سيد البحراوي، كاتب مصري.
ناقد أديب وأستاذ جامعي، عمل في جامعة ليون الثانية بفرنسا، وتولى الإشراف على عشرات الرسائل العلمية للحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه في مصر والجزائر وفرنسا. شارك في كثير من المؤتمرات الدولية والعربية منذ عام 1979، ونُشرت مقالاته في مختلف الصحف المصرية والعربية والفرنسية، وكتب عنه مجموعة من الباحثين في كتاب صدر عن دار العين سنة 2010 بعنوان النقد والإبداع والواقع.. نموذج سيد البحراوى مع مقدمة للدكتور محمد مشبال . يعمل سيد البحراوي حاليا أستاذا للأدب العربي الحديث والنقد بجامعة القاهرة.
أعمال نقدية
في البحث عن لؤلؤة المستحيل، طظ، دار الفكر الجديد, بيروت، ظ،ظ©ظ¨ظ¨، طظ¢ دار شرقيات للنشر واالتوزيع, ظ،ظ©ظ©ظ§.
البحث عن المنهج في النقد العربي الحديث، دار شرقيات للنشر والتوزيع، القاهرة، ظ،ظ©ظ©ظ£.
محتوى الشكل في الرواية العربية، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، ظ،ظ©ظ©ظ¦.
الحداثة التابعة في الثقافة المصرية، طظ، ميريت للنشر والمعلومات، ظ،ظ©ظ©ظ©، ط2 الدار للنشر والتوزيع، القاهرة، ظ¢ظ*ظ*ظ¨.
الأنواع النثرية في الأدب العربى المعاصر، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، ظ¢ظ*ظ*ظ£.
في نظرية الأدب "محتوى الشكل مساهمة عربية"، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، ظ¢ظ*ظ*ظ¨.
الإيقاع في شعر السياب، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، ظ¢ظ*ظ،ظ،
أعمال إبداعية
ليل مدريد، دار المدى للطباعة والنشر والتوزيع، ظ¢ظ*ظ*ظ¢.
طرق متقاطعة، دار شرقيات للنشر والتوزيع، القاهرة، ظ¢ظ*ظ*ظ¥.
هضاب ووديان، آفاق للنشر والتوزيع، القاهرة، ظ¢ظ*ظ*ظ¦.
شجرة أمي، آفاق للنشر والتوزيع، القاهرة، ظ¢ظ*ظ*ظ§.
ــــــــــــــــــ
ï»؟سيد البحراوي ناقدا ومبدعا
هالة البدري
Apr 17, 2017
أسعدني أن تحتفل جامعة القاهرة، بالاشتراك مع المجلس الأعلى للثقافة، بقيمة نقدية وعلمية وأدبية كبيرة مثل سيد البحراوي الرئيس السابق لقسم اللغة العربية، وهو المنصب ذاته الذي شغله طه حسين عميد الأدب العربي. تحتفي به وهو ما يزال على قيد الحياة في عنفوان نشاطه يكتب ويترجم ويحاضر، ويمارس حياته الطبيعية أمد الله في عمره وإنتاجه، وليس بعد رحيله كما اعتدنا أن نحتفل بمبدعينا بعد رحيلهم، وتشغلنا الحياة عن قول كلمة شكر لما قدموه لنا، وهو تقليد أتمنى أن يستمر وأن ينتشر في كل مؤسساتنا الثقافية العربية.
سيد البحراوي قامة كبيرة قدمت جهودها في مجالات متعددة، في النقد الأدبي والابداع والترجمة والتعليم الجامعي، لهذا كان من الطبيعي أن يفجر الاحتفال به الكثير من الأسئلة، منها منهجه النقدي عن القطيعة العلمية، وما ابتدعه من منهج نقدي جديد أسماه محتوى الشكل. وهل استطاع هذا المنهج أن يجيب عن الأسئلة التي طرحها في بداية حياته العلمية، والتي كانت سببا في بحثه عن منهج آخر؟
أتصور ان قيمة سيد البحراوي ناقدا تأتي من كونه لعب دورا مهما في الاشتباك مع النصوص الأدبية المعاصرة، سواء أكانت نصوصا شعرية، أو قصصية، وكتابة نقد تطبيقي بالتوازي مع محاولاته في تطوير النظريات النقدية، لكي تواكب متطلبات الحركة الأدبية العربية وما تطرحه من مشكلات في ظل واقعها، وليس استلهاما من واقع غربي صاغ نظرياته وفقا لمتطلبات مجتمعه هو.
كان سيد البحراوي قد بدأ حياته العلمية بدراسة الإيقاع، باعتباره أهم قضايا الشعر العربي الحديث منذ أوائل القرن الماضي، حيث بدأت الدعوات المتمردة على الشكل الموسيقي للقصيدة التقليدية، وقد استمر في نقد المناهج السابقة نقدا تحليليا، داعيا إلى منهج جديد يتأسس على التاريخ الثقافي والاجتماعي، ويبني على الإطار النظري والتطبيقي في الوقت ذاته، قصدر له موسيقى الشعر عند شعراء أبوللو، ثم العروض وإيقاع الشعر العربي.
وحاول طوال مسيرته النقدية أن يساهم بطرح تصور جديد عن مهمة الناقد التي لا تقتصر على وصف بنية النص الجمالية، بل تتجاوزها لتنظر إلى النص في سياق دوره الاجتماعي، فأصدر عدة كتب في الموضوع منها «البحث عن المنهج النقدي الحديث»، و»محتوى الشكل في الرواية العربية»، و»الحداثة التابعة في الثقافة المصرية»، وأيضا كتابه «المدخل الاجتماعي للأدب.
ثم فاجأنا بكتاباته الأدبية التي جاءت متأخرة، ولم يكن في ما قدمه بها بعيداً عن مبادئه وعن مسيرته وأفكاره النقدية، وعن طرح العديد من الأسئلة الجوهرية سواء في رواياته: «ليل مدريد»، و»شجرة أمي»، و»هضاب ووديان»، التي تضم ثلاث روايات قصيرة، أو من خلال نصوصه القصصية»، «صباح وشتاء»، «وطرق متقاطعة»، التي أطلقها تحت عنوان «نصوص» تجنبا لتسمية هذه الكتابة عبر النوعية التي طرحت إشكالية هل هي قصص قصيرة أم قصائد في شعر النثر. عكست أعماله الأدبية سؤال الموت والوجود والتحقق، أزمة الذات التي لا تنتهي إلى الغياب والموت وحسب، بل تتورط في ما يعانيه الإنسان من ألم من أجل تحقيق الذات، وإن كان ذلك على حساب تمزقها بين الروح والجسد، كما في «ليل مدريد» أو تناقض حريتها مع الواقع المخيف الجامد كما في القصص القصيرة، وقد استمر الكاتب في طرح جدلية الموت والحياة عبر نصوصه السردية التي تقترب من قصيدة النثر في كثافتها وشاعريتها وتوترها، ولكن من خلال اليومي البسيط الكاشف.
أما ترجماته فقد كانت أهم سماتها تعبيرها عما يؤمن به من مبادئ العدل الاجتماعي، والتغيرات الاجتماعية وتأثيرها على المجتمع، وأبلغ مثال على هذا رواية المكان للكاتبة الفرنسية آنى أرنو التي اشترك في ترجمتها مع زوجته أمينة رشيد. تحتاج الكتابة عن سيد البحراوي إلى أكثر من مقال وأكثر من بحث نتعرف فيه عليه كأستاذ جامعي يشرف على طلاب ويساعدهم على تكوين شخصياتهم أكثر ما ييسر لهم سبل العلم، فقد أجمع من تعاملوا معه على قدرته على الاختلاف وعلى احترام من يختلفون معه، وأظن أن هذه هي أهم الصفات التي نتمناها في الأستاذ.
ظ* كاتبة مصرية