مجمع اللغة العربية بمكة يطلق عضوياته الجديدة
لطلب العضوية:
اضغط هنا

لمتابعة قناة المجمع على اليوتيوب اضغط هنا

 


الانتقال للخلف   منتدى مجمع اللغة العربية على الشبكة العالمية > ركن الفتاوى اللغوية > أنت تسأل والمجمع يجيب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
رقم المشاركة : ( 1 )
 
عبدالله جابر
عضو نشيط

عبدالله جابر غير موجود حالياً

       
رقم العضوية : 1834
تاريخ التسجيل : Jun 2014
مكان الإقامة : مكــــة المكرمـــة
عدد المشاركات : 562
عدد النقاط : 10
قوة التقييم :
جهات الاتصال :
Post الفتوى (774) : لماذا تُزاد الألف في (يدعو) وهو مسند لمفرد في القرآن الكريم؟

كُتب : [ 04-19-2016 - 10:17 AM ]




السائلة: أمل داود
أريد أن أسأل فضيلتكم لماذا تُزاد الألف بعد واو الفعل المعتل مثل: يدعو، وهو مسند للمفرد في القرآن الكريم؟





رد مع اقتباس
 
 رقم المشاركة : ( 2 )
إدارة المجمع
مشرف عام
الصورة الرمزية إدارة المجمع
رقم العضوية : 21
تاريخ التسجيل : Feb 2012
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 2,874
عدد النقاط : 10
جهات الاتصال :

إدارة المجمع غير موجود حالياً

   

افتراضي

كُتب : [ 04-19-2016 - 10:18 AM ]


(لقد أحيل السؤال إلى أحد المختصين لموافاتكم بالإجابة قريبا).

رد مع اقتباس
 
 رقم المشاركة : ( 3 )
إدارة المجمع
مشرف عام
الصورة الرمزية إدارة المجمع
رقم العضوية : 21
تاريخ التسجيل : Feb 2012
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 2,874
عدد النقاط : 10
جهات الاتصال :

إدارة المجمع غير موجود حالياً

   

Post

كُتب : [ 04-19-2016 - 10:19 AM ]




الفتوى (774) :

اعلمي – أيتها السائلة – أنّ رسم القرآن الكريم لا يُقاس عليه، وأنّ الرسم الإملائي له قواعد أكثرها يتفق مع ما جاء في رسم المصحف، إلا أنّ هناك ألفاظًا جاء رسمها على نحو تخالفه قواعد الرسم والإملاء، ومن ذلك: كتابة "وملإهم" بزيادة ياء بعد الهمزة، هكذا "وملإيهم"، ومن ذلك كتابة "شيء" بألف بعد الشين، في سورة الكهف {وَلاَ تَقُولَنَّ لِشَاْىءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا} [الكهف: 23]، ومن ذلك ما ذكرته من زيادة الألف بعد الواو في يدعو، وهو ليس واو جماعة.. وبالله التوفيق.


اللجنة المعنية بالفتوى:

المجيب:
أ.د. عبد العزيز بن علي الحربي
(رئيس المجمع)
راجعه:
أ.د. عبدالرحمن بودرع
(نائب رئيس المجمع)
رئيس اللجنة:
أ.د. عبد العزيز بن علي الحربي
(رئيس المجمع)


رد مع اقتباس
 
 رقم المشاركة : ( 4 )
عبدالله بنعلي
عضو نشيط
رقم العضوية : 1630
تاريخ التسجيل : Apr 2014
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 6,053
عدد النقاط : 10
جهات الاتصال :

عبدالله بنعلي غير موجود حالياً

   

افتراضي

كُتب : [ 04-19-2016 - 01:45 PM ]


من موقع ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية
أبو محمد يونس المراكشي
تفسير ظاهرة الزيادة في الرسم القرآني ( زيادة الألف في { لن ندعو } نموذجا )
بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة :
الحمد لله الذي خلق الإنسان وعلمه البيان وفضله على سائر الأنام والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وأصحابه الكرام .
أما بعد
فإن الرسم القرآني كثيرا ما يغاير ما نعرفه من قواعد للإملاء إما زيادة وإما نقصا، وهذا البحث يحاول تفسير ظاهرة الزيادة في رسم المصحف ،ويتعلق الأمر بزيادة الألف بعد الواو في قوله : لن ندعوا ،وقد ارتأيت لتحقيق ذلك أن أتحدث أولا عن علاقة الرسم بقواعد الإملاء، ثم أثبت أن الرسم توقيفي لا يجوز مخالفته حتى وإن خالف قواعد الإملاء ،ثم بعد ذلك أقدم تفسيرا لزيادة تلك الألف بعد الواو.

المبحث الأول : بين الرسم القرآني وقواعد الإملاء، وفيه مطلبان :
المطلب الأول: في الرسم القرآني وقواعده ومخالفته لقواعد الإملاء.
قبل الحديث عن مخالفة الرسم القرآني لقواعد الإملاء يجدر بنا أولا تعريف هذا الرسم والتعرف على قواعده، قال محمد طاهر الكردي في كتابه تاريخ القرآن الكريم(1):(يراد برسم المصحف ما كتبه الصحابة من الكلمات القرآنية في المصحف العثماني على هيئة مخصوصة لا تتفق مع قواعد الكتابة).ويحدثنا محمد طاهر الكردي عن قواعده فيقول (2) (وينحصر أمر هذا الرسم في ست قواعد وهى: الحذف، والزيادة، والهمز، والبدل والوصل، والفصل، وما فيه قراءتان فكتب على إحداهما وقد جمع هذه القواعد العلامة المرحوم الشيخ محمد العاقب الشنقيطى بقوله:
الرسم في ست قواعد استقل حذف زيادة وهمز وبدل
وما أتى بالوصل أو بالفصل موافقا للفظ أو للاصل
وذو قراءتين مما قد شهر فيه على احداهما قد اقتصر
وشرح هذه القواعد يطول)
وبعد التعرف على الرسم القرآني نقول إن: طريقة وأسلوب الكتابة التي كان كتُب بها المصحف ليستْ هي نفسَ الطريقة التي نكتب بها في عصرنا، فقواعد الإملاء والكتابة مختلفة،ومَن اطَّلع على المخطوطات القديمة يعلم الفرْقَ بين الطريقتين، فمن الجهل أن نحاكم الرسمَ القرآني لقواعدَ إملائيَّةٍ وكتابيَّة نشأتْ بعده، والقواعد الإملائية من الأمور الاصطلاحية التي اتَّفق عليها العلماء بقَصْد أن تكون وسيلةً تساعدهم في تناقُل العلم وغيره من أوجه النشاط الحضاري، ولَمَّا كان الرسم الإملائي أمرًا اصطلاحيًّا، فيجوز أن يقع فيه اختلاف بين العلماء، كما يجوز أن يكون عُرضةً للتغيير والتطوير على مرِّ العصور بحسب ما تقتضي الحاجة والمصلحة.
ولكن السؤال المهم لماذا رسم المصحف بهذه الطريقة المخالفة لقواعد الإملاء ؟هل لأن الصحابة كانوا يجهلون تلك القواعد؟أم ماذا؟

فنقول لا، بل نحن نعتقد اعتقادا جازما بأن الصحابة كانوا يعرفون قواعد الاملاء والكتابة حق المعرفة وهاكم الدليل على ذلك.


المطلب الثاني : في معرفة الصحابة لقواعد الاملاء والكتابة.
يظن كثير من الناس أن الصحابة رضوان الله عليهم ما كانوا يعرفون قواعد الاملاء وأصول الكتابة ويستدلون على هذا برسم المصحف العثماني ،وممن قال بهذا ابن خلدون في مقدمته،وإليكم الرد على هذه المزاعم الباطلة من وجوه ثلاث(1):
الوجه الأول :قال الألوسى في تفسيره روح المعاني ما نصه: والظاهر أن الصحابة كانوا متقنين رسم الخط عارفين ما يقتضي أن يكتب وما يقتضي أن لا يكتب وما يقتضي أن يوصل وما يقتضي أن لا يوصل إلى غير ذلك لكن خالفوا القواعد في بعض المواضع لحكمة. اه
قوله في بعض المواضع أي من القرآن الكريم ورسم كلماته فالآلوسي وهو العالم المتبحر وصاحب التفسير الكبير لا يقول هذا الا بعد النظر والتحقيق وان لم يذكر الشواهد التى تؤيد قوله.
الوجه الثاني: مما لا يخفى على أحد ان الصحابة كانوا يراسلون الملوك والامراء في مهمات الامور وكانوا يكتبون فيما بينهم العقودوالمستندات من بيع وشراء وضمان وعطاء، فلو كتبوا هذه الامور على غير قواعد الاملاء والكتابة لادى ذلك إلى الالتباس والخطأ في فهم مرادهم مع ان الحروف والكلمات ما وضعت الا لتدل على الكلام الملفوظ فان اختفلت كتابته اختلف اللفظ فاختلف المعنى فاختلط الامر عليهم.
وأي دليل أعظم على نباهة العرب قبل اختراع الحركات " التشكيل " من تفرقتهم في الكتابة بين عمر وبين عمرو بزيادة الواو في الاسم الا خير لئلا يحصل لبس واشتباه، فلو تأملت لم اختاروا الواو علامة للتفرقة بين الاسمين دون غيرها من الأحرف الهجائية لظهر لك ذكاؤهم المفرط وقوة تفكيرهم في ذلك.
الوجه الثالث: إن الخط الكوفى وصل إلى الحجاز من أهل الحيرة والأنبار (وهما من مدن العراق) ووصل اليهما من طارئ طرأ عليهم من اليمن، فالصحابة رضى الله عنهم كانوا يكتبون بالخط الكوفى الذى هو فرع من الخط الحميرى العربي القديم الذى كان منتشرا باليمن وليس من المعقول ان الخط الحميرى الذى هو اساس الخط العربي لا يكون له اصول وقواعد معروفة، بل ان للخطوط التى هي اقدم من الخط الحميرى بآلاف السنين قواعد تامة لا تخفى على من تخصص بفك طلاسمها وترجمتها في وقتنا الحاضر وذلك كالخط الهير وغليفى بأنواعه الثلاثة والفينيقى والآشوري والسرياني.
فمن خلال ما سبق يتضح لنا جليا معرفة الصحابة بقواعد الإملاء ولكن لماذا خالفوها في كتابة المصحف ؟
هذا ما سنتعرض له في المبحث الثاني .
(يتبع)



_______________
(1)تاريخ القرآن الكريم ،محمد طاهر الكردي،مطبعة الفتح ، ط1،جدة،السعودية ،1946،ص94.
(2)المصدر نفسه ،ص94.
(3)المصدر نفسه،ص:132،129،128بتصرف.

المبحث الثاني : حكم رسم القرآن الكريم وحكم اتباعه
المطلب الأول: في رسم القرآن الكريم هل هو توقيفي أم اصطلاحي
اختلف العلماء هل رسم المصاحف توقيفي من النَّبِيّ ، أم اجتهادي؟فأما الذين ذهبوا إلى أن الرسم توقيفيٌّ، فلم يجيزوا مخالفته، وأما القائلون بأنه اجتهاد واصطلاح من الصحابة، فاختلفوا، فمنهم من أوجب اتباع اصطلاحهم، ومنهم من جوَّز مخالفته، وجوز كتابة القرآن على غيره، ومنهم من أوجب كتابة المصاحف على الرسم القياسي منعًا للَّبْس.

فتلخص أن العلماء في الرسم العثماني على مذهبين(1): مذهب يوجب اتباعه (سواء من قال بالتوقيف ومن قال بأنه اصطلاح واجب الاتباع)، ومذهب يرى جواز رسم المصاحف على غير الرسم العثماني، وبعضهم يوجب ذلك.
المذهب الأول: أن رسم القرآن توقيفي، فلا تجوز مخالفته، ولا تجوز كتابة المصحف إلا على الكتبة الأولى، وهو مذهب الجمهور.واستدلوا على ذلك بأدلة، منها:


1-إقرار النَّبِيّ هذه الكتبة، فقد كان للنَّبِيّ كُتَّاب يكتبون الوحي،وقد كتبوا القرآن على هذا الرسم بين يديه، وأقرهم على تلك الكتابة، ومضى عهده والقرآن على هذه الكتبة، لم يحدث فيه تغيير ولا تبديل.
2-ما ورد من أن النَّبِيّ كان يوقف كُتَّابه على قواعد رسم القرآن، ويوجههم في رسم القرآن وكتابته.
أ- فعن معاوية أنه كان يكتب بين يدي النَّبِيّ، فقال له: أَلِق الدواةَ،وحرِّف القلمَ، وأقِم الباء، وفرِّق السينَ، ولا تعوِّر الميم، وحسِّن الله، ومدّ (الرحمن)، وجوِّد (الرحيم).
ب- وعن أنس أن النَّبِيّ قال: إذا كتب أحدكم (بسم الله الرحمن الرحيم)، فليمدَّ الرحمن.
3-إجماع الصحابة على ما رسمه عثمان في المصاحف، وعلى منع ما سواه.
4-إجماع الأمة المعصوم من الخطأ بعد ذلك في عهد التابعين والأئمة المجتهدين على تلقِّي ما نُقِل في المصاحف العثمانية التي أرسلها إلى الأمصار بالقبول، وعلى ترك ما سوى ذلك.


فهذا إجماعٌ من الأمة على ما تضمنته هذه المصاحف، وعلى ترك ما خالفها من زيادة ونقص، وإبدال كلمةٍ بأخرى، أو حرف بآخر.

ولذلك جعل الأئمة موافقة الرسم العثماني ولو احتمالاً شرطًا لقبول القراءة، فقالوا: كل قراءة ساعدها خط المصحف، مع صحة النقل، ومجيئها على الفصيح من لغة العرب، فهي المعتبرة.

المذهب الثاني: أن رسم المصاحف اصطلاحي لا توقيفي، وعليه فتجوز مخالفته.

ومِمَّن جنح إلى هذا الرأي وأيده ابن خلدون في مقدمته، والقاضي أبو بكر في الانتصار، وشيخ الإسلام ابن تيمية.
واستدل القائلون بِهذا الرأي بأدلة منها:
-1 أن الرسوم والخطوط ما هي إلا علامات وأمارات، فكل رسمٍ يدل على الكلمة، ويفيد وجه قراءتِها، فهو رسم صحيح.
-2 أن كتابة المصحف على الرسم العثماني قد توقع الناس في الحيرة والخطأ، والمشقة والحرج، ولا تمكنهم من القراءة الصحيحة السليمة.
-3 أنه ليس في الكتاب العزيز، ولا السنة المطهرة، ولا في إجماع الأمة، ولافي قياس شرعي - ما يدل على وجوب كتابة المصحف برسم معين، وكيفية مخصوصة،ولَم يروَ عن الرَّسُول أنه أمر أحدًا من كتاب الوحي حين كتابة الآيات القرآنية أن يكتبها برسم خاصٍّ، ولا نَهى أحدًا أن يكتبها بِهيئة معينة.
قال ابن خلدون: ( فكان الخط العربي لأول الإسلام غير بالغٍ إلى الغاية من الإحكام والإتقان والإجادة، ولا إلى التوسُّط، لمكان العرب من البداوة والتوحُّش، وبُعْدِهم عن الصنائع، وانظر ما وقع من أجل ذلك في رسمهم المصحف، حيث رسمه الصحابة بخطوطهم، وكانت غير مستحكمة في الإجادة، فخالف الكثيرُ من رسومهم ما اقتضته رسوم صناعة الخط عند أهلها، ثم اقتفى التابعون من السلف رسمهم فيها تبرُّكًا بما رسمه أصحاب الرَّسُول ، وخير الخلق من بعده، المتلقون لوحيه من كتاب الله وكلامه، كما يُقتَفى لهذا العهد خطُّ وليٍّ أو عالمٍ تبرُّكًا، ويُتَّبع رسمه خطأً أو صوابًا، وأين نسبة ذلك من الصحابة فيما كتبوه؟ فاتُّبع ذلك، وأُثْبِت رسمًا، ونبَّه العلماء بالرسم إلى مواضعه).(2)
قال: (ولا تلتفتنَّ في ذلك إلى ما يزعمه بعض المغفلين من أنَّهم كانوا محكمين لصناعة الخط، وأن ما يُتخيَّل من مخالفة خطوطهم لأصول الرسم ليس كما يُتخيَّل، بل لكل وجه، يقولون في زيادة الألف في لاأذبحنَّه إنه تنبيهٌ على أن الذبح لم يقع، وفي مثل زيادة الياء بأييد إنه تنبيهٌ على كمال القدرة الربانية، وأمثال ذلك مِمَّا لا أصل له إلا التحكم المحض، وماحملهم على ذلك إلا اعتقادهم أن في ذلك تنزيهًا للصحابة عن توهم النقص في قلة إجادة الخط، وحسبوا أن الخط كمالٌ فنزهوهم عن نقصه، ونسبوا إليهم الكمال بإجادته، وطلبوا تعليل ما خالف الإجادة من رسمه، وليس ذلك بصحيح).(3)
________________
(1) ينظر:مناهل العرفان في علوم القرآن،محمد عبد العظيم الزرقاني ،ط .الثانية ، دار السلام ،القاهرة-مصر ،2006 ،و مباحث في علوم القرآن ، مناع القطان ،ط.الثالثة ، الرياض-السعودية ،2000،والبرهان في علوم القرآن ، بدر الدين محمد الزركشي ،ط.الأولى ، دار المعرفة، بيروت- لبنان ،1957.
(2) مقدمة ابن خلدون ،عبد الرحمن ابن خلدون ، ص419.
(3)المصدر نفسه .





المطلب الثاني : حكم اتباع الرسم العثماني.

نخلص إذن إلى أنه يجب اتباع الرسم العثماني ولا تجوز مخالفته،ويترجح هذا الرأي بإجماع الصحابة ومن بعدهم على كتابة المصاحف على هذه الهيئة المعلومة، وعلى رفض ما سواها، فلا يُعتبَر بعد إجماع أهل القرون الأولى خلاف من خالف بعد ذلك، ولا يجوز خرق إجماعهم؛ لأن الإجماع لايُنْسَخُ.
ويؤيد ذلك أن الرسم الإملائي اصطلاح، والاصطلاح قد يتغير مع تغير الزمان،كما أن قواعد الإملاء تختلف فيها وجهات النظر، فيؤدي ذلك إلى التحريف والتبديل في كلام الله .
فلو أن أهل كل زمانٍ اصطلحوا في كتابة المصاحف على اصطلاح يناسب ما يألفونه من قواعد الإملاء، ثم أتى جيلٌ بعدهم فاصطلح على اصطلاح آخر يناسب ما استجدَّ من القواعد، وانقطعت صلة الأجيال المتتابعة بالمصاحف التي كتبهاالصحابة، لو حدث ذلك لوصلنا خلال عقود قليلة إلى نصٍّ مشوَّهٍ من القرآن،وحينئذ لن يستطيع الناس تَمييز القراءة الصحيحة من غيرها، ويؤدي ذلك إلى تحريف كتاب الله، ويحصل الشكُّ في جميعه.
فهذا الرسم العثماني هو أقوى ضمان لصيانة القرآن من التغيير والتبديل.(1)
ومِمَّا يؤيد الرأي القائل بالتوقيف العلاقة الواضحة بين هذا الرسم العثماني، وبين القراءات القرآنية المتواترة، يدرك هذا من كان له أدنى معرفة بعلم القراءات، إذ يلاحظ بوضوح أن الصحابة عندما خالفواالقياس في الخط، إنَّما كان ذلك لِمقاصد تتعلق بِما ثبتت روايته عن النَّبِيّ من أوجه القراءة في العرضة الأخيرة، فكتبوا في الفاتحة: ملك يوم الدين ،(2) دون ألف في (ملك) لتحتمل الوجهين من القراءة بالألف (مالِكِ)، وبدونِها (مَلِكِ).فهل يُعَدُّ مثل هذا الرسم مُخالفًا لقياس أهل صناعة الخط؟!
وكذلك كتابتهم تاء التأنيث بالتاء المفتوحة في بعض المواضع نحو (امرأت)،و(رحمت)، و(نعمت)، فيقف عليها جمهور القراء بالتاء، ولو كتبت بالهاء المربوطة، لَتَغَيَّرَ حكمُ الوقف عليها.(3)

بهذا نخلص إلى أن الصحابة خالفوا قواعد الإملاء لا جهلا بتلك القواعد ، ولكن لأن رسم المصحف توقيفي واجب الإتباع ولا تجوز مخالفته.
________________
(1) مباحث في علوم القرآن ، مناع القطان ،ص 146.
(2) سورة الفاتحة الآية 4
(3) ينظر طيبة النشر في القراءات العشر ،أبو الخير محمد بن محمد الدمشقي
الشهير بابن الجزري ،دار الكتب العلمية ،بيروت- لبنان ،ص(2/320-321)..



عرفنا فيما سبق أن الرسم القرآني يخالف الإملاء في بعض القواعد ،وقلنا إن سبب ذلك ليس هو جهل الصحابة بتلك القواعد كما زعم البعض ،ولكن لأن الرسم توقيفي لا تجوز مخالفته بحال .
وبما أن القرآن كتب بهذه الطريقة فقد حاول العلماء تقديم بعض التعليلات لمخالفة الرسم للمألوف من قواعد الإملاء ،وهذا ما سنقف عليه في المبحث القادم.

المبحث الثالث : تفسير ظاهرة زيادة الألف فيلن ندعواوفيه مطلبان:
المطلب الأول :الأسس التي يقوم عليها هذا التفسير .
إن المتتبع لتعليلات العلماء المتنوعة لبعض كلمات الرسم العثماني يجد أن هذه التعليلات قائمة على الاستئناس والتمليح لا غير لأنها لم توضع الا بعد انقراض الصحابة رضى الله عنهم، وهم قد كتبوا المصحف بهذا الرسم لحكمة لم نفهمها وإشارة لم ندركها من غير أن ينظروا إلى العلل النحوية أو الصرفية التى استنبطت بعدهم.(1) والحقيقة التي يجب علينا معرفتها هي أن كل هذه التعليلات التى ذكرها العلماء من الزيادة والحذف في بعض كلمات القرآن لا تغني شيئا، والحقيقة الوحيدة المسلمة هي أن هذا الرسم وصل إلينا عن الصحابة الذين كتبوا القرآن الكريم هكذا ،ولم ينكشف سر ذلك لأحد والله سبحانه علام الغيوب.

المطلب الثاني :تفسير زيادة الألف في لن ندعوا .
يجب أولا أن نعلم أن الأصل في قواعد الإملاء هو زيادة الألف بعد واو الجمع المتصلة بالفعل ،أما في الرسم القرآني فإن الأمر يختلف حيث تزاد الألف بعد كل واو تطرفت في نهاية الكلمة ،وقد حاول العلماء تقديم تعليلات لهذه الزيادة ،ولكن كما قلنا فإن هذه التعليلات إنما هي على سبيل الإستئناس لا غير ،ومن هؤلاء العلماء ابن البناء المراكشي في كتابه عنوان الدليل من مرسوم خط التنزيل الذي قال فيه (2): (فصل في الألف الزائدة :
وهي على ثلاث أضرب: ضرب تزاد من أول الكلمة.
وضرب تزاد فيه من آخرها.
وضرب تزاد فيه من وسطها.)
ثم بدأ يقدم تعليلا لزيادة الألف بعد الواو فقال(3) : (و الضرب الثاني الذي تزاد فيه من آخر الكلمة.
هذا يكون باعتبار معنى خارج عن الكلمة فحصل في الوجود مثل زيادتها بعد الواو في الأفعال مثل (يَرجوا) (وَيَدعوا) وذلك أن الفعل " أثقل " من الإسم لأن الفعل يستلزم معناه فاعلا بالضرورة فهو جملة في الفهم منقسمة قسمين، والاسم مفرد لا يستلزم غيره. فالفعل أزيد من الإسم في الوجود، والواو أثقل حروف المد واللين، والضمة أثقل الحركات والمتحرك أثقل من الساكن و كل ذلك حاصل في الوجود يجده كل إنسان من نفسه ضرورة. وأصل يرجو يرجُوُ اجتمع الفعل والواو والضمة وحركة الواو. فخففت الواو بالسكون لأنها في محل الوقف آخر الكلمة. وبقي ثقل الفعل والحرف فزيدت الألف تنبيها على هذا " الثقل " الذي هو للجملة بالنسبة إلى الإسم المفرد الذي هو شيء خارج عن الفعل ولازم عن فهم الفعل بعده و في الاعتبار. وكلاهما ظاهر في العلم فلذلك زيدت الألف من آخر الكلمة.)انتهى.
ولكن العلماء المعاصرين لا يقبلون مثل هذه التعليلات لأنها في رأيهم مبنية على الظن والتخمين ولا ترتقي لمستوى العلمية ،والشيء الوحيد الذي يسلمون به هو أن المصحف كتب هكذا لحكمة لم نفهمها وإشارة لم ندركها.
ومنهم من ذهب إلى أنهم ورثوه هكذا عن الكتابة النبطية (4).
________________
(1) ينظر تاريخ القرآن الكريم ،محمد طاهر الكردي ، ص 179.
(2) عنوان الدليل من مرسوم خط التنزيل ، ابن البناء المراكشي ،ص 6.
(3) المصدر نفسه ، ص 6.
(4) ينظر رسم المصحف دراسة تاريخية لغوية ،غانم الحمد ، دار عمار، ص 61



خاتمة :
وفيها أهم النتائج التي وصل إليها البحث :
1- المصحف كتب بهذا الرسم لحكمة لم نفهمها وإشارة لم ندركها.
2- الرسم القرآني يعتبر بمثابة الأصل لقواعد الإملاء .
3- الصحابة كانوا على دراية تامة بقواعد الإملاء .
4- الرسم القرآني توقيفي على القول الراجح من أقوال أهل العلم .
5- التعليلات التي ذكرها العلماء هي على سبيل التلميح والاستئناس.


لائحة المصادر والمراجع :
- القرآن الكريم برواية ورش عن نافع.
- مقدمة ابن خلدون ،عبد الرحمن ابن خلدون.
- عنوان الدليل من مرسوم خط التنزيل ، ابن البناء المراكشي
- طيبة النشر في القراءات العشر ،أبو الخير محمد بن محمد الدمشقيالشهير بابن الجزري ،دار الكتب العلمية ،بيروت- لبنان.
- البرهان في علوم القرآن ، بدر الدين محمد الزركشي ،ط.الأولى ، دار المعرفة، بيروت- لبنان.
- مناهل العرفان في علوم القرآن،محمد عبد العظيم الزرقاني ،ط .الثانية ، دار السلام ،القاهرة-مصر.
- مباحث في علوم القرآن ، مناع القطان ،ط.الثالثة ، الرياض-السعودية.
- رسم المصحف دراسة تاريخية لغوية ،غانم الحمد ، دار عمار
- تاريخ القرآن الكريم ،محمد طاهر الكردي،مطبعة الفتح ، ط1،جدة،


رد مع اقتباس
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على الموضوعات
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الموضوعات المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
الفتوى (1161) : الإعجاز اللغوي في القرآن الكريم علاء الدين ف أنت تسأل والمجمع يجيب 3 04-20-2017 09:43 AM
الفتوى (556) : لماذا لا تحذف ألف " ابن " في القرآن حين تقع بين علمين؟ عبدالله جابر أنت تسأل والمجمع يجيب 2 11-08-2015 08:50 PM
الفتوى (345) : لماذا يختلف رسم القرآن الكريم عن ما نرسمه؟ عبدالله جابر أنت تسأل والمجمع يجيب 2 06-19-2015 05:21 PM
الفتوى (287): هل هناك (أن) زائدة في القرآن الكريم؟ عبدالله جابر أنت تسأل والمجمع يجيب 2 05-05-2015 09:37 PM
الفتوى (173): لماذا تُنطَق الأحرف المقطعة في القرآن الكريم من غير همز؟ *^* شريفة *^* أنت تسأل والمجمع يجيب 2 04-17-2013 02:53 PM


الساعة الآن 04:46 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by