مجمع اللغة العربية بمكة يطلق عضوياته الجديدة
لطلب العضوية:
اضغط هنا

لمتابعة قناة المجمع على اليوتيوب اضغط هنا

 


الانتقال للخلف   منتدى مجمع اللغة العربية على الشبكة العالمية > القسم العام > البحوث و المقالات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
رقم المشاركة : ( 1 )
 
مصطفى شعبان
عضو نشيط

مصطفى شعبان غير موجود حالياً

       
رقم العضوية : 3451
تاريخ التسجيل : Feb 2016
مكان الإقامة : الصين
عدد المشاركات : 12,782
عدد النقاط : 10
قوة التقييم :
جهات الاتصال : إرسال رسالة عبر Skype إلى مصطفى شعبان
افتراضي هل يجوز اقتران الجملة الحالية المصدَّرة بمضارع مثبت بالواو؟

كُتب : [ 12-06-2016 - 07:15 AM ]


هل يجوز اقتران الجملة الحالية المصدّرة بمضارع مثبت بالواو؟
د. مصطفى شعبان

يقرر النحويون أن الجملة الواقعة حالًا إن صُدِّرت بمضارع مُثبت لم يجز أن تقترن بالواو ولا ترتبط إلا بالضمير ؛ وذلك لشدة شبه المضارع باسم الفاعل، بخلاف الماضي فليس شبهه به شديدًا ؛ لأنه وإن أشبهه في وقوعه صفة وصلة وحالًا؛ فإن المضارع يزيد بكونه على حركات اسم الفاعل وسكناته( 1).
تقول : ((جاءَ زيدٌ يَضْحَكُ)) ، ولا تقول : ((جاء زيدٌ ويضحك)) ، وقد ورد في لسان العرب المضارع الواقع جملة حالٍ مقترنًا بالواو ، واختُلف في تخريجها ، ومن ذلك قولهم : ((قمتُ وأصكُّ وجهَهُ)) ، أو : ((قمت وأصكُّ عينَهُ)) وهو قول الأصمعي ..(2 )
فجمهرة النحاة على أن ما جاء من لسان العرب وظاهرُهُ ذلك أوِّل على إضمار مبتدأ بعد الواو ، ويكون المضارع خبرًا عن ذلك المبتدأ ، فيكون التقدير في المثال المذكور: وأنا أصُكُّ ، فتكون جملة الحال حينئذ اسمية تقديرًا(3 )، والواو على ذلك هي واو الحال(4 ).
وقيل: الواو هنا ليست للحال ، وإنما هي عاطفة ، والمضارع مؤول بالماضي ، والتقدير: وصككت وجهه ، فعدل عن لفظ الماضي إلى لفظ المضارع قصدًا لحكاية الحال الماضية ، ومعناها: أن يفرض ما كان في الزمن الماضي واقعًا في هذا الزمن فيعبر عنه بلفظ المضارع ، وهذا القول هو ما ذهب إليه عبد القاهر( 5)، والزمخشري (6 ).
وشهاب الدين الخفاجي في هذه القضية يتعقب بعض الشُّراح – أي شُراح البيضاوي – الذين اعترضوا عليه في تجويزه أن تكون (الواو) في قول الحق جل وعلا: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) واوَ الحال ، والتقدير: نعبدك مستعينين بك(7 ) حيث اتهم هؤلاء الشراح البيضاويَّ في هذا التوجيه بعدم الفصاحة.
ويرد الشهاب هذا الاتهام فيقول: ((ليس هذا – أي هذا المثال – من قبيل: ((قمت وأصكُّ وجهه)) بناءً على تجويزه شذوذًا أو بتقدير مبتدأ فيه ، أي : ونحن إياك نستعين كما تُوُهم حتى يورد عليه أنه غير فصيح ، أو ينازع في المثال ، وإن كان الاشتغال بمثله ليس من دأب المحصلين)) ( 8).
ثم يوضح تلو ذلك أن النحاة إنما منعوا اقتران الواو بالمضارع المتصدر لجملة حالية إذا كان متصدرًا ، أما إذا كان متقدمًا عليه شيءٌ من متعلقاته – كما في الآية فقد تقدم عليه المفعول به – فيجوز اقترانه بالواو لمشابهته للاسمية صورة.
قال: ((ما ذكره النحاة إذا كان المضارع في صدر جملة ، أما إذا كان تقدم عليه شيءٌ من متعلقاته فيجوز اقترانه بالواو لمشابهته للاسمية صورة ، وقد أشار إلى ذلك ابن مالك في ((تسهيله)) (9)))( 10).
وهذا الإعراب يُحسب للبيضاوي لا عليه ، فهو توجيه حسن ، وتخريج جيد يعضده جانبا الدلالة والمعنى ، لاسيما أن قد استحسنه بعض متأخري النحاة واستدلوا به على جواز دخول الواو على المضارع الواقع حالًا إذا تقدم عليه معموله.
قال الصبان : ((فإن بدئت – أي جملة الحال – بمعمول المضارع جاز الربط بالواو، ولذلك جوز البيضاوي إعراب (وإياك نستعين) حالًا من فاعل (نعبد)..))( 11).
وقال الخضري : ((قوله – أي ابن عقيل – (إن صدرت بمضارع مثبت لم يجز أن تقترن (بالواو) .. خرج المصدَّرة بمعموله ، فتربط بالواو ، ولذا جوز البيضاوي جعل (وإياك نستعين) حالًا من فاعل (نعبد))) ( 12).
ثم ناقش الشهاب ما نسب للزمخشري من جعل (أصكُّ) في قول الأصمعي: (قمت وأصك وجهه) حالًا مقترنة بالواو – مع كونها متصدرة بمضارع ، فيقول:
((ويقال( 13) إن الزمخشري جعل (أصكُّ) حكاية حال ماضية والواو معه عاطفة، وتقديره: ((قمت وصككت وجهه)) فأبرز في صورة المستقبل حكاية لتلك الحال العجيبة الشأن .. وتجويز الزمخشري الحالية من غير تقدير فيه – أي من غير تقدير مبتدأ محذوف كما قدر النحاةُ – فمعترض عليه .. فاحفظه فإنه مما خفي على أرباب الحواشي..)) (14 ).
يفهم من هذا أن الزمخشري يجوز أن تتصل الواو بالمضارع المتصدر للجملة الحالية إذا كانت بمعنى الماضي، وهو ما قصده الشهاب بقوله: إذا كانت حكاية حال ماضية، وعليه فالواو عاطفة .. ولكنه مذهب مباين لما استقر عند الجمهرة ، فالقول بخلافه هو الراجح، وهو ما يميل إليه البحث.

------------------
(1 ) ((شرح المفصل)) (2/66) ، ((شرح ابن عقيل على الألفية)) (1/656-657) ، ((شرح المكودي)) (ص: 91-92) ، ((شرح الأشموني)) (2/278-279) ، ((حاشية الصبان على الأشموني)) (2/278) .
( 2) هو عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن علي بن أصمع ، الأصمعي ، الباهلي ، الإمام أبو سعيد البصري الأديب اللغوي ، ولد سنة 123هـ ، وتوفي سنة 215 هـ ، له من التصانيف: الأضداد في اللغة ، الأراجيز ، الاشتقاق، فعل وأفعل ، وللاستزادة في ترجمته يراجع: ((الفهرست)) (1/55) ، ((هدية العارفين)) (1/502).
( 3) ((شرح التسهيل)) لابن مالك (2/367-368) ، ((شرح الكافية)) للرضي (1/212) ، ((ارتشاف الضرب)) (3/1607) ، ((المساعد)) (2/46) .
(4 ) وجوز الرضيُّ أن يكون اقتران المضارع بالواو في ((قمت وأصكُّ)) على تقدير أن يكون ((وأصكُّ)) جملةً وإن شابهت المفرد من غير تقدير لمبتدأ محذوف ((شرح الكافية)) (1/212).
(5 ) انظر : ((دلائل الإعجاز)) للجرجاني – تحقيق محمود شاكر – نشرة مكتبة الخانجي القاهرة (213) ، ((الإرشاد إلى علم الإعراب)) لشمس الدين الكيشي (المتوفى سنة: 695هـ) – تحقيق ودراسة/ د. عبد الله البركاتي، د. محسن العميري طبعة جامعة أم القرى (1989م)/(ص:242) ، ((شرح التصريح)) (1/392).
وعبد القاهر: هو ابن عبدالرحمن ، أبو بكر الجرجاني ، الشافعي الأديب النحوي ، كان من أكابر النحويين والبلاغيين والأدباء ، صاحب التصانيف التي حلقت شهرتها في الآفاق ، توفي سنة 474 ، وقيل: 471هـ، وللاستزادة في ترجمته يراجع: ((نزهة الألباء)) (ص: 264) ، ((هدية العارفين)) (1/606).
(6 ) ((حاشية الشهاب على البيضاوي)) (1/124) .
(7 ) ((أنوار التنزيل)) (1/30) .
(8 ) ((حاشية الشهاب على البيضاوي)) (1/123-124) .
(9 ) راجعت ((التسهيل)) وشرحه ، فلم أعثر على تلكم الإشارة ، وانظر ((شرح التسهيل)) (2/395-370).
( 10) ((حاشية الشهاب)) (1/124) .
(11 ) ((حاشية الصبان على الأشموني)) (2/278) .
(12) ((حاشية الخضري على ابن عقيل)) (2/220) .
(13 ) لم أعثر على هذا القول في ((المفصل)) ولا في ((الكشاف)) ، ولم أجده معزوًا إلى الزمخشري فيما وقفت عليه من مصادر.
(14 ) ((حاشية الشهاب)) (1/124) .



التعديل الأخير تم بواسطة مصطفى شعبان ; 12-06-2016 الساعة 07:17 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على الموضوعات
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الموضوعات المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
الفتوى (1848) : هل يجوز نصب المفعول المحذوف فعله في أول الجملة؟ عابر سبيل أنت تسأل والمجمع يجيب 2 04-26-2019 11:22 PM
#من_أسرار_التراكيب_اللغوية_المتشابهة_في_القرآن (9): الفعل {يُذبِّحون} واقترانه بالواو شمس البحوث و المقالات 0 01-22-2018 03:53 PM
هل يجوز اقتران خبر أفعال الشروع بـ(أنْ)؟ مصطفى شعبان البحوث و المقالات 0 09-25-2016 03:06 PM
فصاحة اقتران أخبار (كاد) بـ(أن) مصطفى شعبان قضايا لغوية 0 02-17-2016 07:32 AM
من الأخطاء الشائعة: تقديم الجملة الحالية على صاحبها الفاعلِ لفعل تال لها أ.د عبد الرحمن بو درع مقالات أعضاء المجمع 1 02-12-2016 02:18 AM


الساعة الآن 02:02 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by