مجمع اللغة العربية بمكة يطلق عضوياته الجديدة
لطلب العضوية:
اضغط هنا

لمتابعة قناة المجمع على اليوتيوب اضغط هنا

 


الانتقال للخلف   منتدى مجمع اللغة العربية على الشبكة العالمية > القسم العام > مشاركات مفتوحة في علوم (( اللغة العربية ))

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
رقم المشاركة : ( 1 )
 
مصطفى شعبان
عضو نشيط

مصطفى شعبان غير موجود حالياً

       
رقم العضوية : 3451
تاريخ التسجيل : Feb 2016
مكان الإقامة : الصين
عدد المشاركات : 12,782
عدد النقاط : 10
قوة التقييم :
جهات الاتصال : إرسال رسالة عبر Skype إلى مصطفى شعبان
افتراضي حدث في مثل هذا اليوم (130): ولد العلامة أسامة بن منقذ الأديب اللغوي الشاعر الكاتب

كُتب : [ 03-15-2018 - 12:09 PM ]


[IMG]

[/IMG]

رد مع اقتباس
 
 رقم المشاركة : ( 2 )
عبدالله بنعلي
عضو نشيط
رقم العضوية : 1630
تاريخ التسجيل : Apr 2014
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 6,053
عدد النقاط : 10
جهات الاتصال :

عبدالله بنعلي غير موجود حالياً

   

افتراضي

كُتب : [ 03-16-2018 - 08:19 AM ]


أسامة الشيزري
488 - 584 هـ / 1095 - 1188 م
أسامة بن مرشد بن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ الكتاني الكلبي الشيزري أبو المظفر مؤيد الدولة.
أمير، من الجابر بني منقذ، أصحاب قلعة شيزر (بقرب حماة) ومن العلماء الشجعان، ولد في شيزر، وسكن دمشق، وانتقل إلى مصر سنة (540 هـ)، وقاد عدة حملات على الصليبيين في فلسطين، وعاد إلى دمشق.
ثم برحها إلى حصن كيفي فأقام إلى أن ملك السلطان صلاح الدين دمشق، فدعاه السلطان إليه، فأجابه وقد تجاوز الثمانين، فمات في دمشق،
وكان مقرباً من الملوك والسلاطين.
له تصانيف في الأدب والتاريخ منها: (لباب الآداب-ط)، و(البديع في نقد الشعر-ط)،
و(المنازل والديار-ط)، و(النوم والأحلام-خ)، و(القلاع والحصون )، و(أخبار النساء)، و(العصا-ط) منتخبات منه .
وله (ديوان شعر-ط )، وكتب سيرته في جزء سماه (الاعتبار-ط) ترجم إلى الفرنسية والألمانية.

ـــــــــــــــــ
وفاة الأمير الفارس أسامة بن منقذ
نشرت بواسطة:مصطفى الأنصاري

في مثل هذا اليوم 15 من نوفمبر 1188م / 23 من رمضان 584هـ كانت وفاة الشاعر والأمير الفارس أسامة بن مرشد بن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ، المعروف بأسامة بن منقذ، أحد أبطال المسلمين في الحروب الصليبية. له ديوان شعر مطبوع، ومذكرات بعنوان “الاعتبار”، وكتب في الأدب.

ولد 3 يوليو 1095م / 27 جمادى الثانية سنة 488هـ في مدينة شيزر بالشام ونشأ بها وعُرف بشجاعته وإقدامه، وقدم حلب مراراً متعددة، وكان من الأمراء الفضلاء الأدباء الشعراء الشجعان الفرسان..

وقال عنه الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء “كان بطلا شجاعا، جوادا، فاضلا”

قال الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن، قال: أسامة بن مرشد الملقب بمؤيد الدولة، له يد بيضاء في الأدب والكتابة والشعر، ذكر لي أنه ولد سنة ثمان وثمانين وأربعمائة، وقدم دمشق سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة، وخدم بها السلطان، وقرب منه وكان شجاعاً فارساً، ثم خرج إلى مصر، فأقام بها مدة، ثم رجع إلى الشام، وسكن حماة، واجتمعت به بدمشق، وأنشدني قصائد من شعره سنة ثمان وخمسين وخمسمائة.


رد مع اقتباس
 
 رقم المشاركة : ( 3 )
عبدالله بنعلي
عضو نشيط
رقم العضوية : 1630
تاريخ التسجيل : Apr 2014
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 6,053
عدد النقاط : 10
جهات الاتصال :

عبدالله بنعلي غير موجود حالياً

   

افتراضي

كُتب : [ 03-16-2018 - 08:19 AM ]


كتاب الاعتبار" لأسامة بن منقذ: أول سيرة ذاتية في التاريخ العربي
وليد فكري




"كتاب الاعتبار" لأسامة بن منقذ: أول سيرة ذاتية في التاريخ العربي
أمير، فارس مقاتل، أستاذ لفنون القتال والصيد، أديب، مؤرخ، دبلوماسي. هو مؤيد الدولة أبو المظفر أسامة بن منقذ الكناني الشيزري (1095-1188).

في عصر شهد تفكك الدولة العربية الواسعة، واقتطاع الإفرنج أجزاء منها لتكون "إمارات صليبية"، نشأ الأمير أسامة بن منقذ في قلعة شيزر، الواقعة شمالي مدينة حماة السورية. تلك المقاطعة، التي حكمها آل منقذ المنحدرون من قبيلة كنانة العربية، تنازل والده الزاهد في الحكم، المحب للعلم، عن الحكم لأخيه الأصغر الأمير أبو العساكر سلطان. وتولى الأب تعليم ابنه أسامة الأدب والتاريخ والشعر والفلك والفلسفة، ومختلف العلوم الأخرى. ثم تولى بعده العم رعاية الابن، الذي شب ليكون واحداً من ألمع شخصيات عصره.

قلعة شيزر قلعة شيزر
انتقل أسامة إلى بلاط السلطان نورالدين محمود زنكي في حلب، وشارك في بعض الأعمال الحربية ضد الإفرنج. ثم انتقل إلى خدمة الأمير معين الدين أنر، حاكم دمشق. وتولى عنه المفاوضات مع الجانب الافرنجي، بعدها انتقل إلى مصر في خدمة البلاط الفاطمي، ليعود إلى الشام ويشهد المراحل التالية من الصراع العربي الفرنجي. ويخدم بتقديم الاستشارات والخبرات الثمينة في بلاط صلاح الدين الأيوبي، الذي ورث مُلك الزنكيين في الشام، والفاطميين في مصر. وأخيراً أقطعه صلاح الدين ضيعة في سوريا ليتفرغ هناك للحياة العلمية والتدريس حتى وفاته.

شهد هذا الرجل قيام الإمارات الصليبية، وسقوط القدس، وشهد قيام وسقوط الدولة الزنكية وانهيار الدولة الفاطمية، وصعود الأيوبيين، ثم أخيراً استرداد القدس قبل وفاته بعام.


ارتبط أسامة بن منقذ بمختلف رجال عصره، مسلمين وصليبيين، وربطته علاقة صداقة ببعض أمراء الإفرنج، وزار إماراتهم ومناطق نفوذهم، وراقب ما فيها بعين واعية وذهن يقظ.

وأخيراُ أفرغ ابن منقذ، الذي عُرِفَ بحضور الذهن ونشاطه حتى مع اقترابه من المئة من العمر، في أواخر أيامه كل خبراته الحياتية في مجالات الحرب والسياسة والتاريخ في "كتاب الاعتبار". الكتاب الذي يعتبر أول سيرة ذاتية في تاريخ المكتبة العربية، والذي تُرجِم للإنجليزية والفرنسية والألمانية والدانمركية والبولندية والروسية، وغيرها من اللغات لفرط قيمته التاريخية والثقافية.

تقسيم ومحتويات الكتاب
Kitab_alitibar_derenbourg

بعكس مدرسة الكتابة التاريخية العربية، التي تقسم محتويات المدونات التأريخية على أساس الأعوام أو عهود الحكام، أطلق ابن منقذ العنان لنفسه في التقسيم على أساس الموضوعات. فيبدأ باستعراض بعض الأحداث، تحديداً السياسية والحربية، التي شهدها بنفسه في مختلف الدول التي خدم حكامها. وينتقل للحديث عن أغرب وقائع المبارزات والمعارك، من نجاة بعض المقاتلين من إصابات قاتلة بطبيعتها، أو موت بعضهم نتيجة إصابات تافهة، وهزيمة العدد الضخم من قلة، أو استيلاء فرد واحد على حصن بأكمله. معقباً على تلك المواقف بملاحظاته كمحارب وفارس محنك، ومحلل بارع للمعارك. مقدماً نماذج من معارك خاضها بنفسه، ثم يتحدث بأدق التفصيل عن طبائع وصفات الحيوانات، والخيل الخاصة بالقتال والصيد، والحيوانات المفترسة التي كان يهوى صيدها (كان مولعاً بصيد الأسود). بعدها، يستعرض خبراته بطبيعة الحياة في مجتمعات الإمارات الصليبية في الشرق، محللاً طبائع الإفرنج وعاداتهم، ومدى تأثرهم بالمجتمعات الشرقية، وتأثيرهم فيها، في الطباع ونمط الحياة، وامتزاج الثقافات.

ثم يعود ابن منقذ لحديث "فن الحرب"، في شكل أقرب للمحاضرة في هذا العلم. وينتقل بمرونة للحديث عن سير الصالحين، المرتبطون بالجهاد والقتال تحديداً. وأخيراً يختم أسامة بن منقذ كتابه بحديث مستفيض عن الصيد، باعتباره علماً له قواعد وضوابط. كل تلك الموضوعات، يتحدث فيها ابن منقذ من منطلق تفاصيل حياته ومشاهداته، ضارباً الأمثلة من مواقف عاشها بنفسه، متحرراً في لغته وانتقاله من موضوع لآخر، من القواعد المعتادة في هذا العصر.

ويلاحظ في بعض مقاطع هذا الكتاب، بدايات للهجات عامة معاصرة. يرد مثلاً موقف يقول فيه أسامة لبعض الجند حين أراد الصلاة في مكان ضيق "صلّ بَرّا"، أو يقول عن هروب أسرى إفرنج منه "وياللي ما استطعنا الإمساك بواحد منهم". ما يعطي فكرة عن بداية تطور اللغة منذ العصر الأيوبي، مروراً بالمملوكي، لتصل اللهجات العامية إلى شكلها الحالي.

القيمة العلمية للكتاب
لا يمكن اختصار قيمة كتاب الاعتبار في كونه "الأول من نوعه" بين السير الذاتية، إنما تكمن القيمة الأكبر في أنه من الأعمال النادرة التي تناولت "المسكوت عنه" في تاريخ الحروب الصليبية، سواء طبيعة حياة الإفرنج في المشرق العربي، أو ما كان يجري في دهاليز القوى الإسلامية المتصارعة، والجانب الإنساني من التفاعل بين العرب المحليين والمستوطنين الإفرنج. كما تناول التأثير الثقافي والاجتماعي العربي في الإفرنج، كمثال أحد أمرائهم الذي كان يفخر أمام مؤلف الكتاب، بأنه يرتدي الزي العربي ويكلف طباخته المصرية أن تصنع له أطعمة شرقية خالية من الدم والخمر ولحم الخنزير. أو كالفارس الفرنسي، الذي أعجب بفكرة حلاقة شعر الأعضاء التناسلية في الحمام العربي، فطلب من الحمامي أن يحلق له عضوه ثم أحضر له زوجته في اليوم التالي ليحلق لها. تلك التفاصيل التي يخطئ البعض باعتبارها مجرد "طرائف"، بينما هي تدوين وحفظ دقيق لجوانب أخرى من التفاعل العربي الأوروبي، قل أن تضمنتها كتابات تلك الفترة. ولم يتوقف ابن منقذ عند مجرد عرضها، بل تجاوز ذلك لتحليلها وتفسيرها والتعليق عليها، بشكل يجمع بين سلاسة اللغة وعلمية الأسلوب في آن واحد.

ويُلاحَظ أنه رغم تنقل أسامة بن منقذ بين مناطق نفوذ المحتل الإفرنجي وتعامله معه، فإن أحداً من رجال عصره لم يتهمه في ولائه للقضية العربية والجهاد ضد المحتلين. بل تعاملوا بنضج مع حقيقة كون مشاهداته تمثل سلاحاً معرفياً في مواجهة العدو. الأمر الذي أدركه صلاح الدين الأيوبي، فحرص على تقريب ابن منقذ منه، واستشارته في ما يتعلق بحروبه ومفاوضاته مع الإفرنج.

يعتبر "كتاب الاعتبار" وصاحبه الأمير أسامة بن منقذ، حالة تاريخية ثرية، دفعت المحققون والمدققون في التراث العربي لعرضه وتسليط الضوء عليه كالباحث الدكتور عبدالكريم الأشتر الذي قدم نسخة محققة من هذا الكتاب، أو كالكاتب الراحل جمال الغيطاني الذي أفرد له فصلًا في كتابه "منتهى الطلب في تراث العرب" حيث يعتبر بحق تجربة سابقة لعصرها زادها ثراءً المحتوى الغني بالخبرات لصاحبها الذي كانت حياته حافلة بالأحداث المثيرة في مرحلة تعتبر من أكثر مراحل التاريخ العربي -والعالمي - دقة وحساسية وازدحامًا بالأحداث الخطيرة.


رد مع اقتباس
 
 رقم المشاركة : ( 4 )
عبدالله بنعلي
عضو نشيط
رقم العضوية : 1630
تاريخ التسجيل : Apr 2014
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 6,053
عدد النقاط : 10
جهات الاتصال :

عبدالله بنعلي غير موجود حالياً

   

افتراضي

كُتب : [ 03-16-2018 - 08:20 AM ]


من موقع الشاملة :أسامة بن منقذ
اسم المصنف أبو المظفر مؤيد الدولة مجد الدين أسامة بن مرشد بن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ الكناني الكلبي الشيزري
تاريخ الوفاة 584
ترجمة المصنف ابن منقذ (488 - 584 هـ = 1095 - 1188 م)

أسامة بن مرشد بن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ الكناني الكلبي الشيزري، أبو المظفر، مؤيد الدولة: أمير، من أكابر بني منقذ أصحاب قلعة شيزر (بقرب حماة، يسميها الصليبيون) Sizarar ومن العلماء الشجعان.
له تصانيف في الأدب والتاريخ، منها (لباب الآداب - ط) و (البديع في نقد الشعر - ط) و (المنازل والديار - ط) و (النوم والأحلام - خ) و (القلاع والحصون) و (أخبار النساء) و (العصا - ط) منتخبات منه.
ولد في شيزر، وسكن دمشق، وانتقل إلى مصر
(سنة 540 هـ) وقاد عدة حملات على الصليبيين في فلسطين، وعاد إلى دمشق.
ثم برحها إلى حصن كيفي فأقام إلى أن ملك السلطان صلاح الدين دمشق، فدعاه السلطان إليه، فأجابه وقد تجاوز الثمانين، فمات في دمشق.
وكان مقربا من الملوك والسلاطين.
وله (ديوان شعر - ط) وكتب سيرته في جزء سماه (الاعتبار - ط) ترجم إلى الفرنسية والألمانية

نقلا عن : الأعلام للزركلي
كتب المصنف بالموقع
المنازل والديار
البديع في نقد الشعر
لباب الآداب لأسامة بن منقذ
الاعتبار


رد مع اقتباس
 
 رقم المشاركة : ( 5 )
عبدالله بنعلي
عضو نشيط
رقم العضوية : 1630
تاريخ التسجيل : Apr 2014
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 6,053
عدد النقاط : 10
جهات الاتصال :

عبدالله بنعلي غير موجود حالياً

   

افتراضي

كُتب : [ 03-16-2018 - 08:23 AM ]


كيف رأى الأمير أسامة بن منقذ الصليبيين
محمد شعبان أيوب


أسامة بن مرشد بن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ الكناني الكلبي الشَّيزري، الأمير الفارس، والأديب البارع، وأحد أكابر بني منقذ أصحاب قلعة شيزر بقرب حماة، التي كان يسميها الصليبيون (Sizarar)، ولد بشيزر سنة 488هـ/1095م مع بدء الدعاية الصليبية للبابا أوربان الثاني على المشرق الإسلامي، وتوفي بعد عمر مديد وهو في سن الخامسة أو السادسة والتسعين من عمره عقب استرداد بيت المقدس بعام سنة 584هـ/1188م.


فأثرى بعمره المديد عصره، ذلك أنه سكن دمشق، وانتقل إلى مصر سنة 540هـ/1146م، وقاد عدة حملات على الصليبيين في فلسطين، وعاد إلى دمشق. ثم برحها إلى حصن كيفا فأقام إلى أن ملك السلطان صلاح الدين الأيوبي دمشق، فدعاه السلطان إليه، فأجابه وقد تجاوز الثمانين، فمات في دمشق. وكان مقربًا من الملوك والسلاطين[1].



قلعة شيزر بحمص (مواقع التواصل الإجتماعي)

لقد كان من حسن حظِّ التاريخ والتراث العربي والإسلامي أثناء المواجهة الصليبية في القرنين الخامس والسادس الهجريين معاصرة ابن منقذ لها، ويبدو كتابه "الاعتبار" كأول مذكرات شخصية في تاريخ التراث العربي، وكأحد المصادر المهمة في التأريخ لتلك الحقبة المهمة.


ولقد ترك ابن منقذ تصانيف في الأدب والتاريخ، منها (لباب الآداب) و (البديع في نقد الشعر) و (المنازل والديار) و (النوم والأحلام) و (القلاع والحصون) و (أخبار النساء) و (العصا). وفي كتابه الاعتبار لن نقف عند التأريخ لهذا العصر بقدر ما سنقف مع آرائه الناقدة والنافذة للشخصية الصليبية كما رآها.




في مواجهة الإفرنج

كان أول قتال ومواجهة بين أسامة والصليبيين قرب منطقة أفامية في الشام سنة 513هـ/1119م، وهو في الخامسة والعشرين من عمره

مواقع التواصل الإجتماعي

وقد صوّر لنا مشاهد ذلك اللقاء المرعب الذي قُتل فيه كثير من الناس قائلًا: "هان عليَّ الموت لهلاك ذلك العالم معي، فرجعتُ على فارس في أوّلهم قد ألقى عنه درعه، وتخفّف ليحوزنا من بين أيدينا، فطعنته في صدره فطار عن سرجه ميّتًا، ثم استقبلتُ حيلهم المتتابعة فولّوا وأنا غرٌّ من القتال ما حضرتُ قتالًا قبل ذلك اليوم". هذه الشجاعة التي تمكن من خلالها أسامة من طعن أحد كبار الفرسان الصليبيين والذي لحسن حظه لم يُقتل جعلت والده الأمير منقذ بن مرشد يمتثل بقول الشاعر[2]:

يفرُّ جبانُ القومِ عن أمِّ رأسه ** ويحمي شجاع القوم من لا يلازمُه



لا يقف أسامة في كتابه "الاعتبار" عند نفسه، وإن كان الكتاب أول سيرة عربية ذاتية كتبت منذ تسعة قرون خلت، فبين جنبات الكتاب يقف أسامة مع مواقف بطولية لآخرين، فأحيانًا يفتح الباب واسعًا أمام البطولات الجماعية، والخبرات القتالية، وتعقيدات الموقف بين المسلمين والصليبيين في خضم المواجهات بين الطرفين في الشام، وأحيانًا أخرى تُعرّج السيرة إلى الحديث عن عالم الأفراد بين الفريقين، عن فارس صليبي اشتُهر بالبطولة والقتال، أو حتى عن خادم مسلم لأبيه أظهر بطولة لافتة في إحدى المواجهات أمام الفرنج وهو الشيخ الكردي حمَدَات.


ذلك الرجل الذي أبى نصيحة الأمير عز الدين عم أسامة بلزوم المسجد للعبادة في آخر أيامه مع وعده براتب تقاعدي جيد، لكن حمدات لم يرضَ بهذا الأمر، وقد تصادف رجوعه إلى القتال مع هجوم صليبي مباغت على منطقة شيزر سكنى عائلة أسامة وأهله، بقيادة الأمير وليام جوردان أحد فرسان طرابلس التي كانت تحت نفوذ الصليبيين آنذاك، وقد أبدى حمدات بطولة لافتة، وشجاعة نادرة تمكن خلالها من تسديد رمحه "إلى صدر الإفرنجي، فطعنه نفذ الرمح منه... فلما انقضى القتال قال حمَدات لعمي: يا أمير، لو أن حمَدات في المسجد من كان طعنَ هذه الطعنة؟!"[3] وهي رواية تكشف ما كان من بطولات الناس في ذلك الزمان.


بل لقد شاركت النساء المسلمات في تلك المواجهة، مثل المرأة ندى الشيزرية التي تمكنت من إدخال ثلاثة من الإفرنج أثناء قتال في المدينة إلى دارها "فأخذت ما كان معهم وما صلح لها من سلبهم وخرجت، دعت قومًا من جيرانها قتلوهم"[4]


كتاب الاعتبار لــ "أسامة بن منقذ" (مواقع التواصل الإجتماعي)



شجاعة الصليبيين
لقد اعترف أسامة بن منقذ بمكانة الفارس الصليبية، وجعله في رأس المكانة العسكرية والاجتماعية لدى الصليبين، وأن للفرسان -ذوي الشأن والمكانة منهم- الحق في إبرام الأحكام، وإنزال العقوبات، يقول: "والإفرنج خذلهم الله ما فيهم فضيلة من فضائل الناس سوى الشجاعة ولا عندهم تقدمة ولا منزلة عالية إلا للفرسان، ولا عندهم ناس إلا للفرسان، فهم أصحاب الرأي وهم أصحاب القضاء والحكمة"[5].


تلك الحقيقة التي تجلت في بدايات الحروب الصليبية، وشاهدها أسامة نفسه حين شاهد فارسًا صليبيًّا يهزم أربعة من المسلمين؛ إذ "ركب فارس من الخيام وسار حتى وقف تحت موكبنا والماء بينه وبينهم، وصاح بهم فيكم جمعة (الفارس المسلم المشهور وقتها)؟ قالوا: لا. والله ما كان حاضر فيهم. وكان ذلك الفارس بدرهوا فالتفت فرأى أربعة فوارس منا من ناحيته يحيى بن صافي وسهل بن أبي غانم الكردي وحارثة النميري وفارس آخر فحمل عليهم فهزمهم ولحق واحد منهم طعنه طعنة فشلة ما ألحقه حصانه ليمكن الطعن وعاد إلى الخيام" كانت هذه الهزيمة سببًا في توبيخ الناس لهم، والتنقيص من شأنهم، بيد أنها كانت حافزًا لهم على بذل مزيد من الجهد في ميدان القتال، فسرعان "منحتهم قلوبًا غير قلوبهم وشجاعة ما كانوا يطمعون فيها فأنتخوا وقاتلوا اشتهروا في الحرب وصاروا من الفرسان المعدودين بعد تلك الهزيمة"[6].


يبدو أن الأمير منقذ والد الأمير أسامة كان على علاقة جيدة بالملك بلدوين ملك بيت المقدس، الأمر الذي جعل آل بوري ملوك دمشق يختارون أسامة ليكون سفيرًا بينهم وبين الصليبيين

مواقع التواصل الإجتماعي

لم يكن الصليبيون بالفريق الضعيف سهل المنال، فقد وصل أسامة بن منقذ مع نفر من القوات إلى قرب عسقلان وكان الصليبيون على مقربة منهم طوال رحلتهم، بيد أنهم لم يتقاتلوا معهم، فلما وصلت أسامة وجمعه إلى عسقلان، اقترب الصليبيون "الفرنج" هذه المرة لمقاتلة المسلمين، يقول أسامة "درتُ على سرب الرجالة وقلت يا صاحبنا ارجعوا إلى سُوركم ودعونا وإياهم، فإن نُصرنا عليهم فأنتم تلحقونا، وإن نصروا علينا كنتم أنتم سالمين عند سوركم".



لكن حامية عسقلان كانت مفتقرة إلى الخبرة القتالية والعسكرية اللازمة، ولم يسمعوا لأسامة الذي تمكن من إنزال الهزيمة بالفرنج الذين ولوا مدبرين "فلما انفسحوا عن البلد تبعهم من الطفوليين أقوام ما عندهم منعة ولا غناء. فرجع الإفرنج حملوا على أولئك فقتلوا منهم نفرًا فانهزمت الرجالة الذين رددتهم فما رجعوا ورموا تراسهم. ولقينا الإفرنج فرددناهم ومضوا عائدين إلى بلادهم وهي قريبه من عسقلان. وعاد الذين انهزموا من الرجالة يتلاومون، وقالوا كان ابن منقذ أخبر منا"[7].


تلك الشجاعة لا يفتأ أسامة يعترف بها في مواضع أخرى من "الاعتبار"، مثل ذلك الفارس الصليبي الذي تمكن من قتال فريق كامل من المسلمين قتلوا فرسه، وظل يقاتلهم راجلًا حتى جاءه مدد صليبي تمكن من افتكاكه من وسط المعمعة، وفيه يتعجب أسامة قائلًا: "فتعالى الله القادر على ما يشاء، كيف شاء، لا يؤخّر الأجل الإحجام، ولا يقدّمه الإقدام"[8]!




صداقة الإفرنج!

لم يكن العداء هو السبيل الأوحد مع الصليبيين؛ فقد كانت العلاقة أعقد من ذلك بحكم ترسخ الوجود، وسياسة الأمر الواقع

مواقع التواصل الإجتماعي
لم يكن العداء هو السبيل الأوحد مع الصليبيين؛ فقد كانت العلاقة أعقد من ذلك بحكم ترسخ الوجود، وسياسة الأمر الواقع التي فرضت نوعًا من التعاون في بعض الأمور، خاصة ملف الأسرى. لقد كانت إمارة شيزر قريبة جغرافيًّا من الوجود الصليبي في الساحل الشامي، كل ذلك اضطرّ آل منقذ أمراء شيزر للالتقاء مع الجانب الصليبي لحل بعض المشكلات التي كانت تطرأ من حين لآخر.


ويبدو أن الأمير منقذ والد الأمير أسامة كان على علاقة جيدة بالملك بلدوين ملك بيت المقدس، الأمر الذي جعل آل بوري ملوك دمشق آنذاك يختارون أسامة في بداية القرن السادس الهجري ليكون سفيرًا بينهم وبين الصليبيين، يقول ابن منقذ: " كنت أتردد إلى ملك الإفرنج في الصلح بينه وبين جمال الدين محمد بن تاج الملوك رحمه الله ليدٍ كانت للوالد رحمه الله على بغدوين الملك والد الملكة، فكان الإفرنج يسوقون أسراهم إليَّ لأشتريهم، فكنتُ أشتري منهم من سهّل الله تعالى خلاصه"[9].


في مقال قادم سنقف مع ابن منقذ حين يصطدم عن قرب مع الصليبيين، حين يتحاور معهم فيكتشف أخلاقهم وطباعهم، حين يفرق بين الصليبي "الجلف" القادم حديثًا من أوروبا، وبين الصليبي "المتمدن" الذي حسنت طباعه بسكناه واختلاطه بالمسلمين في المشرق!


رد مع اقتباس
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على الموضوعات
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الموضوعات المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
حدث في مثل هذا اليوم (242): توفي أبو الفرج ابن عبد السلام البغدادي الأديب الكاتب مصطفى شعبان مشاركات مفتوحة في علوم (( اللغة العربية )) 0 10-04-2018 10:15 AM
حدث في مثل هذا اليوم (177): توفي أبو البدر الإسكافي البغدادي الأديب الكاتب مصطفى شعبان مشاركات مفتوحة في علوم (( اللغة العربية )) 0 06-03-2018 08:25 AM
حدث في مثل هذا اليوم (150): توفي أبو الفوارس المعروف بـحيصَ بيصَ الأديب اللغوي الشاعر مصطفى شعبان مشاركات مفتوحة في علوم (( اللغة العربية )) 0 04-22-2018 08:38 AM
حدث في مثل هذا اليوم (69): وفاة أبي علي الحظيري النحوي الأديب الكاتب مصطفى شعبان مشاركات مفتوحة في علوم (( اللغة العربية )) 0 10-30-2017 07:01 AM
حدث في مثل هذا اليوم (57): وُلد أبو القاسم التميمي الكاتب اللغوي الأديب مصطفى شعبان مشاركات مفتوحة في علوم (( اللغة العربية )) 0 10-15-2017 05:40 AM


الساعة الآن 01:28 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by