العقل عضو تزداد قدرته مع كثرة المِران, ومن طرق صَقْلِه: الأحاجي والألغاز, ولقد اهتم علماء العربية بألغاز اللغة, وخرَّجوا عليها أجوبة بديعة...وإن من طرق إيصال المعلومة لمن كان فهمه مشوَّشا! الألغاز, بل من فوائد الألغاز أن لا تعجل في تخطئة الآخرين, لا سيما أصحاب النحو!! إذ سينحون بأجوبة تجعل عقلك متنحٍ! عن مساره الصحيح!! ولا نريد الإطالة, فمن هذه الألغاز:
لقد طافَ عبدَ الله بالبيت سبعة فسل عن عبيدُ الله ثم أبا بكرُ
الناظر لهذا البيت من أول وهلة يظن أنه لحن , ووجه الإشكال فيه مسائل ثلاثة!:
الأولة!: نصبُ:(عبدَ الله), وجوابه: أن المراد تثنية عبد, أي(عبدان), وحذفت النون للإضافة. فهو فاعل مرفوع بالألف؛ لأنه مثنى.
الثانية: رفع(فسل عن عبيدُ الله), والظاهر جره بـ(عن), والجواب: أن (سَلْعَنَ) فعلٌ في العربية معناه: مشى, فالمراد: فسلعنَ عبيدُ الله؛ أي: مشى.
الثالثة: رفع(أبا بكرُ), والظاهر أنه مضاف, والجواب: ليس القصود بالأبِ الأبُ!, بله المقصود هو الفعل: (أبى) من الإباء والامتناع, فالمعنى: امتنع بكرٌ عن الطواف.
أخيرا: هناك عدة اعتراضات أَعْرَضْتُ عنها؛ إذ الهدف تحريك مَخَخَتنا أو أمخاخنا.