دلالة الاسم والفعل في قوله - تعالى-: "صافّاتٍ ويقبضْنَ"
د. سعيد بن محمد القرني
سبحان من أنزل القرآنَ بلسانٍ عربيٍّ مبينٍ !
بالعربيّة وحدها يكون كمالُ الإبانة ؛ ففيها من جوامع الكلِم ما لا حصْر له من شريف اللفظ والمعنى معاً ؛ ألا ترى أنّ الله قد دلَّ على ما هو أصلٌ في طيران الطّائر باسم الفاعل "صافّاتٍ "؛ إذ الأصلُ في الطّائر إذا طارَ أن يبسطَ جناحيْه ويصفّهما فيبدو الرّيش دالّاً على حال ثباته واستقراره طائرًا.
ودلّ على التّجدّد والحدوث بالفعل الدّالّ على التّجدّد والعرَض؛ فقال: "ويقبضْنَ "؛ فالطّائر يقبض جناحيْه إذا رامَ الانعتاق من قوى الجذب الأرضيّة الّتي تنزع إلى الأرض وتشدّه إليه ؛ فيستظهر بقبضه جناحيه القوّة الّتي يستعين بها على مقاومة حال طيرانه.
وحال الطّائر من الطّيران كحال السّابح من السّباحة؛ فالأصل في السّباحة مدّ أطراف السّابح؛ ليستقرّ، ويقبض أطرافه؛ للتّغلّب على قوى العكْس المائيّة.
جيء بالاسم للدّلالة على الأصل في الكِينة أو الهيئة (الثّبات)، وجيء بالفعل المضارع المشبِه للاسم؛ للدّلالة على الفرع فيها (الحركة والتّجدّد).
الحمد الَّذِي جعلني عربيًّا أكلّم الله بلا ترجمان..!