الفتوى (3800) :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الدعاء بفعل ماض أبلغ إذا أردنا الدعاء للحي قلنا: (حفظه الله)، أو (يحفظه الله) و(رعاك الله) و(يرعاك الله) وكلاهما صحيحان. وأما استعمال المضارع فهو أمل بتحقق مضمونه في الحاضر أو المستقبل، وأما استعمال صيغة الماضي فهي أبلغ لأن الداعي يتصور تحققه ووقوعه، وأنه أمر انتهى على سبيل التفاؤل والثقة القوية باستجابة الله، وربما استُعمل الماضي في موضع الحاضر، قال ابن الأثير في («الجامع الكبير في صناعة المنظوم من الكلام والمنثور» (ص103): «وأما الإخبار بالفعل الماضي عن المضارع، فهو عكس ما تقدم ذكره، وفائدته: أن الفعل الماضي إذا أُخبر به عن الفعل المضارع إذا لم يوجد بعد، كان أبلغ وآكد، وأعظم موقفًا وأفخر شأنًا؛ لأن الفعل الماضي يعطي من المعنى أنه قد كان وُجد وصار من الأمور المقطوع بها، المحكوم بكونها وحدوثها».
وقد يقال: التعبير بالمضارع أقوى لدلالته على الاستمرار وهو أقرب للتأدب في دعاء المولى، وبه عبَّر نبي الله يوسف حين قال: (يغفر الله لكم)، وأُمرنا أن نقول في التشميت: يرحمك الله.
اللجنة المعنية بالفتوى:
المجيب:
أ.د. أبو أوس الشمسان
(عضو المجمع)
راجعه:
أ.د. محروس بُريّك
أستاذ النحو والصرف والعروض
بكلية دار العلوم جامعة القاهرة
رئيس اللجنة:
أ.د. عبد العزيز بن علي الحربي
(رئيس المجمع)