مجمع اللغة العربية - مكة المكرمة
في مساءِ السبتِ الثاني من ربيع الأول لعام 1440هـ، الموافق للحاديَ عشرَ من نوفمبر لعام 2018مـ، نظمَ مجمعُ اللغةِ العربيةِ بمكةَ المكرمةِ أُمسيةً علميةً بعدَ صلاةِ العِشاءِ في مَقرِّه بحيِّ الزايدي بمكةَ -وَفْق العادة-، حضَرها بعضُ وجوهِ اللغةِ والأدبِ والثقافةِ، وطائفةٌ من طُلابِ العلمِ. وافتتحَ رئيسُ المجمعِ الأستاذُ الدكتورُ عبدُالعزيزِ بنُ عليٍّ الحربيُّ الكلمةَ مرحِّبًا بالضيفِ المحاضِرِ، وبشهودِ الأمسية، واستطرد متحدثًا عن لقاء وفدِ المجمعِ سموَّ أمير منطقة مكة المكرمة الذي سُرَّ بوجود المجمع في مكة، وبما حققه من إنجازات في مسيرته، وكانت كلماتُه حافزًا مشجعًا للمجمع لبذل مزيدٍ من الجهد والعطاء في خدمة لغة القرآن في البلد الأمين. وعرَّف الدكتور الحربي بالمحاضِر الدكتور سعيد القرني، وبموضوع المحاضرة الذي هو «بوصلة البحث العلمي اللغوي»، وتحدث عن البحث العلمي، وعن المجلة، وختم كلامه بتوجيه الشكر إلى الحاضرين، والمتابعين. ثم شرعَ المحاضِرُ في تقديم ورقته العلمية، فعرَّف بمصطلحات المحاضرة (البوصلة، البحث، العلم، اللغة)، وركَّز الحديثَ على مفهوم البحث وشروطه وأطوراه؛ فهو – من حيث الاصطلاح- يختلف باختلاف الفنون والعلوم، على اتفاق في أطوراه، التي هي المدخَلات، ثم المعالجة، ثم المخرَجات، ثم التقويم.. وفي منهاجه الذي يقوم على الملحوظة، ثم الفرضية، ثم التجربة، ثم النظرية، ثم القانون أو النتيجة. والبحثُ وَفْق تعريف المحاضر هو: التنظيم المعياري لأعمال العقل (الاستقراء والجمع، والتحليل والاستنباط، والاستنتاج، والتجريب، التعميم، وطلب الحقائق المنظورة والمسطورة نسبية كانت أم مطلقة. وانتقل المحاضِر للحديث عن العيوب الشائعة في البحث اللغوي المعاصر، ومنها: الافتقارُ لقواعد البيانات المحيطة بالفوائت، والافتقارُ إلى كمال التصور للمشكلات البحثية وما في حكمها، والحشوُ في الاختيار والإجراء. وقد أسهَمَتِ المداخَلاتُ القيِّمةُ لبعضِ الأساتذةِ الحاضرين في إثراءِ موضوعِ المحاضرةِ بحثًا ونقاشًا.