جامع تغريدات سورة القدر:
#1440هـ
#ليلة_القدر
رأي:
"من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه".
"واحتسابًا": لِما يلاقيه من الجهد والنّصب من طول القيام فيها، والصبر على ذلك؛ لأن غالب الليلة مُستغرَقٌ بالقيام خاصة أكثر من غيره، وذلك رجاء ثواب الله والدّار الآخرة.
"من قام"، أي: بحقها.
*
#خذها_قاعدة
كل ليلة من رمضان هي ليلة قدر في نفسها، وليلة القدر هي ليلة الليالي؛ فلا تبتئس بما يقولون.
الليلة التي يكتب لك فيها الرضا والقبول وتعتق رقبتك فيها من النار؛ هي ليلة قدرك وسعدك في الدنيا والآخرة، وليلة القدر هي ليلة الرفعة والشرف والتكريم لك يوم القيامة.
*
مناسبات السور: العلق والقدر.
ناسب أن توضع سورة القدر في الترتيب بعد سورة العلق؛ ذلك بأن العلق أول ما نزل من القرءان، وكان ذلك في ليلة القدر؛ فناسب أن تأتي بعده سورة الليلة التي نزل فيها القرءان، وفي هذا دلالة بينة أن ترتيب السور في المصحف توقيفيّ، والله أعلم
#تدبر
*
"تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا":
تَنْزِل الملائكة شيئا فشيئا؛ نزولا بعد نزول، وليس جملة واحدة.
نزل القرءان منجّما مفرقا؛ وكذلك نزول الملائكة فوجا من بعد فوج؛ حتى ينزل من كل سماء مقرّبوها تكريما وتشريفا لهذا القرءان العزيز وهذا النبي العزيز وهذه الأمة.
فصل بين الفعل والحرف؛ لئلا يوهم الفصل بين الملائكة والروح في النزول؛ فلو قيل على الأصل: تنزل فيها الملائكة والروح بإذن ربهم؛ لاحتمل أن نزول الروح غير مصاحب لنزول الملائكة؛ خلافا لما يفهم من نزول الملائكة والروح معا في ليلة القدر.
"شهر رمضان الذي أنزل فيه القرءان"َ، جاء على الأصل.
*
"تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ":
"بإذن ربهم" متعلق بتنزل؛ ليفيد تقييد النزول بالإذن؛ كما قال: "وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك".
أي: نزول الملائكة مع الرّوح هو بإذن الله تعالى وبتقديره.
وقوله: "من كل أمر" متعلق بتنزّل، أي: تنزل من كل أمر مكتوب في اللوح المحفوظ، كتاب المقادير الأول في الأزل، إلى كتاب المقادير الحولي، وتنزّل بمعنى يُفْرَق ويُفْصَل؛ كما قال بالدّخان: "إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين * فيها يفرق كل أمر حكيم * أمرا من عندنا إنا كنا مرسلين".
*
مناسبة ذكر الرّوح في ليلة القدر: "والرُّوحُ فِيها"؛ لأنّ نفخة الرّوح هي التي تكون بها نفحة الحياة؛ كما القرءان نفسه الذي نزل في ليلة القدر هو حياة القلوب.
والله أعلم.
*
"إنَّا أنزلناه في ليلة القَدْر":
فضلت ليلة القدر على سائر الليالي بنزول القرءان فيها. بنزول القرءان فيها صارت الليلة ليلة قدر؛ فالقرءان هو الذي يجعل لحياتك قيمة، والأوقات من غير القرءان لا قدر لها ولا تساوى شيئا.
إنا أنزلناه في الليلة التي قدّرنا أن تكون ليلة قدر.
*
"سَلَامٌ":
أعظم السّلام وأكمله وأتمّه في هذه الليلة المباركة، هو سلام الله على عباده الّذين اصطفى. ثبت نزول الله تبارك وتعالى في الثلث الأخير من كل ليلة؛ فكيف بليلة القدر حين تتشرف بنزول جبار السماوات والأرض فيها، وسلامه على عباده الصالحين، واللفظ يحتمله ولا يرده:
"سَلَامٌ"، أي سلام من الله على عباده الصالحين، كما نقول في التّحيّات والصّلوات الطّيبات كل يوم وليلة: "السّلام علينا وعلى عباد الله الصالحين"، وفي سلام الله؛ عتق الرقبة من النار، والفوز بسعادة الدّار.
سلام كلام تامّ بمعناه، أي: القول أو التحية يومئذ سلام، مثل الشأن أو الأمر سلام.
*
"هي حتّى مَطلعِ الفجر": جواب لسؤال مقدر؛ وكأنه قيل: إلى متى وقتها؟ فقيل: هي كائنة حتى مطلع الفجر، أو هي حتى مطلع الفجر كائنة؛ فلا حد لمنتهاها؛ لأنها بطول الليل كله.
شبه الجملة: "حتى مطلع الفجر"، خبر المبتدأ هي، أو نعت المبتدأ هي والخبر محذوف، أو نعت الخبر المحذوف.
*
"لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ":
ليلة القدر هي تلك الليلة التي أُذِنَ فيها للكون أن يسمع كلام الله عز وجل بلسان عربي مبين؛ فامتازت عن أقرانها من الليالي، وكانت خيرا وأكمل وأتمّ من ألف شهر؛ فما هو حظّ يومها من الخير والفضل والبركة، وهي جزء منه؟
#تدبر
*
اقرأ في ليلة القدر:
خمس آيات هي أول ما نزل من التنزيل العزيز الحكيم في الليلة المباركة، بدأت: اقرأ، وختمت: يعلم. لتكون القراءة هي بوابة العلم. وبهذه الخمس كانت ليلة القدر، وفي هذا دلالة وإشارة لطيفة إلى أن القدر العظيم في ديننا الحنيف هو للعلم والعلماء.
والله أعلم
*
"حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ":
في ختام ليلة القدر، يأتي فجر جديد لك، يحمل ميلادا جديدا، وينبئ بالعمر المديد المبارك، والعمل الصالح الرشيد.
تأمل أنه بعد الأعمال الصالحة؛ تكون الانطلاقة الجديدة في الحياة؛ لتحقيق الآمال الكبيرة.
#تدبر
*
خمس في خمس في خمس في خمسة:
سورة القدر خمس آيات، وذكر الليلة ثلاث مرات صراحة واثنتين بالضمير فهذه خمس، وأول ما نزل فيها خمس آيات سورة العلق، والعدد خمسة هو وسط أوتار العشر الأخيرة كذلك.
والله أعلم.
*
سورة القدر والمثل السائر:
مهما طال الليل؛ لا بُدّ من طلوع الفجر.
بدأت السورة بالليلة، وانتهت بالفجر.
والله أعلم.
*
قاف اقرأ، وقاف القرءان، وقاف ليلة القدر؛ ينتظمها سلك القيام في الليلة القيّمة من شهر رمضان القيّم.
والله أعلم.
*
"لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ":
خير من ألف شهر بأيامه ولياليه مما سواها، أي من ألف شهر ليس فيه هذه الليلة بعينها، وربط ليلة بشهر، وليس عام مثلا؛ لربط ليلة القدر بشهر رمضان الذي فيه القرءان دون غيره من الشهور، والله أعلم.
*
ليلة القدر وعرفات:
الجامع بينهما أنهما على اليسر والسعة والبركة والفضل والرحمة والمغفرة.
من وقف على عرفات ساعة من الليل قبل طلوع الفجر فقد أدرك ركن الحج الأعظم، ومن قام ليلة القدر ولو قدر ساعة قبل الفجر فقد أدرك الخير والفضل والسلام، فكلاهما حدّهما حتى مطلع الفجر.
*
فضل الله الواسع:
من أدرك ركعة من الفريضة فقد أدرك الصّلاة،
ومن أدرك ليلة القدر فقد أدرك الصّلاة والصّيام.
#خاتمة_المطاف.