مجمع اللغة العربية بمكة يطلق عضوياته الجديدة
لطلب العضوية:
اضغط هنا

لمتابعة قناة المجمع على اليوتيوب اضغط هنا

 


الانتقال للخلف   منتدى مجمع اللغة العربية على الشبكة العالمية > القسم العام > دراسات وبحوث لغوية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
رقم المشاركة : ( 1 )
 
أسماء عبد الكريم خليفة
عضو جديد

أسماء عبد الكريم خليفة غير موجود حالياً

       
رقم العضوية : 3967
تاريخ التسجيل : Jun 2016
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 1
عدد النقاط : 10
قوة التقييم :
جهات الاتصال :
افتراضي التأصيل اللُّغوي الدلالي لكلمة (رمضان) = د. أسماء عبد الكريم خليفة

كُتب : [ 06-09-2016 - 12:43 AM ]


التأصيل اللُّغوي الدلالي لكلمة (رمضان)

د. أسماء عبد الكريم خليفة عبد القادر
جامعة عمر المختار - ليبيا


بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة (رَمَضَان) على وزن (فَعَلَان)، وهذه الصيغة على ما يقول الصرفيُّون: تدلُّ على التقلُّب والاضطراب والحركة. وباستعراضنا التالي لما تذكره معاجمُ اللغة العربية من معنى كلمة (رَمَضَان) وبيان اشتقاقها- نجد أن العرب قد تواضعوا على تسمية الشهور بما يناسبها من الأجواء زمن التسمية؛ وقد وافق شهرُ رمضان أوقاتَ الحر وشدة القيظ؛ كما أن الصائم يحَرُّ جوفُه من شدة العطش. وشأن شدة الحَرِّ وكذلك شدة الظَّمأ أنها تُقْلِق الإنسان -وغيره- وتُرْبِكُه، فلا يسكن إلا بعد أن يجد الظل والبرد ويرتوي.. ولذلك يتضاعف ثواب العبادات في شدة الحر؛ ومع شدة العطش..
(رمضان) من الرَّمْض، أي شدة وَقْع الشمس. يقال: أرمضته فرَمِض، أي: أحرقتْه الرَّمْضاءُ، وهي شدة حرِّ الشمس. وأرضٌ رَمِضَة. ورَمِضَت الغنمُ: رَعَتْ في الرَّمضاء فقَرِحَتْ أكبادُها. وفلان يَتَرَمَّض الظِّباءَ، أي: يتبعها في الرمضاء(1).
(رمض) الراء والميم والضاد: أصلٌ واحدٌ مطَّرد يدلُّ على حِدَّة في شيءٍ من حَرٍّ وغيرِه(2). ومن هذا التركيب نجد مفرداتٍ عديدةً في معاجم العربية؛ من ذلك: (الْإِرْمَاض): كل ما أوجع. يقال: (أَرْمَضَنِي): أوجعني. و(ارْتَمَضَ) الرَّجلُ من كذا، أي: اشتدَّ عليه وأقلقه. و(ارْتَمَضَتْ) كبدُه: فسدت. و(ارْتَمَضتُّ) لفلان: حَزِنتُ له. و(الرَّمَضِيُّ) من السحاب والمطر: ما كان في آخر القّيْظ وأول الخريف؛ فالسحاب رَمَضِيٌ والمطر رَمَضِيٌّ، وإنما سُمِّي رَمَضِيًّا لأنه يدرك سخونة الشمس وحرها. وأتاه فلم يُصبه (فرَمَّضَ): وهو أن ينتظره شيئًا، أي انتظره شيئًا ثم مَضَى. و(رَمَضَ) النَّصلَ يرمِضه ويرمُضه رَمْضًا: حدَّدَه؛ إذا جعلته بين حجرين ثم دقَقْتَه لِيَرِقَّ. و(ارْتَمَضَت) الفرسُ بالرَّجُل: أي وثَبَتْ به. و(المَرْمُوض): الشِّواء الكبيس.
و(رَمَضَان): من أسماء الشهور معروفٌ، والجمع: رَمَضَانَات، ورَمَاضِين، وأَرْمِضَاء، وأَرْمِضَة، وأَرْمُض. قال ابن دريد: لما نقلوا أسماء الشهور عن اللغة القديمة سمَّوها بالأزمنة التي هي فيها؛ فوافق (رمضان) أيام رَمَضِ الحَرِّ وشدَّته، فسُمِّي به. وشهر رمضان مأخوذ من رَمِضَ الصائمُ يَرْمَضُ إذا حَرَّ جوفُه من شِدَّة العطش(3). كأنهم سمَّوه بذلك لارتماضهم فيه من حَرِّ الجوع ومقاساة شِدَّته. كما سَمَّوه (ناتِقًا) لأنه كان ينتقهم، أي: يزعجهم إضجارًا بشدته عليهم(4).
ومن مفردات هذا التركيب [رمض] قولهم: (رمضت) اللحم على الرَّضْف: يعني: أنضجته(5). و(رَمِضَ) الرَّجُل يَرْمَض: رجع من البادية إلى الحاضرة. و(رَمَّضَ) الصَّومَ: نواه. و(الرَّمَاضَة): الحِدَّة، وهي كذلك: الحُمَّى الباطنة. و(الرَّمضية): آخر المِيَر. و(الْمَرْمِض): الموضع الذي تُشوَى فيه الشاة(6).
وعدَّ الزمخشريُّ من المجاز قولهم: تداخلني من هذا الأمر رَمَضٌ، وقد رَمِضتُّ له، ورَمِضتُّ منه، وارْتَمَضْتُ، وأَرْمَضَنِي حتى أمرضني. وأتيت فلانًا فلم أجده فرَّمضته ترميضًا، أي: انتظرته ساعةً، ومعناه: نسبته إلى الإرماض؛ لأنه أرمضك بإبطائه عليك(7).
هذا، وقد تبين لعدد من أئمتنا المتقدمين من العلماء باللُّغة العربية الاشتقاقيِّين، ومن العلماء بمعاني المفردات القرآنية، أن كل أسرةِ كلماتٍ، أي كل تركيب بمفرداته: له معنى محوري جامع. وهذا المعنى المحوري الجامع هو الضابط، وهو المعيار الذي نحتكم إليه في تقرير ما هو الدقيق من تفسيرات الأئمة للمفردة والعبارة القرآنية، أو قولهم إنه المراد بها.. وإنما كان هو الضابط؛ لأنه مُسْتخلَصٌ مِن كُلِّ الكلمات والعبارات التي وردت عن العرب في هذا التركيب، فالمفروض أنه يحمل معنىً جامعًا لمعاني كلِّ مفردات التركيب، ذا مذاقٍ خاصٍّ به، بحيث يصلح أن تُفَسَّر به كل كلمات التركيب وعباراته... والمعنى المحوري لتركيب (رمض) هو: احتواء جوف الشيء على غليظٍ حِدَّة أو حرارة. كاحتواء الحجارة على الحرارة، وكذا الغنم، والصائم. والمريض فاسد البطن. وتأمل رَمْض الشاة والسكين حيث تُسلّط الحرارة أو الحِدَّة على ما بين الأثناء(8).
وبعد، فقد سُمِّي رمضان بذلك لما يجده الصائم من شدة العطش؛ ولموافقته أشهر القيظ عند التسمية. أو لأنه يحرق الذنوب، أي يُذهبها بالأعمال الصالحة(9).
** ** **
اللهم بارك لنا في شهر رمضان، وتكرَّم علينا بغفرانك ورضوانك، واجعل قلوبنا مطمئنة بذِكْرك، منيرةً بضياء كتابك الكريم. آمين!
___________
1- مفردات ألفاظ القرآن، للراغب الأصفهاني: (رمض).
2- مقاييس اللغة، لابن فارس: (رمض).
3- باختصارٍ وتصرُّف، من (لسان العرب) لابن منظور: (رمض).
4- الكشاف عن حقائق التنزيل، للزمخشري: سورة البقرة، الآية 185.
5- ينظر: كتاب مجمل اللغة، لابن فارس: (باب الراء والميم وما يثلثهما).
6- ينظر: المعجم الوسيط، مجمع اللغة العربية، ومعجم النفائس الكبير: (رمض).
7- أساس البلاغة، للزمخشري: (رمض).
8- ينظر: المعجم الاشتقاق، للعلامة محمد حسن حسن جبل: ج. 1، ص. 11-12، و ج. 2، ص. 874-875.
9- القاموس المحيط، للفيروزابادي: (باب الضاد: فصل الراء: الرمض).

رد مع اقتباس
 


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على الموضوعات
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الموضوعات المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
الإعراب التفصيلي للقرآن الكريم سورة الشرح نموذجًا = د. أسماء عبد الكريم خليفة محمود عبد الصمد دراسات وبحوث لغوية 0 03-18-2017 05:58 AM
التأصيل اللغوي لكلمة "مصطلح" شمس البحوث و المقالات 0 11-23-2016 01:59 PM


الساعة الآن 01:29 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by