الفتوى (3348) :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
حيا الله السائل الكريم، وأحيانا به!
لما كان "النسب" في الجملة هو الفاعل كان هو العالي، ولما كانت السببية من أشهر آثار استعمال الباء الجارة كان الغائب المتحدَّث عنه هو سبب علو النسب. وهذا من أكبر الثناء؛ إذ أكثر الناس إنما يفتخرون بانتسابهم إلى أسلافهم الذين لم يدركوهم فيشاركوهم، فأما هذا المتحدَّث عنه فعلى عكسهم، طار به هو لسلفه ذكر لم يكن لهم من قبل!
وفي هذا المعنى قال أبو الطيب المتنبي شاعر العربية الأكبر:
"لا بقومي شرُفتُ بل شرُفوا بي وبنفسي فخرتُ لا بجُدودي"!
على أنه ليس أجلّ من أن يعلو السلفُ، ثم يعلو عليهم الخلف -وهكذا دواليك!- حتى يصير لهم العلو الذي هو حال منتقلة، كأنه طبيعة ثابتة!
والله أعلى وأعلم،
والسلام!
رأي رئيس اللجنة:
الجملة تحتمل معنيين فيما يظهر لي:
يرفعه النسبُ ولو كان وضيعا.
أو النسب يعلو بسببه، كما علا برسول الله عدنان.
ولا أعرف البيت الذي وردت فيه هذه الجملة ليتعين أحد المعنيين.
اللجنة المعنية بالفتوى:
المجيب:
أ.د. محمد جمال صقر
(عضو المجمع)
راجعه:
أ.د. محروس بُريّك
أستاذ النحو والصرف والعروض
بكلية دار العلوم جامعة القاهرة
رئيس اللجنة:
أ.د. عبد العزيز بن علي الحربي
(رئيس المجمع)