أفلام الكرتون وتغييب الوعي لدى الأطفال!
لقد نجحت الصور المتحركة في بث قيم ومفاهيم الغرب لدى شعوب وأطفال العالم العربي ؛ تسيدوا به وسيطروا على عقول الآخرين، حتى تعليم اللغات، وبث ما يريدون دون ضجيج ، نجحوا في تعليب مفاهيمهم والزج بها إلى عقولنا ،حيث تربينا عليها ، إنه الاستلاب المعرفي والقيمي ، نحن في شركهم شئنا أم أبينا ، هناك مفكرون يربضون خلف تلك المواد المنتجة ، من منا لم يشاهد أفلام والت ديزني ، وسينما الخيال العلمي ، ثم هم بارعون في عرض تلك المواد بما تحفل به من مؤثرات صوتية وحركية !
ربما يستسهل البعض متعة المشاهدة ومن ثم يسترخي ويلوك بعض العلكة ، لا يتخيل أن هنا يكمن شرك خطير ، مفاهيميًّا وقيميًّا ، العرب مستهلكون حتى الكلمات والمفاهيم ، وجدت في أفلام الكرتون ما يجذبني من لغة منتقاة ودبلجة تقرب من الفصحى !
الغفلة والردة الحضارية جعلتنا نقبع خلف تلك الشاشة الساحرة ، حتى استسلمنا قانعين بما يقدم لنا، حتى تغيرت مفاهيمنا وصار أطفالنا مشدوهين كالبله متسمرين أمام تلك الشاشة الساحرة ، حتى تراخينا حتى عن تقديم المعادل الفني لأطفالنا ، وبعض التجارب التى قدمت ظلت قاصرة عاجزة مثل أفلام ومسلسلات عالم سمسم، وبكار ، حتى تظنها نسخة طبق الأصل مما تشاهده على قنوات " الكارتون" تلك معضلة ثقافية، وخطيئة تربوية ،آفتنا العجز ومقتلنا الهزيمة الحضارية ، نحن نستهلك مخلفات الآخر تلك حقيقة لا مراء فيها ، ثم ثالثة الأثافي ألعاب " البوكيمون" واستنزاف الوقت والمال والجهد !
التجارب العربية في هذا المجال قاصرة ، والمفاهيم العقائدية المندسة عمدًا خلال المعالجات الحوارية رهيبة ، استرعى انتباهي في أفلام القط والفأر ؛ أنهما لا يموتان ،رغم تلك الضربات القاتلة ، هل من إنكار للموت ؟
كيف تتم العلاقات الاجتماعية في أفلام النينجا والساموراي ؟
بل قل لي كيف تتم صناعة البطل الخرافي ،الذي لا يقهر " السوبر مان " ؟
نعم قد نستسهل تربية أطفالنا وتركهم لمتعة المشاهدة ؟
علينا أن نشرح لهم بتبسيط غير ممل بعض تلك القيم السلبية التى تعج بها تلك الرسوم المتحركة ، مع ذلك الخدر اللذيذ وكأن تاريخنا وحضارتنا خواء من تلك الرموز التربوية والقيم السلوكية !
هناك مفاهيم علينا غرسها في أطفالنا : العدل و التسامح، الحياء ، مراقبة الله ، قبول الآخر ضمن ثوابتنا الشرعية وأصولنا الاعتقادية ، لا يجب أن نتوسع في تركهم لمشاهدة تلك المواد الخطرة ؛ تؤدي في حالات كثيرة لأمراض نفسية أخطرها " التوحد" والانفصال عن الواقع ، إن المربي مطالب إعلاميًّا وثقافيًّا بتقديم مادة صالحة للطفل الناشئ ؛ ليدرك عصره وموازينه ، والصلاح الذي أهدفه يستلهم ما ورد في ثوابتنا العقائدية من كتاب وسنة ،ثم ما حفلت به حضارتنا من روائع أخلاقية !