من إعراب القرآن العظيم..﴿فَما لَكُم فِي المُنافِقينَ فِئَتَينِ)..ما إعراب (فِئَتَين)؟
د. أحمد درويش
شغلني الإمام اليوم وهو يقرأ قوله تعالى : ﴿فَما لَكُم فِي المُنافِقينَ فِئَتَينِ وَاللَّهُ أَركَسَهُم بِما كَسَبوا ...﴾[النساء: 88] ،
فقلت :
* ما إعراب ( فئتين ) ؟
* ولم اختلف الصحابة في شأن المنافقين ؟
أما الإعراب فلم أجد ...فيما قرأت ...إلا رأيين
* الرأي الأول : (منصوب على الحالية ) ، بمعنى : أي لم تختلفون حولهم فرقتين ؟
وقد أكد سيبويه ...رضي الله عنه ...هذا الاتجاه قائلا : ﻫﺬا ﺑﺎﺏ ﻣﺎ ﻳﻨﺘﺼﺐ ﻷﻧﻪ ﺣﺎﻝ ... ( مثل ) : ﻣﺎ ﻷﺧﻴﻚ ﻗﺎﺋﻤﺎ. ﻓﻬﺬا ﺣﺎﻝ ﻗﺪ ﺻﺎﺭ ﻓﻴﻪ ...ﻭﻓﻴﻪ ﻣﻌﻨﻰ ﻟﻢ ﻗﻤﺖ ...؟
أما الرأي الثاني فهو رأي الكوفيين الذين يرون المنصوب هنا خبرا ل ( كان ) المحذوفة والتقدير : أي ما لكم كنتم فئتين ؟ وإن ضعف بعضهم هذا الإعراب ... ورجحه بعضهم ، والتركيب لا يأباه ... كما أرى ...
هذا ، وقد ورد هذا الأسلوب في القرآن العظيم في عدد من الآي مثل :
﴿فَما لَهُم عَنِ التَّذكِرَةِ مُعرِضينَ﴾[المدثر: 49]
وكقوله ﴿فَمالِ الَّذينَ كَفَروا قِبَلَكَ مُهطِعينَ﴾[المعارج: 36]
أما سبب الاختلاف بين المؤمنين في شأن المنافقين ، فهذا ما ننتظر معرفته من أصدقائنا الكرام ...
المصدر