سلسلة (عالم ورأي)
تهدف هذه السلسلة إلى استجلاء رأي عالم من علمائنا حول قضية من القضايا، أو عقبة من العقبات التي تواجه أبناء العربية، أو طرح رؤية لاستنهاض الهمم وتحفيز العزائم. فإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا، إنما ورثوا العلم، فمن أخذ به أخذ بحظ وافر.
الحلقة السادسة عشرة: الأستاذ الدكتور عبد الحافظ حلمي محمد – عضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة (رحمه الله) ورأيه في تعريب العلوم في الجامعة:
إن تعريب تدريس العلوم في الجامعة أصبح ضرورة ملزمة، حتى إنْ ظن البعض أنه ليس الوضع الأمثل. والاعتراف بهذه النتيجة هو ما تمليه علينا النظرة الموضوعية العملية الشجاعة للقضية. ونحن لا نكاد نعرف بين أمم العالم، صغيرها وكبيرها، أمة تقدم العلم لأبنائها بغير لغتهم سوى ما يحدث في بعض الجامعات العربية. فلا صعوبةُ كتابة اللغة اليابانية، مثلاً، ولا صغر وحجم بعض دويلات أوروبا، مثلاً قد حالا دون أن تكون اللغة القومية هي لغة تدريس العلوم في تلك البلاد.
وكثيرًا ما نسمع أن تعريب تدريس العلوم في الجامعات لا بد أن يكون قرارًا سياسيًّا. وأقول: نعم، ولكن ينبغي أن يكون هذا القرار صادرًا من القيادات الجامعية.
فأقترح أن تُجمع آمالنا وآراؤنا في هذا الصدد وتُقدم إلى السيد وزير التعليم، على أن يحيل سيادته الأمر برمته إلى المجلس الأعلى للجامعات لكي يضعه موضع الدراسة الجادة الناجزة – في غير تباطؤ أو تعجل – لمجالس الجامعات والكليات والأقسام المعنية به، توطئة لاتخاذ القرار عن اقتناع وبينة، وعلى أن يكون من أركان خطة التعريب المقترحة، الشروع بلا توانٍ في تنفيذها مع دفعة جديدة من الطلاب. اللهم هيئ لنا من أمرنا رشدًا، وأنت – سبحانك – ولي التوفيق.
المصدر: مجمع اللغة العربية بالقاهرة – العدد 79 – ص 34.
إعداد: مصطفى يوسف