته من ميراث الفرّاء. فقال: والله ما أهديت إلىّ شيئا أحبّ إلىّ منه » .
وشاهدت بخط السلالى النحوىّ القرشىّ الكوفىّ الورّاق أن الجاحظ لما قدم من البصرة فى بعض قدماته أهدى إلى محمد بن عبد الملك الزيات فى وزارته نسخة من كتاب سيبويه، وأعلم بإحضارها صحبته قبل أن يحضرها مجلسه، فقال له ابن الزيات: أو ظننت أن خزائننا خالية من هذا الكتاب؟ فقال: ما ظننت ذاك؛ ولكنها بخط الفرّاء ومقابلة الكسائىّ وتهذيب عمرو بن بحر الجاحظ. فقال له ابن الزيات: هذه أجلّ نسخة توجد وأغربها. فأحضرها إليه، فسرّ بها، ووقعت منه أجمل موقع.
وكتبت من خط محمد بن عبد الملك التاريخىّ: حدّثنى ابن الأعلم قال حدّثنا محمد بن سلّام قال: كان سيبويه النحوىّ جالسا فى حلقته بالبصرة، فتذاكرنا شيئا من حديث قتادة، فذكر حديثا غريبا فقال: لم يرو هذا إلا سعيد بن أبى العروبة، فقال بعض ولد جعفر بن سليمان: ما هاتان الزائدتان يا أبا بشر؟
فقال: هكذا يقال؛ لأن العروبة هى الجمعة، ومن قال: عروبة فقد أخطأ. قال ابن سلام: فذكرت ذلك ليونس فقال: أصاب، لله درّه!.
وكتبت من خط محمد بن عبد الملك: حدّثنى إبراهيم بن إسحاق الحربىّ قال:
سمعت ابن عائشة يقول: كنا نجلس مع سيبويه النحوىّ فى المسجد- وكان شابّا جميلا نظيفا قد تعلّق من كل علم بسبب، وضرب فى كل أدب بسهم، مع حداثة سنه وبراعته فى النحو- فبينا نحن عنده ذات يوم إذ هبّت ريح أطارت الورق، فقال لبعض أهل الحلقة: انظر أىّ ريح هذه؟ وكان على منارة، تمثال فرس من صفر، فنظر ثم عاد فقال ما يثبت الفرس على شىء. فقال سيبويه: العرب تقول فى مثل هذا: قد تذاءبت الريح وتدأّبت الريح؛ أى فعلت فعل الذئب، وذلك أنه يجىء من هاهنا وهاهنا ليختل، فيتخيل للناظر أنه عدّة ذئاب.
وكتبت من خطّه: حدّثنا بشر بن موسى، حدثنا ابن النّطّاح قال: كنت عند الخليل بن أحمد فأقبل سيبويه، فقال: مرحبا مرحبا بزائر لا يملّ. فقال أبو عمر المخزومى- وكان كثير المجالسة للخليل: ما سمعت الخليل يقولها لأحد إلا لسيبويه.
كتبت من خط ابن عبد الملك: سمعت أبا العباس أحمد بن يحيى يقول: كان سيبويه يخطئ فى اسمه؛ يقول: سيبويه وسيبويه آخر؛ والكسائى يقول سيبويه وسيبويه آخر؛ لأنه أعجمىّ فلا يجرى، وزيلويه وزيلويه آخر، ويثنى زيلويهان ويجمع زيلوهات، لأن الجمع بالواو والنون للحيوان الذى يعقل من الذّكران، والألف والتاء لما يعقل من الإناث ولما لا يعقل، ولا يعرف باللام. وقد قيل زيلويه وذو زيلويه وذوات زيلويه ورأيت زيلويه وذوى زيلويه وذوات زيلويه.
ومن خطه: حدثنى أبو أحمد التّبريزىّ قال: حدثنا الفضل بن الحسن قال حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبرىّ قال: جاء سيبويه إلى حمّاد بن سلمة فقال له:
أحدّثك هشام بن عروة عن أبيه فى رجل رعف فى الصلاة؟ فقال: أخطأت يا سيبويه! إنما هو رعف. قال: فانصرف إلى الخليل فشكا إليه ما لقيه به حمّاد، فقال: صدق، ومثل حماد يقول هذا. ورعف يجوز إلا أنها ضعيفة، والكلام رعف.
قال أبو العباس المبرّد: كان الأخفش أكبر سنا من سيبويه؛ وكانا جميعا يطلبان، فجاءه الأخفش يناظره بعد أن برع، فقال له الأخفش: إنما ناظرتك لأستفيد لا غير، قال: أترانى أشك فى هذا! ومات سيبويه قبل جماعة قد كان أخذ عنهم كيونس وغيره؛ فأما يونس فمات فى سنة ثلاث وثمانين ومائة، ومات أبو زيد بعد موت سيبويه بنيّف وثلاثين سنة.
وكانت وفاة سيبويه- على ما ذكر محمد بن عمرو الجماز- فى سنة ثمانين ومائة بفارس، فى أيام الرشيد، وقبره بشيراز قصبة فارس. وكان قدم بغداذ، وجمع له النحويون فناظروه، فاستزلّ، فعاد إلى فارس ومات هناك.

رد مع اقتباس
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على الموضوعات
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الموضوعات المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
سطور في كتاب (124): من كتاب كناشة النوادر للأستاذ عبد السلام محمد هارون مصطفى شعبان مقالات مختارة 1 05-11-2020 11:51 PM
سطور في كتاب (72): من كتاب التبيين عن مذاهب النحويين البصريين والكوفيين للعكبري مصطفى شعبان مقالات مختارة 0 11-19-2017 10:55 AM
دار الكتب تعيد طرح "إنباه الرواة في أنباه النحاة" لـجمال الدين القطفى مصطفى شعبان أخبار ومناسبات لغوية 0 10-23-2017 06:11 AM
سطور في كتاب (41): من كتاب أسرار البيان في التعبير القرآني لفاضل السامرائي مصطفى شعبان مقالات مختارة 1 07-12-2017 05:02 AM
سطور في كتاب (20): من كتاب تاريخ آداب العرب لمصطفى صادق الرافعي مصطفى شعبان مقالات مختارة 0 04-26-2017 01:26 PM


الساعة الآن 12:14 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by