سلسلة (عالم ورأي)
تهدف هذه السلسلة إلى استجلاء رأي عالم من علمائنا حول قضية من القضايا، أو عقبة من العقبات التي تواجه أبناء العربية، أو طرح رؤية لاستنهاض الهمم وتحفيز العزائم. فإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا، إنما ورثوا العلم، فمن أخذ به أخذ بحظ وافر.
الحلقة الثالثة والخمسون: الدكتور عبد الفتاح الحجمري - مدير مكتب تنسيق التعريب/الرباط- المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو)، ورأيه في: منهجية مكتب تنسيق التعريب بالرباط في تنسيق المصطلحات وتوحيدها.
أولى مكتب تنسيق التعريب للمنهجية العلمية المتبعة في إعداد المعاجم الموحدة ثلاثية اللغة ( عربية – فرنسية – إنجليزية ) عناية جوهرية ، وعقد لذلك مجموعة من الندوات والورشات العلمية ركزت على تقديم منهجيّات وضع المصطلحات العلميّة باللغة العربيّة حتى يسهُل اختيار المبادئ الأساسيّة المتمثلة في:
1- ضرورةُ وجود مناسبة أو مشاركة أو مشابهة بين مدلول المصطلح اللغويّ ومدلوله الاصطلاحِي، ولا يُشترَط في المصطلح أن يستوعب كلَّ معناه العلميّ.
2- وضعُ مصطلحٍ واحدٍ للمفهوم العلميِّ الواحد ذي المضمون الواحد في الحقل الواحد.
3- تجنُّب تعدُّد الدلالات للمصطلح الواحد في الحقل الواحد ، وتفضيل اللفظ المختصّ على اللفظ المشترك.
4 -استقراء وإحياء التراث العربيّ وخاصَّةً ما استُعمل منه أو استقرَّ منه من مصطلحات علميَّة عربيَّة صالحة للاستعمال الحديث، وما ورد فيه من ألفاظ معرّبة.
5- مسايرة المنهج الدوليّ في اختيار المصطلحات العلمية:
أ- مُراعاة التقريب بين المصطلحات العربيَّة والعالميَّة لتسهيل المقابلة بينها للمشتغلين بالعِلم والدارسين.
ب- اعتماد التصنيف العشريّ الدولي لتصنيف المصطلحات حسب أصولها وفروعها.
ج- تقسيم المفاهيم واستكمالها وتحديدها وتعريفها وترتيبها حسب كلِّ حقل.
د- اشتراك المختصِّين والمستهلكين في وضع المصطلحات.
هـ- مواصلة البحوث والدراسات لتيسير الاتِّصال الدائم بين واضعي المصطلحات ومُستعمليها.
6- استخدام الوسائل اللغويّة في توليد المصطلحات العلمية الجديدة بالأفضليّة طبقاً للترتيب التالي: التراث فالتوليد ( بما فيه من مجاز واشتقاق وتعريب ونحت).
7- تفضيل الكلمات العربيَّة الفصيحة المتواترة على الكلمات المعرَّبة.
8 - تجنُّب الكلمات العاميَّة إلا عند الاقتضاء، بشرط أن تكون مشتركة بين لهجات عربيَّة عديدة وأن يُشار إلى عاميّتها بأن تُوضع بين قوسين مثلاً.
9- تفضيل الصيغة الجزلة الواضحة، وتجنُّب النافر والمحظور من الألفاظ.
10- تفضيل الكلمة التي تسمح بالاشتقاق على الكلمة التي لا تسمح به.
11- تفضيل الكلمة المفردة لأنها تساعد على تسهيل الاشتقاق والنسبة والإضافة والتثنية والجمع.
12- تفضيل الكلمة الدقيقة على الكلمة العامَّة أو المبهمة، ومراعاة اتِّفاق المصطلح العربيّ مع المدلول العلميّ للمصطلح الأجنبيّ، دون تقيُّد بالدلالة اللفظيّة للمصطلح الأجنبيّ.
13- في حالة المترادفات أو القريبة من الترادف، تُفضَّل اللفظة التي يوحي جذرها بالمفهوم الأصليّ بصفة أوضح.
14-تفضيل الكلمة الشائعة على الكلمة النادرة أو الغريبة، إلا إذا التبس معنى المصطلح العلميّ بالمعنى الشائع لتلك الكلمة.
15-عند وجود ألفاظ مترادفة أو متقاربة في مدلولها، ينبغي تحديد الدلالة العلميّة الدقيقة لكلِّ واحدٍ منها، وانتقاء اللفظ العلميّ الذي يقابلها. ويحسن عند انتقاء مصطلحات من هذا النوع أن تُجمَع كل الألفاظ ذات المعاني القريبة أو المتشابهة الدلالة وتُعالَج كلُّها مجموعةً واحدةً.
16-مراعاة ما اتَّفق المختصّون على استعماله من مصطلحات ودلالات علميّة خاصّة بهم، معرّبة كانت أو مترجَمة.
17-التعريب عند الحاجة، وخاصّة المصطلحات ذات الصبغة العالميّة، كالألفاظ ذات الأصل اليونانيّ أو اللاتينيّ أو أسماء العلماء المستعمَلة مصطلحات، أو العناصر والمركّبات الكيمائيّة.
18 - عند تعريب الألفاظ الأجنبيّة، يُراعى ما يأتي:
أ - ترجيح ما سهُل نطقه في رسم الألفاظ المعرَّبة عند اختلاف نطقها في اللغات الأجنبيَّة.
ب- التغيير في شكله، حتّى يصبح موافقاً للصيغة العربيّة ومستساغاً.
ج- اعتبار المصطلح المعرَّب عربياً، يخضع لقواعد اللغة ويجوز فيه الاشتقاق والنحت، وتُستخدَم فيه أدوات البدء والإلحاق، مع موافقته للصيغة العربيَّة.
د- تصويب الكلمات العربيَّة التي حرّفتها اللغات الأجنبيَّة واستعمالها باعتماد أصلها الفصيح.
هـ - ضبط المصطلحات عامّةً والمعرَّب منها خاصَّةً بالشكل، حرصاً على صحَّة نطقه ودقّة أدائه.
من هذا المنظور، فإن تطوير منهجيّة وضع المصطلح العربيّ، وبحث سُبل نشر المصطلح الموحَّد وإشاعته يستندُ، إجمالا، على أربعة مستلزمات محورية هي:
أ - الاطراد والشيوع.
ب - يُسر التداول (قلّة حروف الكلمة الواحدة).
ج - الملاءمة ( تفرُّع المصطلح إلى ميادين مختلفة).
د- التوليد ( كثرة الاشتقاق من المصطلح).
المصدر: بحث مقدم لمؤتمر مجمع اللغة العربية بالقاهرة في دورته الثانية والثمانين، مارس 2016م.
إعداد: مصطفى يوسف