الفتوى (520) : هل يكون الفعل (أفاق) متعديًا ؟

[أبو عبد الرحمن المنفلوطي]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السادة أعضاء لجنة الفتوى بالمجمع،
عبارةُ (حاول مشفق ناصح (إفاقتهم) من غفلتهم وتبصيرهم بما غاب عنهم)
قرأتها في مقال، فأشكل عليَّ قول صاحب المقال (إفاقتهم) من حيث إنه مصدر مضاف إلى مفعوله، واعتقدت كونَ ذلك منه تفريعًا على ظنه جوازَ استعمالِ (أفاق) بهذا المعنى متعديًا إلى مفعول، فتطلبت مستند ذلك فلم أجد، إلا في معجم يسمى (الغني الزاهر) لمعاصر اسمه عبد الغني أبو العزم، ذكر في أمثلة استعماله "أفَاقَتْهُ الصَّدْمَةُ مِنْ غَفْلَتِهِ "، هذا مع أنه صَدَّر الكلام عن الفعل (أفاق) بقوله: (فعل رباعي لازم متعد بحرف).
فهل يكون الفعل (أفاق) متعديًا؟
وهل مثال هذا المعجم صحيح؟
وهل يمكن أن يكون قول صاحب المقال: (حاول إفاقتهم) هو من إضافة المصدر إلى فاعله؛ فيكون المعنى (حاول انتباههم) لا (تنبيههم)، ويكون المعنى مستقيمًا؟
وجزاكم الله خيرًا.

[إدارة المجمع]

(لقد أحيل السؤال إلى أحد المختصين لموافاتكم بالإجابة قريبا).

[إدارة المجمع]

الفتوى (520) :

أ.د. عبدالحميد النوري:
أفاق في القواميس القديمة موجودة ولا غرابة فيها، وهي بمعنى استفاق، وأفاق يُفيق إفاقة تقال للمغشيّ عليه أو النائم أو المريض أو السكران عندما يعود إلى وعيه أو إلى حالته الطبيعيّة
والظاهر أن استعمالها لا يجيء إلّا لازما.
وأما مجيئها متعديّة على النحو الذي سردها فيه السائل، وعلى النحو الذي أوردها فيه قاموس الغنيّ فيبدو أنّها من باب الاستعمال الشائع اليوم في اللهجات العربيّة، والقاموس ليس من شأنه أن يقول: هذا صحيح أو هذا خاطيء، وإنما هو يرصد الكلمات في استعمالاتها الشائعة، ومن باب التوسعة أعتقد أنه يمكن قبولها وإلّا اضطررنا أن نصحح كلّ أو جلّ ما في اللغة..

وقد علق عليه أ.د. عبدالرحمن بودرع بقوله:
الرأيُ عندي أن يُقالَ إنّ أفاقَ فعلٌ لازمٌ قطعاً، وأنّ تعديتَه إلى مفعول خطأ في العربيّة، وإذا جازَ في الدّوارج واللهجات العامية فلا يُسقَطُ على الفصيحَة.
أمّا معجم الغنيّ فليس بحجّة في هذا الباب لأنه ولعلّه هو نفسُه وقعَ في خطأ عندما أتى بمثال فيه تعديةٌ للفعل، والخطأ الثاني الذي وقعَ فيه عبد الغني أبو العزم قولُه إنّ أفاقَ رباعيّ والمعلوم أنّ الرباعيّ ما كانَ على أربعة أحرف أصول، والفعلُ أفاقَ ثلاثيّ مزيدٌ بحرف الهمزة.
فلا سبيلَ إلى تَجويز التعدية لمجرّد الخطأ الذي وقَعَ فيه صاحبُ المعجَم الغنيّ، والصوابُ أن يقولَ صاحبُ المقال : « حاولَ مثشفقٌ ناصحٌ إيقاظَهُم من غفلتهم ...»ـ
والله أعلَم

اللجنة المعنية بالفتوى:

أ.د. عبدالحميد النوري
(عضو المجمع)
أ.د. عبدالرحمن بودرع
(نائب رئيس المجمع)
أ.د. عبد العزيز بن علي الحربي
(رئيس المجمع)