هل يقال : تلميذ كسول ؟!
خطّٓأ غير واحد من المصححين وصف المذكر ب "كسول" ، قالوا : لأنه من وصف المؤنث كرؤوم ، ونؤوم ؛ فيقال: أم رؤوم ، وفتاة نؤوم ، وامرأة كسول ، ولا يقال للمذكر : كسول ،وإنما يقال فيه : كسِل وكسلان . ويقال في الأنثى -أيضا - : كسِلة ، وكسلى ، ومِكسال ، وكسلانة. ولكن الميسّرين - وفيهم مجمع اللغة - وجدوا في ذلك سَعَة ومخرجا . وتحصّل لي من خلال ما سُبِقت إليه وما زدتُه لتصحيح ذلك ثماني حُجج :
الأولى: أن صيغة "فعول" مما يشترك فيه المؤنث والمذكر في الغالب .
الثانية : أن معنى الكسل مشترك ؛ نصِف به الزوجين : الذكر والأنثى .
الثالثة : وجدت حديثا ، أستأنس به ولا أحتج به ؛ لشدة ضعفه . ونصه:" كفى بالمرء في دينه فتنة أن يكثر خطؤه ، وينقص عمله ، وتقلّ حقيقته ؛ جيفة بالليل ، بطال بالنهار ، كسول ، هلوع " أخرجه أبو نعيم في الحلية .
الرابعة : ورود هذا الوصف للذكران من العالمين في كلام مَن عُرِف منهم التحري واتباع الفصيح من كلام العرب ؛ كما في شرح " ديوان الحماسة " ، ونهاية الأرب " ، و " صبح الأعشى "، وغيرها .
الخامسة : أن أحيحة بن الجُلاح الأوسي قد قال :
فلا وأبيك ما يغني غنائي ... من الفتيان زُمّيل كسول .
السادسة : أن الراعي قال في ملحمة له :
طال التقلب والزمان ورابه ... كسل ويكره أن يكون كسولا .
والسابعة : أن شُرّاح الحديث وحُذّاق اللغة - وفيهم من يقيم الألفاظ كما يقيم القِدْح- ولم يروا في ذلك عِوجا ولا قدْحا .
الثامنة : أن عِلة المانعين ضعيفة .
الخلاصة :
قل : فلان كسول ، ولا تكن مثله .