مجمع اللغة العربية بمكة يطلق عضوياته الجديدة
لطلب العضوية:
اضغط هنا

لمتابعة قناة المجمع على اليوتيوب اضغط هنا

 


الانتقال للخلف   منتدى مجمع اللغة العربية على الشبكة العالمية > القسم العام > مقالات مختارة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
رقم المشاركة : ( 1 )
 
مصطفى شعبان
عضو نشيط

مصطفى شعبان غير موجود حالياً

       
رقم العضوية : 3451
تاريخ التسجيل : Feb 2016
مكان الإقامة : الصين
عدد المشاركات : 12,782
عدد النقاط : 10
قوة التقييم :
جهات الاتصال : إرسال رسالة عبر Skype إلى مصطفى شعبان
افتراضي سطور في كتاب (99): من كتاب الأفعال لابن القطاع

كُتب : [ 05-06-2018 - 07:53 AM ]


جملة ما يحتاج المتأدب إليه في الأفعال وما يتصرف منها
من كتاب الأفعال لابن القطاع




اعلم أن أفضل ما رغب فيه الراغب وتعلق به الطالب معرفة لغة العرب التي نزل بها القرآن وورد بها حديث النبي عليه السلام لتعلم بها حقيقة معانيهما ولئلا يضل من أخذ بظاهرهما
وقد قال بعض الحكماء اللغة أركان الأدب والشعر ديوان العرب بالشعر نظمت المآثر وباللغة نثرت الجواهر لولا اللغة ذهبت الآداب ولولا الشعر بطلت الأحساب بلغة العرب نزل القرآن وبشعرهم ميز الفرقان من ذم شعرهم فجر ومن طعن على لغتهم كفر سألتني أراك الله السول وبلغك المأمول إن الخص لك ما انغلق وبعد وأخلص لك ما عسر وانعقد من كتاب أبنية الأفعال لأبي بكر محمد بن عمر بن عبد العزيز المعروف بابن القوطية وهذا الكتاب في غاية الجودة والإحسان لو كان ذا ترتيب وبيان لكن لم يرتبه على الكمال وقد اجتهدت في ترتيبه وتهذيبه بعد وسميته تهذيب كتاب الأفعال لأنه قد أربى فيه على كل من ألّف في معانيه إلا أنه لم يذكر فيه سوى الأفعال الثلاثية وما دخل عليها من الهمزة ولم يستوعب ذلك وترك نحوا مما ذكر وخلط في التبويب وقدم وأخّر في الترتيب وجعل الثلاثي باتفاق معنى في أبواب وباختلاف معنى في أبواب والمزيد بالهمزة في أبواب والثنائي المضاعف في أبواب والمتفق والمختلف منه في أبواب فأتعب الناظر وانصب الخاطر وصار الطالب للحرف يجده متفرقا في الكتاب في عدة أبواب ولم يذكر فيه الأفعال الرباعية الصحيحة ولا الخماسية والسداسية المزيدة ولا الثنائية المكررة فأجبتك إلى ما سألت وأسعفتك بما أردت على ما في ذلك من التعب الطويل والنصب الجزيل لأني أحتاج أن أعرض الكتاب لكل حرف عرضة وألحق به ما ترك من عدة دواوين وفي هذا من المشقة ما لا يخفى عليك غير أني ابتدأت في ذلك مستعينا بالله العظيم راغبا في ثوابه الجسيم وإحسانه السابغ العميم للانتفاع بذلك في القرآن العظيم وحديث نبيه الكريم عليه السلام
فرددت كل فعل إلى مثله وقرنت كل شكل بشكله ورتبته خلاف ترتيبه وهذبته خلاف تهذيبه وذكرت ما أغفله من الأفعال الثلاثية والمزيدة بالهمزة والثنائية المكررة وأوردت الأفعال الرباعية الصحيحة والأفعال الخماسية والسداسية المزيدة وأثبتها على حروف المعجم حتى لا يحتاج الناظر أن يخرج من باب إلا وقد استوعب جميع الأفعال على التمام والكمال وأعلمت على ما أورده بحرف القاف وعلى ما أوردته بحرف العين ليعرف بذلك ما أورده وما أوردت وما ترك وما زدت وجمعت فيه ما افترق في مصنفات العلماء ونظمت فيه ما انتثر في مدونات البلغاء وأردت أن يكون الكتاب جامعا لسائر الأفعال حائز القصب الكمال ولم أورد فيه سوى المعروف المستحسن وعديت عن الحوشي المستهجن فإن شذّ عنه شيء فهو من هذا النوع وأرجو أن لا يشذ عنه شيء من اللغة المستعملة ولا يبقى في نفس الناظر فيه أمر من الأمور المشكلة بعون الله وتأييده وتوفيقه وتسديده جعلنا الله من الراغبين فيما لديه العاملين بما ندب إليه الفائزين برحمته عند القدوم عليه
قال أبو بكر محمد بن عمر بن عبد العزيز
رضي الله عنه اعلم أن الأفعال أصول مباني اكثر الكلام ولذلك سمتها العلماء الأبنية وبعلمها يستدل على أكثر علم القرآن والسنة وهي حركات متقيضات والأسماء غير الجامدة والنعوت كلها منها مشتقات وهي اقدم منها بالزمان وان كانت الأسماء اقدم بالترتيب في قول الكوفيين والبصريون يقولون بقدم الأسماء وان الأفعال مشتقة منها ولكل وجه وهي ضربان ضرب دخل التضعيف ثانية فصار ثلاثيا وضرب ثلاثي صحيح ومعتل فالمضاعف ضربان ضرب على فَعَل وضرب على فَعِل ليس فيه غيرهما إلا فعل شاذ رواه يونس وهو لبُبتَ تُلّب لَبّا ولبَابة والأعمّ لبَبت تلَبّ وحكى الخليل ذَمُمت تذُم وحكى ابن خالويه عَزُزت الشاة تعزُّقل لبنها وحكى الزجاج عن العرب لبُبت تلبّ بضم العين في الماضي وفتحها في المستقبل ولا نظير له في كلام العرب وحكى لببت تلبّ بكسر عين الماضي وضمها في المستقبل عن اليزيدي والضم يستثقل في المضاعف فما كان منه على فَعَل متعد يا فان مستقبله على يفُعل غير افعال جاءت باللغتين هرَّه يهُرُّه ويهرِّه كرِهه وعلَّه بالشراب يَعُلّه ويعِله وشدَّه يشُدّه ويشِدُّه
وقال الفراء نمّ الحديث ينمِه وينُمُّه وَبتَّ الشيء يبُتُّه ويبِتّه وشذ من ذلك حَببَت الشيء احِبّه قرأ العطاردى ( فاتبعوني يَحِبُّكم الله )
وما كان غير متعد فإنه على يفعِل غير افعال اتت باللغتين شحَّ يشِحّ ويُشحّ ووجَدّ في الأمر يَجِدّ ويجُدّ وجمَّ الفرس يجّم ويُجّم وشب يشِبّ ويشبّ وفَحَّت الأفعى تفِح وتَفُحُّ وترَّت يده تِترّ وتُترّ وطّرت المرأة تطِرّ وتطُر وصدّ عني يصِدّو يصُدُّ وحدّت المرأة تحِدّو تحُدّ وشذَّ الشيء يشِذّ ويشُذّ ونسّ الشيء ينِسّ وينُسّ إذا يبس وشطّت الدار تَشِطّ وتشُطَّ ودرّت الناقة تدِرّ وتدرُّ
وأمّا ذرّت الشمس وهبّت الريح فإنهما أتيا على يفعُل إذ فيهما معنى التعدي وشذ منه الّ يؤلّ الاً بَرِق والرجلّ أليلاً رفع صوته ضارعا
وما كان على فَعِل فإنه على يفعَل وليس لمصادر المضاعف ولا الثلاثي كله قياس يحتمل عليه وإنما ينتهي فيه إلى السماع أو الاستحسان
وقد قال الفراء كل ما كان متعديا من الأفعال الثلاثية فإن الفَعْل والفُعول جائزان في مصدره
والثلاثي الصحيح ثلاثة اضرب فَعَل وفَعُل وفَعِل فما كان على فَعَل من مشهور الكلام مثل ضرب ودخل فالمستقبل فيه على ما أتت به الرواية وجرى على الألسنة يضرِب ويدخُل فإذا جاوزت المشهور فأنت بالخيار إن شئت قلت يفعِل أو يفعُل هذا قول أبي زيد إلا ما كان عين الفعل أو لامه احد حروف الحلق فإنه يأتي على يفعَل إلا افعالا يسيرة جاءت بالفتح والضم مثل يجنَح ويجنُح ودبَغ يدبَغ ويدُبغ وافعالاً بالكسر مثل هنأ يهنِىء ونزَع ينزِع
ع وليس في كلام العرب فعل يفعَل بفتح الماضي والمستقبل مما ليس عينه ولا لامه حرف حلق إلا حرف واحد لا خلاف فيه وهو أبى يأبى وقد جاءت اربعة عشر فعلاً باختلاف فيها وهي قلَى يقلَى وغسَى الليل يغسَى وركَن يركَن وجنى يَجني وشحَى يشحَى وعثَى يعثى وحكى ايضاً سلى يسْلى وخطى يخطى وعلى يعلى وقنَط يقنَط وغصصتَ تغَصّ وبضضت تبَضُّ عن يعقوب وودَع يدَع وقرىء ( ما وَدَعَك ربُّك ) ويذر لأنه محمول على يدع وإن لم يأت له ماض وقيل اصله وَذر يذَر مثل وسِع يسَع إلا أنه أميت ماضيه
ق وما كان على فَعُل فمستقبله يفعُل لا غير
ع ما خلا حرفاً واحداً احكاه سيبويه وهو كُدت تكاد وقال غيره دُمت تَدام ومُتَّ تمات وجُدت تجاد
ق وما كان على فَعِل فمستقبله على يَفعَل الأفضل الشيء يفضُل فإنه لما كان الأجود فَضَل استغنوا بمستقبله عن مستَقبل فَضِل وفي لغة نَعِم ينعُم ليس في السالم غيرهما
ع هذه الأفعال ستة ذكر منها اثنين وبقى عليه أربعة وهي حَضِر يحضُر وقَنط يقنُط قرأ أبو حيوة شريح القاضي ( ومن يقنُط ) بالضم وركن يركَنُ قرأ قتادة ( ولا تركُنوا إلى الذين ظلموا ) ولَبِبَت تَلُبُّ وحكى ابن الأعرابي فَضَل ونَعَم
ق وجاءت أفعال بالفتح والكسر وهي حَسِب يحسَب ويحسِب وبِئس يبأس ويبئس ونِعم ينَعم وينعِم ويئِس ييأسن وييئسَ
ع ذكر أربعة أفعال وبقيت عليه ستة وهي يبِس ييبسِ وفضِل يَفضِل عن اللحيانى وقنِطَ يقنِط عن الأخفش وعرِضت له الغول تعرِض عن الأصمعي وضللت أضِل لغة تميم وقَدر يقَدر عن قطرب لغة لبعض ربيعة وقد يفتح المضارع فيها كلها
ق وجاءت أفعال معتلة على فَعِل يفعِل وهي ورَم يَرم ووَلى يَلى ووَرِث يرث ووثِق يثِق وومِق يمِق ووَرِع يَرِع ووَفِق أمره يَفِق ووَرِى الزَنَد يرى لم يأت غيرها
ع ذكر ثمانية أفعال سبعة لا خلاف فيها وواحداً فيه خلاف وهو وَرِى الَزند فأنه يقال فيه وَرِى ووَرَى وبقى عليه فعل لا خلاف فيه وهَوِ وَرِى المخُ يَرى إذا اكتنز بالكسر لا غير
واثنا عشر فعلا باختلاف فيها وهي وَلِغ يلِغ ووزِع يَزِع عن أبي زيد والأجود وَلِغ يَولَغ ووزِع يزَع وقد جاء وَلَع يَلِع ووَلِع يَولَع ووَغِر صدره يغِر ووَحِر يَحِر عن أبي زيد أيضا والأجود يَوغَر ويوحَر ووَهِن يهِن وحكى ابن دريد وَهِن يَوهَن ووَبِق يَبِق وقالوا فيه وبَق يبَق ووبِق يَوبقَ ووَصِب الرجل في ماله وعلى ماله يَصِب إذا أحسن القيام عليه ويقال وَصِب يوصَب ووصَب يَصِب ووَلِه يَلِه ووَهِل يهِل والمستعمل يَولَه ويوهَل وطاح يطيح وتاه يتيه عن الخليل وهي فَعِلَ يَفعِل كحسِب يحسِب ووَلِغ يلَغ وحكى أبو زيد يولَغ وحكى غيره وَلَغَ يلَغ
وإنما حذفت الواو من يلَغ ويَدع وأشباهها وقد وقعت بين ياء وفتحة لأن الأصل عند الخليل يَولِغ ويودِع فحذف الواو لذلك ثم فتح المضارع لأن فيهن حرفا من حروف الحلق وحَكى سيبويه وَرِع الرجل يَورَع وجاء في المضاعف ضَلِلت أضِل والمستعملَ ضَلِلت أضَلُّ وضَللَت أَضِل
ق وجاء في المعتل دِمتَ تدوم وتَدام ومِتَّ تموت وتمات والأجود دُمت تدوم ومُتّ تموت
ع وبقى عَليه كِدْت تكاد وجِدت تجاد وجاء فيهما تكود وتجود
ق ومصادر الثلاثي كلها تأتي على فَعْلٍ وفَعَل وفِعْل وفُعَل وفَعِل وفُعُل وفِعَل وفُعُول وفَعِيل وفَعُول وفُعَال وفِعال وفَعال وفَعْلان وفُعُلان وفِعْلان وفَعَلان وفَعَالة وفِعَالة وفُعُولة وفَعْلة وفِعْلة وفُعْلة وفَعَلة وَفِعلة وفُعَلَة وسترى هذه المصادر مع أفعالها إن شاء الله تعالى
ع لم يذكر من أبنية المصادر الثلاثية سوى خمسة وعشرين بناء وهي مائة وقد ذكرتها مستوفاة في كتابي المعروف بأبنية الأسماء والأفعال والمصادر
ق وقد تأتي المصادر قليلا على فُعْلى وفَعْلى كالرُجعى والبُشرى والشَكْوَى والتَّقوى وقالوا في مصادر الرباعي البَقْوى والبُقيا والفَتوى والفُتيا ولهذه الأفعال مصادر دخلت زيادة الميم أولها تدرك بالقياس على ما أصلته به العلماء مما قالته العرب على أصله وأشذته
ومنها أسماء مبنية بالزيادة تشبه المصادر في وزنها وتخالفها في بعض حركاتها للفصل بين الاسم والمصدر فما كان على يَفعِل فالمصدر منه على مَفَعل كالمفرّ والمَضرب لم يشذ غير المَرجِع قال الله تعالى ( إليه مَرجِعُكم ) والمعذِرة والمعرِفة وقالوا المعجِز والمعجَز في الْعَجز الذي هو ضد العزم وكذلك قالوا في المعجزة والمعجَزة والمعتِبة والمعتَبة والاسم منه على مَفعِل كالمفرِ موضع الفِرار والمضرِب موضع الضرب لم يشذ من هذا إلا ألفاظ جاءت باللغتين أرض مهَلكَة ومهلِكة وَمضرَبَةَ السيف ومضَرِبته ومن المضاعف مَدَبّ النمل ومدبّهَ حيث يدِبّ والمَزلَّة والمَزِلّة موضع الزلل وعِلْق مَضَنّة ومَضِنَّة وما كان على يفعُل فالاسم والمصدر منه مفتوحان حملوه محمل يفعَل إذ لم يكن في الكلام مَفعُل فالزموه الفتح لخفته إلا ألفاظا جاءت بالكسر كالمشرِق والمغرِب والمسجد اسم البيت والمجزِر موضع الجُزارة وجاءت ألفاظ باللغتين بالفتح والكسر كالمَطلَع والمَنِسِك والمسكِن ومَفَرَق الطريق والرأس والمِحشَر والمنبَتِ
ومن المضاعف المَذَمّة ومِحَلّ الشيء حيث يحُل وما كان على يفَعل فالاسم والمصدر منه مفتوحان لم يشذَّ من ذلك إلا المَكْبِر يعنون الكِبَر والمحمِدة يريدون الحمد
والثلاثية المعتلة بالواو في العين أو اللام والمعتلة بالياء في مصادرها والأسماء المبنية على مَفعَل فرُّوا عن الكسر إلى الفتح لخفته لم يشذ من ذلك إلا المعصية ومأوى الإبل فإنهما مكسوران والمأوَى لغير الإبل مفتوح على أصله وكسروا مأقى العين لم يأت غيره
ع ليس مأقى العين مَفِعلا وإنما وزنه فَعْلِى وقد غلط فيه جماعة من العلماء وإنما الياء في آخره للإلحاق وليس له نظير فالحق بمفعِل على التشبيه فلهذا جمعوه على مآقٍ ق واما المعتلة بالياء في عين الفعل فانما ينتهى في مصادرها والأسماء منها إلى الروايات لأنهم قالوا المحيض والمَبيت والمَغيب والمزِيد وهن مصادر وقالوا المَغيض مغيض الماء والمحيض في الأسماء والمصادر وقالوا المَطار والمَنال والممَال في الأسماء والمصادر
ومن العلماء من يجيز الكسر والفتح فيها مصادركُنَّ أو أسماء فيقول الممال والمميل والمغَاب والمغيب وفي اشباهها كذلك
وتنقلب الواو والياء ألفا في مصادر ذوات الواو والياء كما انقلبت في افعالها كالمُقال والمجُال والمُطار والمُنال والمُقام والمُراح في الرباعي
والأفعال السالمة من ذوات الياء في المصادر والأسماء كالمعتلة لم يشذ من ذلك الا المحمِية في الغضب والأنَفَة

رد مع اقتباس
 
 رقم المشاركة : ( 2 )
مصطفى شعبان
عضو نشيط
رقم العضوية : 3451
تاريخ التسجيل : Feb 2016
مكان الإقامة : الصين
عدد المشاركات : 12,782
عدد النقاط : 10
جهات الاتصال : إرسال رسالة عبر Skype إلى مصطفى شعبان

مصطفى شعبان غير موجود حالياً

   

افتراضي

كُتب : [ 05-06-2018 - 07:55 AM ]


وما كان منها فاء فعله واو فالمصدر منه والاسم على مَفِعل بالكسر الزموا العين الكسرة في المفعل اذ كانت لا تفارقها فى يفعِل لم يشذ من هذا الأمورَق اسم رجل ومَوكَل اسم رجل او بلد وجاء فيما كان من هذه البنية على مَفعَل مَوهَب اسم رجل بالفتح وحده والموَحَل موضع الوَحّل باللغتين وطىء تقول في هذه البنية كلها بالفتح ولطىء توسع في اللغات
واما مَوحد فمعدول عن واحد ولهذا لم ينصرف انصراف المصادر ومن العرب من يلتزم القياس في مصادر يفعَل وأسمائه فيفتح جميع ذلك وكل حسن والأفعال الرباعية التي على أفعل اذا كانت صحيحة فليس في مصادرها اختلاف انما تأتى على الأفعال كالآكرام والإسراج والإلجام فإذا ارادوا المرة الواحدة قالوا اكرامة واسرِاجة والجامة كالضربة والقَعدة في الثلاثي والمصدر والإسم على مُفعَل بضم الميم كالمُدخل والمُخرج وإذا كانت معتلة العينات جاءت مصادرها بالهاء كالإقامة والأضاعة جعلوها عوضا مماسقط منها وهي الواو من قام والياء من ضاع
ومن العرب من يأتى به محذوفا قال الله تعالى ( واقام الصلوة ) وكل حسن
ومن العلماء من لايجيز الحذف إلا مع الإضافة
وما كان اعتلاله في اللام فان مصادره كمصادر السالم على الأفعال كالإغراء والإرماء ومصادر ذوات الياء السالمة إذا نقلتها إلى الرباعي كذلك كالإِغناء والإِهداء والمصادر بالزيادة منها والأسماء على مُفعَل بفتح العين كالمغُزى والمُدعى وما اشبههما
وما كان من الأفعال على فاعلتُ فمصدره على الفِعال والمفاعلة كالنزال والمنُازلة والقتال والمُقاتلة غير افعال يسيرة استغنوا فيها بالمفاعلة عن الفعال مثل عافيته مُعافاة وجازيته مُجازاة وساعى الأمة مساعاة اذا زنى بها
والفعل المستقبل قبل الماضى لأنه لم يكن ماضياً حتى كان مستقبلاً تقول هو يفعل فإذا اوعب فعله قلت قد فعل وايضاً فإنهم بنوا الماضي من الأفعال المعتلة على المستقبلة فقالوا أغزيت لما قالوا يُغزى ولو كان الماضي قبل لم تكن ضرورة تضم إلى قلب الواو ياء والإعتلال في الأفعال مخالفة اصل البنية وبنية الفِعْل فَعَل محركاً بالفتح فلما قالوا قال وباع علمنا بظهور الواو في القَول والياء في البيع ساكنتين معتلّتين انهما اصل هاتين الألفين وأنهما وقعتا موقع حركة فقلبثا ألفا لفتحة فاء الفعل التي قبلهما ألا ترى أن الواو لماصحت في الهوى والعَور والحوَل وما اشبهها صحت في أفعالها فلم تنقلب والياء والواو في غزا ورمى مثلهما في قال وباع اذ اعتلالهما لا مات اشدُّ من اعتلالهما عيناتٍ وليس يعتل الفعل الثلاثي بوقوع حروف اللين في فائه فأما علة يَعِدو يَزِن وأشباههما فإن الكسرة في المضارع اوجبت سقوط فاء الفعل فيه
والأفعال الثلاثية كلها ضربان ضربٌ لا يتعدى مثل قام وقعد وضَرب يتعدى مثل ضرب وأكل فإذا أردت أن تعدى ما لا يتعدى عديته إلى الزمان والمكان والأشخاص بحروف الصفات وبنقله إلى الرباعي مثل أَقمته واقعدته
ع وبتشديد عين الفعل
ق وتعدى الفعل المتعدى إلى مفعول واحد إلى مفعولين ايضاً بنقله إلى الرباعي مثل أركبتك فرساً وأعمرتك داراً
وما كان على فَعِل من ذوات الياء في لامه فان مصدره يكتب بالياء كالهوى والجَوى والعمى إلا ما كانت الواو ظاهرة في مؤنثه فإنه يكتب بالألف كالعَشا في العين والقنَا في الأنف والعَثا كثرة الشعر في الوجه لأنك تقول في مؤنثه عشواء وقَنواء وعَثوا وَعثواء
والأفعال الثلاثية من ذوات الياء والواو في لاماتها ومصادرها تكتب منها ما كان اصله الواو بالألف وما كان اصله الياء بالياء وما كان بهما كتبت بالأعم فيه
وإن استوت اللغتان فيه كتبت بما شئت منهما وإذا نقلت الثلاثي من ذوات الواو إلى الرباعي أو الخماسى أو السداسي قلبت الواو ياء مثل اغزيت وغازيت واستغزيت وكذلك كل مابنى منها من مُغزَى ومُغازَى ومُستغزىً واشباهها تعود و أواتها ياءات في الخط والتثنية وكذلك افعل منها مثل أعشى وأقنى
وظهور الواو والياء في المصادر يدلك على أفعالها الواوية واليائية
والواو إذا كانت عين الفعل تنقلب ياءً في المصادر إذا جاءت على فعال كالصيام والقيام وهذا حكمها في الجمع كِثياب وحِياض وكذلك تنقلب إذا كانت فاء الفعل في المصادر كالايغاد والأَيجاب وكذلك الهمزة إذا كانت فاء الفعل تنقلب في مصادر الرباعي ياء كالايلاف والايجار وكذلك تنقلب في مِفعال كمِيزان ومِيعاد والصفات في الألوان تأتى اكثر افعالها الثلاثية على فَعِل الا أُدِم وشُهِب وقُهِب وكُهِب وسُمِر وصدُؤ الفرس وصدِىء فإنها أتت بالضَم والكسر
وتدخل الزيادة في بعضها فتكون على افعلَّ اخضرَّ وإِصفرَّ وإِحمرَّ وإِدهمَّ واسودَّ وابيضَّ وافعالَّ جائز فيها
والصفات بالجمَال والقبح والعلل والأعراض تأتى افعالها على فَعِل الأعجِف وحُمِق وخُرِق وكُدِر الماء وغيره فانها جاءت بالضم والكسر وقد جاء منه شىء على فُعل نحو خُشن الشيء خُشونة وخُشونة ورُعن رعُنا ورُعونة
وقال الأصمعي وعجُم عُجمة وعُجومة
ومؤنث أفعَل من الصفات فعلاء ولا ينصرفان في معرفة ولا نكرة وقد تأتي الصفات في الادواء والعلل أيضاَ على فَعِلٍ وفعِيلٍ وافعالها على فِعل كدِنفٍ وسقيم وعلى فَعْلان كسكران وغضبان ومؤنث هذين على فعلى ولا ينصرفان في معرفة ولا نكرة اتَبعوا المذكر في ذلك المؤنث كما فعلوا بأفعل وفعلاء
والصفات على فعيل والأخلاق اكثر افعالها على فَعُل مثل كَرُم وجمُل وفقُه وظرُف
ومنها ما يكون بمعنى فاعل مثل عليم وقدير وحفيظ وكريم ومنها ما يكون بمعنى مُفعِل مثلِ داع سميع وعذاب أليم
ومنها ما يكون بمعنى مفعول كقتيل وجريح فليس يدرك بقياس إنما ينتهي فيه إلى السماع
وجاءت صفات على أفعلَ ذكر سيبويه ان العرب لم تكلم لها بافعال ولكن بنتها بناء أضدادها وهي الأغلب والأزبر العظيم الزبرة وهو الكاهل والأهضم والأذن والأخلق والأملس والأنوك والأخرم والأقطع
والأجذم للمقطوع اليد وقد جاء في كتاب العين وغيره لبعضها أفعال ذكرتها في مواضعها والقياس يصحبها والأمْيَل الذي لا سلاح معه والأشيب وقالوا في هذين استغنوا بمال عن مَيِل وبشاب عن شَيِب شبهوه بشاخ وقالوا صَيِد في فعل الأصيد
والأمر والنهىِ من الفعل المستقبل ليس من الماضي
وأقل ما بنيت عليه الأسماء والأفعال ثلثة أحرف فما رأيته ناقصاً عنها فاعلم ان التضعيف دخله مثل فرّوردّ وما زاد على ثلثة احرف فبحروف الزوائد الداخلة فيه وما كان على ثلثة أحرف منها مفتوح العين فإن ألفاعل منها فاعل كضارب وقاتِل والذي يقع به الفعل مفعول كمضروب ومقتول
وما كان منها مضموم العين فالفاعل منه فعيل ككريم وقبيح لأنه إنما يقع في الذوات وما كان مكسور العين لعلة أو شبيه بها فالفاعل منه على فَعِل كعَمٍ ونَزِقٍ وقد يأتى هذا المكسور لغير علة كعامل ولاحق ولاحس
وما كان رباعياً فالفاعل منه مُفعِل كمسرج وملجم والمفعول منه مُفعَل كمسرج وملجم واعراب الفعل بالرفع والنصب والجزم ولا يدخله الخفض إذ لا يكون إلا بالإضافة والإضافة إنما تكون إلى الشيء الثابت والفعل حركة متقضية وأيضا فإنه دلالة فكر هو أن يجمعوا بين دلالتين
هذا جملة ما يحتاج المتأدب إليه في الأفعال وما يتصرف منها وبالله العون ومنه التوفيق

رد مع اقتباس
 
 رقم المشاركة : ( 3 )
عبدالله بنعلي
عضو نشيط
رقم العضوية : 1630
تاريخ التسجيل : Apr 2014
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 6,053
عدد النقاط : 10
جهات الاتصال :

عبدالله بنعلي غير موجود حالياً

   

افتراضي

كُتب : [ 05-07-2018 - 04:44 PM ]


ابن القطاع (علي بن جعفر-)


(433
ـ 515هـ/1041 ـ 1121م)



أبو القاسم، عليّ بن جعفر بن عليّ ابن محمد بن
أبي عبد الله بن الحسين، أحد بني سعد بن زيد مناة بني تميم. لغويٌّ ونحويٌّ وأديب
مشهور.

ولد بصقليّة ونشأ بها، وقرأ الأدب على فضلائها
ومنهم محمد بن علي النحوي اللغوي المعروف بابن البرّ الصقلّي، وقد روى عنه كتاب
«الصحاح» للجوهري (ت398هـ)، قال ياقوت: «ومن طريقه اشتهرت رواية هذا الكتاب في
جميع الآفاق».

وفي سنة 455هـ رحل ابن القطاع عن صقلية لمّا
استولى عليها الإفرنج، وانتهى به المطاف في حدود سنة 500هـ إلى مصر، فبالغ أهلها
في إكرامه، وأقام بالقاهرة متصدِّراً للإفادة، وكلّفه الأفضل بدر الجمالي وزير
الآمر بالله تعليم أولاده، وظلّ كذلك حتى توفي، ودفن قرب ضريح الإمام الشافعي،
وكان أبو محمد بن بري (ت582هـ) من أشهر تلامذته في مصر.

وقد أشارت جلّ المصادر التي ترجمت لابن القطّاع
إلى ما أسمته تساهلاً في الرواية عنده، ومن ذلك ما قاله صاحب الإنباه: «وقد كان نقدة
المصريين يَسِمونه بالتساهل في الرواية، فمن ذلك أنه لما دخل إلى مصر سئل عن كتاب
الصحاح في اللغة للجوهري، فذكر أنه لم يصل إليهم، ثم لمّا رأى اشتغال الطلبة به
ورغبة الناس فيه ركّب له طريقاً في روايته (وعبارة الفيروزآبادي: ركّب إسناداً)
وأخذه الناس عنه مقلدين له إلا الأقل من محققي النقل في ذلك الوقت». وقد ردّد هذا
الكلام ابن خلكان، والصفدي، والفيروزآبادي وساق هذا الأخير أدلة تؤيّده.

ومهما يكن، فإن تساهله في رواية الصحاح ـ إن صح
ما ذكره صاحب الإنباه ومن تبعه ـ لم يقلل من مكانته، فقد شهد له أكثر من ترجم له
بأنه إمام وقته ببلده وبمصر في علم العربيّة وفنون الأدب.

وقد صنّف ابن القطاع عدداً من الكتب في اللغة
والأدب، لم يطبع منها إلا كتابه المشهور «الأفعال» وهو في ثلاث مجلدات، وقد وصفه الفيروزآبادي
بأنه من أجل كتبه، وقال ابن خلكان: «أحسن فيه كل الإحسان، وهو أجود من الأفعال
لابن القوطية، وإن كان ذلك قد سبقه»، وقال ياقوت: «هذّب فيه أفعال ابن القوطية
وابن طريف وغيرهما».

والناظر في هذا الكتاب يدرك صحة ما قاله ياقوت
من أنه تهذيب لأفعال ابن القوطية، إلا أنه خالفه في المنهج، واستدرك عليه طائفة من
الأفعال، وكان يشير إلى كلام ابن القوطية بالحرف (ق)، وإلى ما استدركه عليه بالحرف
(ع).

أما كتبه الأخرى فما زالت بين مخطوط ومفقود، فمن
المخطوط كتاب «أبنية الأسماء» جمع فيه أبنية الأسماء كلها، قال ابن خلكان: «جمع
فيه فأوعب، وفيه دلالة على سعة اطلاعه»، وكتاب «العروض البارع» و«الشافي في
القوافي» و«أبيات المعاياة».

ومن المفقود: «الدرّة الخطيرة في المختار من شعر
شعراء الجزيرة» (يعني جزيرة صقلية) اشتمل على مئة وسبعين شاعراً، وعشرين ألف بيت
من الشعر. و«لمح الملح» جمع فيه طائفة من أشعار أهل الأندلس، و «فرا ئد الشذور
وقلائد النحور» في الأشعار، و«ذكر تاريخ صقلية« و«حواش على كتاب الصحاح» وهي حواش
وصفت بأنها نفيسة، اعتمد عليها أبو محمد بن بري فيما تكلم عليه من حواشي الصحاح.

lang=AR-SY style='font-size:13.0pt;font-family:"Simplified Arabic"'>نبيل أبو عمشة

مراجع للاستزادة:


ـ الفيروزآبادي، البلغة في تراجم أئمة النحو
واللغة، تحقيق محمد المصري (دار سعد الدين، دمشق 2000م).

ـ ابن خلكان، وفيات الأعيان، تحقيق إحسان عباس
(دار صادر، 1986م).

ـ ياقوت الحموي، معجم الأدباء (دار الكتب
العلمية، 1991م).

العنوان - عربي مجرد:
قطاع (علي جعفر)
العنوان انكليزي:
Ibn al-Qatta’ (Ali ibn Ja’far-)
العنوان - انكليزي مجرد:
IBN AL-QATTA’ (ALI IBN JA’FAR-)
العنوان - فرنسي:
Ibn al-Qatta’ (Ali ibn Ja’far-)
العنوان - فرنسي مجرد:
IBN AL-QATTA’ (ALI IBN JA’FAR-)

إخفاء معلومات
المجلد:
المجلد الخامس عشر
النوع:
أعلام ومشاهير
مستقل
رقم الصفحة ضمن المجلد:
448
ـــــــــــــــــــــــــــ
ملخص المقال
أبو القاسم ابن القطاع الصقلي، أحد أئمة اللغة والأدب في تاريخ العربية، وصاحب كتاب الأفعال الذي لم يؤلف مثله، فمن هو ابن القطاع الصقلي؟ ابن القطاع الصقلي
أبو القاسم ابن القطاع الصقلي، واحد من أئمة اللغة والأدب في تاريخ العربية، وصاحب كتاب الأفعال الذي لم يؤلف مثله، ولعلو منزلته وصف بأنه "بطل لا يناجز، وجبل لا يناهز"، فمن هو ابن القطاع الصقلي؟

اسمه نسبه

هو العلامة شيخ اللغة أبو القاسم علي بن جعفر بن علي بن محمد بن عبد الله بن حسين بن أحمد بن محمد بن زيادة الله بن محمد بن الأغلب. الأغلبي، السعدي، الصقلي المولد، المصري المنزل والوفاة، الكاتب اللغوي. المشهور بـ "ابن القطاع الصقلي". والأغالبة أحد بني مالك بن سعد بن زيد مناة بن تميم، وينتهي نسبهم إلى معد بن عدنان.



نشأته وتعليمه

ولد ابن القطاع بجزيرة صقلية في العاشر من صفر سنة 433هـ = التاسع من أكتوبر سنة 1041م. وكانت نشأته في بيت علم وأدب ولغه وفضل، قال ياقوت الحموي: "وكان أبوه ذا طبقة عالية في اللغة والنحو، وجده علي شاعرا محسنا، مدح الحاكم، وجد أبيه من الشعراء أيضا، وجد جده الحسين بن أحمد". وفي صقلية قرأ على أبي بكر محمد بن البر الصقلي اللغوي، من أكبر علماء اللغة والنحو بصقلية. وكان مما روى عنه "كتاب الصحاح" لإسماعيل بن حماد الجوهري، ومن طريقه اشتهرت رواية هذا الكتاب في جميع الآفاق. ومن شيوخه والده أبو محمد جعفر بن علي، له مصنفات في اللغة والعروض، قال في الإنباه: "أحد العلماء باللغة المبرز فيها، وله في الترسل طبع نبيل، وفي المعاني، ونقد الشعر حظ جزيل، قد كان في وسط المائة الخامسة موجودا في صقلية. والله أعلم"



انتقاله إلى مصر

وفي سنة 455هـ رحل ابن القطاع عن صقلية لمّا استولى عليها الإفرنج، قال السلفي: سمعت عبد الواحد بن غلاب يقول: سمعت أبا القاسم بن القطاع يقول: لما خرجت من المغرب (صقلية)، شيعني شيخي أبو بكر محمد بن علي ابن البر التميمي اللغوي، وقال: توجه حيث أردت، فما يرى مثلك.



وقد انتهى به المطاف في حدود سنة 500هـ إلى مصر، فاحتفل المصريون لقدومه وصدوره، وبالغ أهلها في إكرامه، وسمعوا منه (صحاح) الجوهري، وأحسنت إليه الدولة العبيدية الفاطمية في مصر فأقام بمدينة القاهرة متصدِّرًا للإفادة، وكلّفه الأفضل بدر الجمالي وزير الآمر بالله العبيدي الفاطمي تعليم أولاده.



مكانته

قال ياقوت: "وكان إمام وقته ببلده وبمصر في علم العربية وفنون الأدب". وقال ابن خلكان: " كان أحد أئمة الأدب خصوصًا اللغة، وله تصانيف نافعة ..، وأجاد في النحو غاية الإجادة". وقال الذهبي: " العلامة، شيخ اللغة ..، له نظم جيد وفضائل "، وقال: "وكان ذكيًا شاعرًا، راوية للآداب". وقال الفيروزآبادي: "قرأ بها (صقلية) الأدب وبرع وله تصانيف حسان، من أجلها: كتاب الأفعال. لم يؤلف في معناه أجل منه على اختصاره، وله عروض جامع".



وقال في حقه ابن فضل الله العمري في مسالك الأبصار: "بطل لا يناجز، وجبل لا يناهز، أعجز بحره من عام به، ورد بحره كل كميّ هز عامله، قعد للإفادة كل أيامه. متح غدر طرفيها ورادا، ويلزّ بنقعها سعدا وورّادا حتى أفاق آنية أفهامهم فأترعها، وأخصب أندية أيامهم فأمرعها، ونقلت الألسنة ما سمعتها فملأت بها الآذان، ونقلتها إلى حيث تسمع الأذان، تجاوز محدودا ولم يكن مثله في القوم على كثرتهم معدودا، فلهذا عرف معماه، وبقي اسمه وقد ذهب مسمّاه".



وقد أشارت جلّ المصادر التي ترجمت لابن القطّاع إلى ما أسمته تساهلًا في الرواية عنده، ومن ذلك ما قاله صاحب الإنباه: "وقد كان نقدة المصريين يَسِمونه بالتساهل في الرواية، فمن ذلك أنه لما دخل إلى مصر سئل عن كتاب الصحاح في اللغة للجوهري، فذكر أنه لم يصل إليهم، ثم لمّا رأى اشتغال الطلبة به ورغبة الناس فيه ركّب له طريقًا في روايته، (وعبارة الفيروزآبادي: ركّب إسنادًا) وأخذه الناس عنه مقلدين له إلا الأقل من محققي النقل في ذلك الوقت". وقد ردّد هذا الكلام ابن خلكان، والصفدي، والفيروزآبادي وساق هذا الأخير أدلة تؤيّده.



ومهما يكن، فإن تساهله في رواية الصحاح -إن صح ما ذكره صاحب الإنباه ومن تبعه- لم يقلل من مكانته، فقد شهد له أكثر من ترجم له بأنه إمام وقته ببلده وبمصر في علم العربية وفنون الأدب.



من تلاميذه

عندما دخل ابن القطاع الصقلي مصر تصدر للتدريس والإفادة، وكانت له حلقات علم وأدب ولغة، فكثر تلاميذه في مشارق مصر ومغاربها، بل وخارجها، وكان أبو البركات العرقي وأبو محمد بن بري (ت582هـ) من أشهر تلامذته في مصر. ومن تلاميذه ابنه محمد أبو علي بن القطاع (ت 516هـ)، كانت له حلقة في جامع عمرو بن العاص بمصر لإقراء اللغة وكان دمث الأخلاق مالكي المذهب مائلا إلى الحديث. ومنهم أبو محمد عبد الدائم ابن عمر بن حسين، وسلامة بن غياض بن أحمد أبو الخير الكفرطابي النحوي قرأ الأدب على ابن القطاع. و أبو العز نصرون بن فتوح بن الحسين الخرزي، وهو من خواص أصحابه أبي القاسم ابن القطاع. ومنهم: أبو الحسين هبة الله بن علي بن الحسن المصري الكاتب، وأبو محمد روزبه بن محمد، وأبو البركات عبد الواحد بن عبد الرحمن بن غلاب القضاعي السوسي، وأبو حفص عمر بن عبد العزيز بن عبيد بن يوسف الطرابلسي المالكي، وغيرهم الكثير.



غيرته على العلم والكتاب

روى الحافظ السلفي عن أبي العز نصرون وهو من خواص أصحاب أبي القاسم ابن القطاع، فقال: "مرضت مرضة أشفيت منها على الموت وبعت فيها كتبا أدبية وغير أدبية، ومن جملتها صحيح البخاري وصحيح مسلم، فذكرت ذلك بعد إفاقتي من مرضي لأبي القاسم بن القطاع، فغضب عليَّ غضبا شديدا، وقال: كنت تقنع ببيع كتب الأدب فعنها عوض وتترك عندك الصحيحين، هل رأيت مسلما يخرج الصحيحين من داره؟! هل رأيت مسلما يخرج الصحيحين من داره؟! ولم يزل يردد ذلك حتى استحييت من نفسي ومن الحاضرين وندمت غاية الندم".



كتبه ومصنفاته

ولابن القطاع عدة تصانيف وكتب في اللغة والأدب، لم يطبع منها إلا كتابه المشهور "الأفعال"، أما كتبه الأخرى فما زالت بين مخطوط ومفقود، فمن المخطوط كتاب "أبنية الأسماء" جمع فيه أبنية الأسماء كلها، قال ابن خلكان: "جمع فيه فأوعب، وفيه دلالة على سعة اطلاعه"، وكتاب "العروض البارع"، و"الشافي في القوافي"، و"أبيات المعاياة".



ومن المفقود: "الدرّة الخطيرة في المختار من شعر شعراء الجزيرة" (يعني جزيرة صقلية) اشتمل على مئة وسبعين شاعرًا، وعشرين ألف بيت من الشعر، وقد بقيت منه نقول متفرقة في المصادر، وقد حقق المستشرق أومبرتو ريتستانو منتخبات من هذا الكتاب. و"لمح الملح" جمع فيه طائفة من أشعار أهل الأندلس، و"فرا ئد الشذور وقلائد النحور" في الأشعار، و"ذكر تاريخ صقلية"، وكتاب "شرح الأمثلة"، و"حواش على كتاب الصحاح" وهي حواش وصفت بأنها نفيسة، اعتمد عليها أبو محمد بن بري فيما تكلم عليه من حواشي الصحاح.



كتاب الأفعال

وكتاب "الأفعال" أشهر كتب ابن القطا الصقلي، وهو في ثلاث مجلدات، وقد وصفه الفيروزآبادي بأنه من أجل كتبه، وقال ابن خلكان: "أحسن فيه كل الإحسان، وهو أجود من الأفعال لابن القوطية، وإن كان ذلك قد سبقه"، وقال ياقوت: "وكتاب الأفعال هذّب فيه أفعال ابن القوطية وأفعال ابن طريف وغيرهما في ثلاث مجلدات". وقال الذهبي: "وما أغزر فوائده".

والناظر في هذا الكتاب يدرك صحة ما قاله ياقوت من أنه تهذيب لأفعال ابن القوطية، إلا أنه خالفه في المنهج، واستدرك عليه طائفة من الأفعال، وكان يشير إلى كلام ابن القوطية بالحرف (ق)، وإلى ما استدركه عليه بالحرف (ع).



من أشعاره

ولابن القطاع أشعار كثيرة، منها:

يا ربّ قافية بكر نظمت بها *** في الجيد عقدا بدرّ المجد قد رصفا

يودّ سامعها لو كان يسمعها *** بكلّ أعضائه من حسنها شغفا



ومنه:

وشادنٍ في لسانه عقدٌ *** حلت عقودي وأوهنت جلدي

عابوه جهلًا بها فقلت لهم *** أما سمعتم بالنفث في العقد



وله من جملة قصيدة:

فلا تنفدن العمر في طلب الصبا *** ولا تشقين يومًا بسعدى ولا نعم



ومن شعره:

ألا فليوطّن نفسه كلّ عاشق *** على سبعة محفوفة بغرام

رقيب وواش كاشح ومفنّد *** ملحّ ودمع واكف وسقام



وقال السلفي: سمعت أبا الحسين هبة الله بن على بن الحسن الكاتب الفرضى بمصر يقول:

سمعت أبا القاسم على بن جعفر بن علىّ اللغوىّ الصّقلىّ يقول: كتب إلىّ أبو الفضل يوسف بن حسداي الوزير الهارونيّ بسرقسطة من مدن الأندلس حين دخلها:

أعيذك بالله من فاضل *** أديب تداهى على صحبه

فأعرض محتقرا بزّهم *** وكلّ ينافس فى جلبه

فلما أذاع لدينا سرائ *** ر ما كان أودع فى قلبه

جلا كل معجزة من نظيم *** لآلئه وحلى عصبه

فهل جاز سمعا ولم يلهه *** ومرّ بقلب ولم يصبه!



فأجبته مرتجلا:

بدأت بفضل أتاه الكريم *** ولا غرو منك ابتداء به

لأنك مغرى بفعل الجميل *** مهين لما عزّ فى كسبه

أتتنى أبياتك الرائقات *** بشــأو بعيد على قربه

ونظم جلا النّظم فى أنقه *** وحلّى له الجدى فى قطبه

فأنطقنى حسنه واجترأت *** وقلت من الشعر فى ضربه

وعوّلت فيه على فضله *** وما خصّه الله من إربه

وفاته

ظل ابن القطاع الصقلي رحمه الله في مصر متصدرا للتعليم والإفادة، حتى توفي في صفر سنة 515هـ / 1121م، ودفن قرب ضريح الإمام الشافعي. فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيرا.

_________________

المصادر والمراجع:

- السلفي: معجم السفر، المحقق: عبد الله عمر البارودي، الناشر: المكتبة التجارية - مكة المكرمة.

- الذهبي: تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، المحقق: عمر عبد السلام التدمري، الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت، الطبعة: الثانية، 1413هـ / 1993م.

- القفطي: إنباه الرواة على أنباه النحاة، المحقق: محمد أبو الفضل إبراهيم، الناشر: دار الفكر العربي - القاهرة، ومؤسسة الكتب الثقافية – بيروت، الطبعة: الأولى، 1406 هـ / 1982م.

- ياقوت الحموي: معجم الأدباء، المحقق: إحسان عباس، الناشر: دار الغرب الإسلامي، بيروت، الطبعة: الأولى، 1414هـ / 1993م.

- ابن خلكان: وفيات الأعيان، المحقق: إحسان عباس، الناشر: دار صادر – بيروت.

- الفيروزآبادى: البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة، الناشر: دار سعد الدين للطباعة والنشر والتوزيع

الطبعة: الأولى 1421هـ / 2000م.

- ابن العماد الحنبلي: شذرات الذهب في أخبار من ذهب، حققه: محمود الأرناؤوط، خرج أحاديثه: عبد القادر الأرناؤوط، الناشر: دار ابن كثير، دمشق – بيروت، الطبعة: الأولى، 1406هـ / 1986م.

- ابن حجر: لسان الميزان، دائرة المعرف النظامية – الهند، الناشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات بيروت – لبنان، الطبعة: الثانية، 1390هـ /1971م.

- السيوطي: بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة، المحقق: محمد أبو الفضل إبراهيم، الناشر: المكتبة العصرية، صيدا لبنان.


رد مع اقتباس
 
 رقم المشاركة : ( 4 )
عبدالله بنعلي
عضو نشيط
رقم العضوية : 1630
تاريخ التسجيل : Apr 2014
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 6,053
عدد النقاط : 10
جهات الاتصال :

عبدالله بنعلي غير موجود حالياً

   

افتراضي

كُتب : [ 05-07-2018 - 05:26 PM ]


من ملتقى اهل اللغة :
كتاب الأفعال - ابن القطاع الصقلي ( بي دي إف )
التحميل : الغلافhttp://www.archive.org/download/al-a...af3al-Fhrs.pdf / المجلد1http://www.archive.org/download/al-af3al/al-af3al-01.pdf / المجلد2 http://www.archive.org/download/al-a...-af3al-02.pdf/ المجلد3 http://www.archive.org/download/al-a...-af3al-03.pdf/

[ المصدر: خزانة التراث العربي ]


رد مع اقتباس
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على الموضوعات
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الموضوعات المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
سطور في كتاب (109): من كتاب الأدب الكبير والأدب الصغير لابن المقفع مصطفى شعبان مقالات مختارة 2 07-23-2018 01:42 PM
سطور في كتاب (108): من كتاب تثقيف اللسان وتلقيح الجنان لابن مكي الصقلي مصطفى شعبان مقالات مختارة 0 07-14-2018 08:07 AM
سطور في كتاب (97): من كتاب المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر لابن الأثير مصطفى شعبان مقالات مختارة 1 07-12-2018 04:22 PM
سطور في كتاب (93): من كتاب الكنز اللغوي في اللَسَن العربي لابن السكيت مصطفى شعبان مقالات مختارة 2 04-02-2018 06:45 PM


الساعة الآن 11:22 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by