السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
حياكم الله إخواني الكرام.
هذا استفسار عن أمر عن لي وظهر لي بعد كثير تأمل في مسألة من مسائل الإعجاز في القرآن، وخلاصة ما أريد فهمه واستيضاحه:
أن القرآن نزل إلى العرب بلغتهم بعد استقرارها وسريانها في الناس نثرًا وشعرًا وعلو كعبها بين اللغات، وكان من إعجازه: أن هذا الكلام الذي هو بحروفكم وتركيبه من تراكيبكم لا تستطيعون إنشاء مثله، ثم (وهذا موضع الشاهد) هو لا يخالف أساليبكم ولا إعرابكم، بل يوافقها ويأتي بأفصح ما يمكن الإتيان به أسلوبًا وإعرابًا.
السؤال: إذا كان هذا الكلام السابق صحيحًا؛ فكيف يستشهد أهل اللغة على صحة قواعدهم بالآيات القرآنية؟ والصواب (من وجهة نظري) هو: أن يكون الاستشهاد على صحة قواعد العربية هو من كلام العرب الأقحاح نثرًا وشعرًا، ويكون القرآن للتمثيل على القواعد فقط للتسهيل والتوضيح (*).
ولكن في نظري أنه لا يصح أن يكون القرآن دليلًا على صحة القاعدة وإنما هو نزل للناس في الأرض بعد استقرارها وتحداهم بأنه لا يخالف قواعدهم؛ وهذا غاية الإعجاز.
أرجو أن يكون الكلام واضحًا.
---------------------------------------------------
(*) وحاشا أن يكون هذا الأمر تقليلًا من شأن كلام رب العالمين، كيف يكون ذلك وهو كلام العلي القدير وصفته، ومن انتقصها فإنما ينتقص الرب جل جلاله وتقدست أسماؤه، ومن هذا حاله فهو كافر ولا كرامة؟!