السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحمد الله على ما من به علينا من فضله ورحمته
وأسأله أن يكون خالصا لوجه
حجة لنا لا علينا
السادة الأفاضل :
في قوله تعالى :
{ وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وإن الظالمين لفي شقاق بعيد وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم وإن الله لهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم } .
أريد ان أعرف هل تفسير الأمنية بمعنى القراءة له مستند في كلام العرب
لأن أغلب المفسرين ذكروا ذلك :
مع أني وجدت أن :
- أن ظاهر القرآن لا يدل عليه في قوله تعالى " وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ "
قال ابن عباس رضي الله عنه : ( إلا أماني ) إلا أحاديث .
وهذا الأثر صحيح عن ابن عباس
وهو الذي اختاره الطبري
الأمي لا يقرأ فكيف تفسر الأمنية بالقراءة ؟
فالشيطان لا يستطيع أن يفتري قرآنا على لسان النبي عليه الصلاة والسلام ولا أن يقرب منه – صلوات الله وسلامه عليه – وإذا كان القرين الذي لا يسلم منه بشر قد سلم منه فكيف بغيره .
لكن الشيطان يلقي ذلك في القلوب وليس في الأسماع ، وليست أي قلوب لكنها قلوب الذي لا يعقلون وهذا وصف المشركين .
ووصف قلوبهم :
" ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم "
والقلب المريض ضعيف إدراكه لا يستطيع التمييز
وأما القاسي فهو الخالي من الإيمان لأن الإيمان حياة وطراوة وندواة
فهذه هي القلوب التي يكون له تمكن بها لأن القلوب المؤمنة بها النور الذي يكشفه فلا يستطيع التلبيس عليه إلا في غياب العقل والعقل محله القلب فإذا فقد الإنسان عقله التبس عليه أمره.
إلقاء الشيطان يقع في التأويل لا في نفس القراءة
قال الحق جل شأنه :" فينسخ الله ما يلقي الشيطان "
فذكر نسخ ما ألقى الشيطان في الأمنية ولم يذكر نسخ الأمنية نفسها
مما يدل على أن النبي عليه الصلاة والسلام لم يذكر شيئا مما ألقاه الشيطان في قلوب المشركين .
لماذا جاء لفظ الأمنية في الآية ولم يأت لفظ التلاوة ؟
كما في قوله تعالى : " وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك "
لماذا جاء الفعل بالمضارع " فينسخ الله ما يلقي الشيطان "والمضارع يفيد التجدد والحدوث ؟
أليس لأنه يتجدد على مر الأيام والأزمان
لكن قدر الله أنه ينسخ ما يلقي الشيطان وقد وقع ذلك ورأوه الناس بأعينهم
وكلام الله حق أنه سيحكم آياته إنه عليم حكيم :
قال ابن كثير رحمه الله :
قوله : ( والله عليم ) ، [ أي : بما يكون من الأمور والحوادث ، لا تخفى عليه خافية ] ، ( حكيم ) أي : في تقديره وخلقه وأمره ،
له الحكمة التامة
والحجة البالغة
أسأل الله أن يعصمنا من الشيطان الرجيم