الفتوى (2251) :
عليكم السلام ورحمة الله
ينبغي التنبيه أولًا على أن الجملة الثانية الوجهُ فيها بناء (حطب) على الفتح في محل نصب اسم لا النافية للجنس، وعلى وفق ذلك يُفرَّق بين التركيبين: لا حطبٌ في الدار، ولا حطبَ في الدار، في الآتي:
- لا حطبٌ في الدار: فيه دلالة نفي الخصوص، وكأنه جواب لمن قال: هل حطبٌ في الدار؟، وهذا النفي للخصوص قد يستدعي وجود بعض الحطب في الدار؛ لأن النفي ليس على عموم جنسه.
- لا حطبَ في الدار: فيه دلالة نفي عموم جنس الحطب في الدار، وكأنه جواب لمن قال: هل من حطبٍ في الدار؟ فأدخل (مِن) لبيان جنس الحطب، فجاء الجواب بنفي عموم جنس الحطب في الدار؛ ووافق هذا النفي استعمالُ لا النافية للجنس.
هذا هو الفرق العام بين التركيبين، غير أن التركيب الأول بالرفع قد يأتي دالًّا على استغراق الجنس بقرينة من القرائن، كما في قوله سبحانه: {مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ}؛ فرفع مع دلالة استغراق نفي عموم جنس البيع.
والله الموفق.
اللجنة المعنية بالفتوى:
المجيب:
أ.د. أحمد البحبح
أستاذ اللغويات المشارك بقسم اللغة
العربية وآدابها بكلية الآداب جامعة عدن
راجعه:
أ.د. محروس بُريّك
أستاذ النحو والصرف والعروض المساعد
بكلية دار العلوم جامعة القاهرة
رئيس اللجنة:
أ.د. عبد العزيز بن علي الحربي
(رئيس المجمع)