القران الكريم والدرس الصوتي عند العرب
لاشك ان نشأة التفكير اللغوي العربي , كانت مرتبطه بنزول القران الكريم ؛ ذلك لان هذا التفكير اللغوي نشا ابتغاء هدف نبيل, هو خدمة القران العظيم, لذب اللحن بعيدا عنه, ولاستنباط الاحكام منه وللمحافظة على اللغة العربية صونا لها من الضياع والدروس.
ويبدو هذا واضحا اذا تأملنا قول الحق عز وجل مخاطبا الرسول صلى الله عليه وسلم : ( وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ) , وقوله سبحانه : ( وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا ) .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم مؤديا امانة الترتيل خير اداء, لدرجه بلغت به صلى الله عليه وسلم ان يتعجل الوحي عندما كان يلقنه جبريل عليه السلام الوحي , ويقرئه, فقال عز من قال: ( لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ) .
وكان صلى الله عليه وسلم يعرض القران على جبريل في كل عام مره في رمضان, وفي السنة التي توفي فيها صلى الله عليه وسلم عرضه مرتين. وكان صلى الله عليه وسلم حريصا كل الحرص – كما امره الله – ان يعلم اصحابه كيفية القراءة ترتيلا كما تلقاها عن جبريل , وكان صلى الله عليه وسلم يلقن اصحابه القراءة بنفس الصفة, وكان يحثهم على علمها والقراءة بها .
ومن ثم فان عملية الترتيل هذه التي جاءت مصاحبة للقران هي اسلوب جديد لم يكن موجودا في الشعر العربي او في النثر, اسلوب يعتمد على المد, مد الحروف حتى يفهم السامع مقصد الايات ويتمعن المعنى, فهي(قراءة مفسرة حرفا حرفا ) .كما ان للترتيل اثرا نفسيا ووجدانيا سواء عند القارئ او السامع.
وعلى ضوء ماسبق اتضحت النتائج الاتيه:
اولا: ان التفكير اللغوي عند العرب نشا نشاة عربية خالصة, كما اقتضت الضرورة, للحفاظ على القران , وصون العربية, واتقاء اللحن.
ثانيا: ان هذا التفكير بدا بالجانب الصوتي .
ثالثا: ان علماء العربية اتبعوا الناحية الوصفية منهجا في تفكيرهم الصوتي .
رابعا: تأخر جمع علم القراءات في كتاب, وهذه النتيجة أوقعت كثيرا من الباحثين في حيرة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المرجع :
1-كتاب علم الاصوات لدكتور طلبة عبد الستار